كلمة الاتحاد
إستباحة وسرقة الاراضي الفلسطينية

في كنف الاحتلال الاسرائيلي ترتكب مختلف الجرائم بحق الشعب الفلسطيني والارض الفلسطينية. فالصراع على ملكية الارض هو في نهاية المطاف الصراع على الحق في الوطن، على السيادة على ارض الوطن. ومن هذا المنظور والتقييم اكدنا دائما ان تهويد الارض العربية بالمصادرة القسرية وبمختلف طرق الخداع التي يلجأ اليها المحتل واذرعه الاخطبوطية واقامة المستوطنات الكولونيالية عليها من اخطر القضايا والعقبات التي تعترض طريق التسوية السياسية وتعرقل التقدم نحو السلام العادل. ففي نهاية الاسبوع الماضي اعلنت حكومة الاحتلال الشارونية- البيرسية بشكل استفزازي عن بناء ستة آلاف وخمسمائة شقة سكنية في الضفة الغربية، وخاصة في منطقة القدس لتوطين اوباش المستوطنين. وامس الاحد، ووفق ما ورد في الموقع الالكتروني لصحيفة "هآرتس" فقد تم الكشف عن عصابة مجرمين مؤلفة من ضباط جيش وموظفين من الادارة المدنية الاحتلالية ومن شركة تابعة "للكيرن كييمت" وثلاثة من السماسرة الفلسطينيين الخونة، تمارس الغش والخداع وتزوير الوثائق لسرقة الاراضي الفلسطينية في منطقة الخليل واريحا ومعليه ادوميم. فقد لجأ مجرمو هذه العصابة لتزييف وثائق تفويض تتعلق باراض توفي اصحابها. وقد استعملوا هذا التفويض المزور لابرام صفقات مع الخونة من السماسرة الفلسطينيين للسيطرة على الارض، حيث من خلال هذا التفويض المزيف يقوم السماسرة ببيع الاراضي لليهود الاسرائيليين. وتشتبه الشرطة الى ان ضابطا في جيش الاحتلال متورط في هذه الصفقة من خلال تصديقه على الصفقات المزورة مقابل رشوة مالية دسمة الى جيبه، وكذلك الامر بالنسبة لموظف كبير في شركة " همنوتا" التابعة لـ"الكيرن كييمت" الذي شارك في الجريمة مقابل الرشوة المالية الكبيرة التي تقدر بملايين الشواقل.
ان هذه الجريمة بسرقة الارض الفلسطينية بالزور والاحتيال وتهويدها تعتبر احدى وسائل توسيع رقعة الاستيطان الكولونيالي وخلق وقائع احتلالية جديدة تعرقل الحل العادل لزوال الاحتلال واقامة دولة فلسطينية مستقلة. ومواجهة هذا العمل اللصوصي الاجرامي وغيره من وسائل نهب ومصادرة الاراضي الفلسطينية في المناطق المحتلة جزء من المعركة المصيرية لانهاء الاحتلال الاستيطاني وانجاز الحق الفلسطيني المشروع بالتحرر والاستقلال الوطني، باقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية وضمان حق اللاجئين بالعودة وفقا لقرارات الشرعية الدولية.
اما بالنسبة للعصابة التي تم الكشف عن جريمتها فالعدالة تستدعي انزال اشد العقاب بهم وبمن يقف وراءهم وارجاع الارض المنهوبة الى اصحابها الشرعيين من ابناء الشعب العربي الفلسطيني. فالنضال لزوال الاحتلال هو نضال لزوال جميع اشكال العفن الذي ينتعش في مستنقعه.

( الاتحـــــاد)

الأثنين 28/2/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع