جريمة في خدمة المجرمين

أصبح ما يشبه "التقليد" المخضب بدماء الجريمة انه كلما تواجه حكومة الاحتلال والاستيطان الشارونية زنقة سياسية او تشرف على القيام بعمل اجرامي يأتيها الفرج من مجرمين يقومون بتنفيذ عمل اجرامي دموي ضد المدنيين من الناس الابرياء في اسرائيل لصرف الانظار عن مخططات ومواقف حكومة الاحتلال المعادية للشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية الشرعية.
فالتفجير المأساوي ضد المدنيين في ملهى ليلي داخل مدينة تل ابيب الذي حصد ارواح اربعة من الابرياء وعشرات الجرحى هو عمل وحشي مدان لا يخدم سوى سياسة حكومة شارون – بيرس الاحتلالية. فقد جاء توقيت ارتكاب هذه الجريمة، التي اعربت مختلف الفصائل الفلسطينية عن عدم مسؤوليتها في ارتكابها، غداة اعلان حكومة الوحدة الشارونية – البيرسية عن تعبئة وتوسيع الاستيطان الكولونيالي الاستفزازي  في منطقة القدس الشرقية المحتلة. عن بناء ستة آلاف شقة سكنية لمستوطنين يهود جدد كوسيلة من وسائل عملية تهويد عاصمة الدولة الفلسطينية العتيدة. هذا عوضا عن قرار حكومة الاحتلال برسم الحدود الشرقية بين اسرائيل وفلسطين على حساب ضم حوالي ثمانية في المئة من الارض الفلسطينية المحتلة دون الرجوع الى صاحب الارض الشرعي وبشكل قسري استعماري.
لقد جاء ارتكاب هذه الجريمة النكراء في وقت يرفض فيه جنرال المجازر والاستيطان، ارئيل شارون المشاركة في مؤتمر لندن، مع تحفظاتنا على هذا المؤتمر، الا ان عوامل رفض شارون المشاركة تعكس حقيقة موقفه الرفضي للتسوية السياسية العادلة نسبيا مع الفلسطينيين. فلم يخِف شارون ان الاسباب الجوهرية لعدم المشاركة هي التخوف من ان يتخذ لقاء لندن قرارات وتوصيات سياسية تطالب البدء بتنفيذ خارطة الطريق، حتى خارطة الطريق يناور شارون بعدم الالتزام بتنفيذها.
ان هذه الحقائق تؤكد امرين اساسيين، الاول، ما أكدناه دائما ان شارون يستهدف من خطة الفصل مع قطاع غزة تعزيز اقدام الاحتلال في الضفة الغربية. والثاني ان الجريمة في تل ابيب لا تخدم سوى مخطط شارون. وهذا ما يجب اخذه بالاعتبار.

(الاتحـــــــــــــــــاد)

الأحد 27/2/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع