كلمة الاتحاد
"شهاب الدين أطقع من أخيه"

لا نذرف الدمع بالطبع على عدم تمديد وزير الأمن، شاؤول موفاز وبالتنسيق مع رئيس الوزراء، ارئيل شارون، فترة مسؤولية موشيه يعلون كقائد عام للجيش الاسرائيلي فتاريخه الأسود في تعامله مع شعب الانتفاضة الفلسطينية وما ارتكبه الاحتلال وأذرعه القمعية من جرائم حرب همجية ضد البشر والشجر والحجر في عهد يعلون المخضّب بدماء الأبرياء الفلسطينيين يجعلنا نتمنى ان يغرب هو وأمثاله من المسؤولين السياسيين والعسكريين عن ساحة صياغة وتنفيذ القرارات السياسية والعسكرية.
وما يثير اشد الاستنكار ان البديل الذي اختاره الثنائي موفاز – شارون ليكون قائدا عاما للجيش، دان حلوتس، ينطبق عليه المثل، "شهاب الدين أطقع من أخيه، وكلا الاخوين اطقاع"، فحلوتس هذا ليس فقط انه سيء، بل هو ايضا انسان مجرم وقاتل وايديه ملطخة بدماء المدنيين الابرياء من النساء والاطفال والشيوخ الفلسطينيين. فبدم بارد أمر بهدر دماء الأبرياء الفلسطينيين في غزة هاشم. فمن منا لا يذكر تصريحه البهيمي لصحيفة "هآرتس" تعقيبا على عملية اغتيال صلاح شحادة بقنبلة تزن طنا من المتفجرات أودت بحياة الكثيرين من المدنيين الأبرياء. قال بلغة المدمنين على ارتكاب الجرائم انه "ينام بهدوء، وان ما يشعر به ليس اكثر من اهتزازة خفيفة في جناح الطائرة!!
بدلا من تسليم هذا المجرم الى ايدي العدالة لينال عقابه بالتعفن خلف القضبان فان شارون قد اوصى وامر موفاز بتعيينه قائدا عاما للجيش في هذا الوقت المصيري الحساس الذي تطرح على بساطه قضية تنفيذ "خطة الفصل" مع قطاع غزة واخلاء تدريجي لأوباش المستوطنين حسب خطة حكومة شارون – بيرس!
فتعيين قاتل الفلسطينيين لهذا المنصب لا يعكس حسن نية حكومة الاحتلال والعدوان الشارونية بل يعكس حقيقة الطابع الكارثي والمدلول السياسي المأساوي لمخطط التسوية مع الفلسطينيين الذي يرسمه شارون وينوي تنفيذه بالتنسيق مع ادارة عولمة الارهاب والجرائم الامريكية. تعيينه يؤكد ويثبت ان شارون يخطط لعدم الخروج من "الخانة الأمنية" على ساحة التفاوض مع الفلسطينيين، وبالتنسيق مع ذراعه الامني، المقرب منه والمعدود من زلمه، حلوتس لن يجد صعوبة في اختراع الذرائع لتبرير التمترس في الخانة الامنية وعدم تجاوزها الى الخانة السياسية للتفاوض مع القيادة الشرعية الفلسطينية حول التسوية السياسية والحل الدائم للصراع الاسرائيلي – الفلسطيني. وبرأينا ان تعيين حلوتس قائدا عاما للجيش دالة شؤم تطبع بميسمها الوجه الحقيقي لحكومة شارون – بيرس الكارثية.

(الاتحـــــــــــــــــــاد)

الخميس 24/2/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع