لمراسلنا – "الجمهور الغفير الذي احتشد في قاعة علي بابا يدل على اهتمام الجماهير بمسألة "الخدمة المدنيّة" وتريد أن تسمع وتعرف بالتفصيل ما خطّطته لها السلطة هذه المرّة".

بهذه الكلمات افتتح الصحافي زهير بهلول، أمس الأول السبت، عرافته للندوة التي شارك فيها رئيس مجلس الجبهة القطرية وعضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي، النائب محمد بركة، الناشط في منظمة "يوجد حد" (يش غبول)، د. يشاي منوحن، وعضو المكتب الجبهة القطرية، المحامي أيمن عودة.
وكان أوّل المتحدثين منوحين الذي هاجم بشدّة الفكرة المتخلّفة القاضية بربط الحقوق بالواجبات، وأكد على أنّ اليهودي الذي لا يخدم بالجيش لا يُنتقص من حقوقه السياسيّة بينما العربي حتى وإن خدم يبقى عربيًا في دولة تعرّف نفسها دولة يهوديّة، وأكد على رفضه القاطع لمحاولة الالتفاف على قيادة الجماهير العربيّة، واقتناص الأفراد، وأكد على ضرورة خوض نضال مشترك عربي يهودي من أجل المساواة التامّة بدون شروط.
ثمّ تحدّث المحامي أيمن عودة الذي تطرّق لأبعاد أخرى، وأكّد أن كل انجاز حصلت عليه الجماهير العربيّة تمّ بالنضال، وأضاف أن "الخدمة المدنيّة" تكرّس وضعيّة التمييز ضدّ العرب في دولة تقدّس العسكرة، وأشار إلى أنّها تغوص في عمق الفكر الصهيوني الذي يريد أن يرى العرب "حطابين وسقاة ماء" وأكد أن احد أهداف "الخدمة المدنيّة" هو كسر الحاجز النفسي بين الجماهير العربيّة وبين كلمة "الأمن" (بيطخون) فالذي أعدّ التقرير هو عبري قائد سلاح الجو ومدير عام وزارة "الأمن" والذي صادق على التوصيات شاؤول موفاز (وزير "الأمن") والذي يعمل على تطبيقها "مجلس الأمن القومي" والذي سينظّم سيرها هي وزارة "الأمن".
ثمّ تحدّث النائب محمد بركة الذي اعتبر مشروع "الخدمة القوميّة" مسوّغًا لعدم اعطاء المواطنين العرب حقوقهم، وأكّد على أن الحقوق مطلقة والواجبات نسبيّة، وأن الجماهير العربيّة أهل هذه البلاد تستحق المساواة التامّة، ثمّ أنّ الحكومة ترفض زج العرب كمجموعة في جيش الاحتلال للأسباب المعروفة، فتأتي اليوم لتقول لنا: أنا لا أثق بكم في الجيش لذا فخذوا هذا البديل! وتطرّق بركة إلى أحداث المغار المؤلمة وأكّد أنّه إذا لم تحم شعبنا المظلّة الوطنيّة فربّما سيبحث البعض عن مظلّة السلطة لتحميه، وأكد على ضرورة الوحدة الوطنية والنضال الديمقراطي المشترك لصد حملة "الخدمة المدنيّة" ومقاومة عقليّة "الخدمة المدنيّة".