قدمت لجنة عسكرية خاصة عيّنها رئيس هيئة اركان الجيش الاسرائيلي، موشيه يعلون، توصياتها في الاسبوع الماضي وجرى النشر عنها امس الخميس. والتوصيات تتعلق بمدى نجاعة جرائم هدم بيوت الفلسطينيين من مقاومي الاحتلال على المقاومة الفلسطينية. وقد اقرت توصيات التقرير حقيقة ساطعة ان جرائم الهدم لم تثبت اطلاقا ان هدم البيوت ادى الى ردع الاعمال الانتحارية ومقاومة الاحتلال، وان الاضرار الناجمة عن هدم البيوت اكثر بكثير من الفوائد المتوخاة، وذلك لان الردع المحدود والمقيد لا يقارن بمدى الحقد والكراهية والعداوة الذي تولده عمليات هدم البيوت في اوساط الفلسطينيين.
انه من الاهمية بمكان ان يقر جهاز القمع الاحتلالي العسكري بفشل جرائم الحرب التي يرتكبها في كسر شوكة المقاومة وارادة شعب الانتفاضة الفلسطينية في التصدي لهمجية المحتلين والتمسك بحقهم الشرعي في النضال لانهاء الاحتلال وانجاز الاستقلال الوطني. وعمليا فان توصيات هذا التقرير تعكس حقيقة فشل سياسة القوة، سياسة التصعيد العسكري والبلطجة العدوانية العربيدة في حسم الصراع الاسرائيلي- الفلسطيني وتركيع الشعب الفلسطيني عند اقدام املاءات الاستسلام الاحتلالية. كما تعكس هذه التوصيات فشل العقوبات الجماعية، ومن ضمنها هدم البيوت الفلسطينية بالجملة كوسيلة انتقام وردع للمقاومة الفلسطينية في اخماد جذوة الكفاح الفلسطيني العادل دفاعا عن حقه في الحرية والاستقلال والدولة. والاعتراف بالفشل من قبل المحتلين لوحده لا يكفي، وعليه استخلاص باقي العبر اذا كانت نيته الجنوح نحو السلام العادل مع الشعب الفلسطيني. عليه الكف عن المناورات الرذيلة في قضية اسرى الحرية الفلسطينيين واطلاق سراح جميع الاسرى ووقف جرائم الاغتيالات والتصفيات ومصافحة اليد الفلسطينية الممدودة للسلام العادل. ولن تبنى القواعد الراسخة للامن والاستقرار والسلام وفقا للاطار المرسوم شارونيا وامريكيا بتجسيد خطة الفصل ونقطة. فلا بديل للانسحاب من جميع المناطق المحتلة منذ السبعة والستين لاقامة الدولة الفلسطينية عليها وعاصمتها القدس الشرقية وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين وفقا لقرارات الشرعية الدولية.
اننا نكرر هذا الموقف مرارا لانه لا بديل حقيقي وواقعي له لانجاز التسوية السياسية العادلة ووقف نزيف دم الصراع.

(الاتحــــــاد)