كلمة الاتحاد
حذارِ من إشعال نار الفتنة

من يتابع تطور الاحداث في لبنان بعد جريمة اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري الهمجية يلاحظ ان تحالف الشر والعدوان الامريكي والاسرائيلي يعمل على تجيير هذا الحدث في خدمة المخطط الاستراتيجي الامريكي للهيمنة في المنطقة.

ويلجأ هذا التحالف الى تأجيج نيران الفتنة في لبنان من خلال الترويج ديماغوغيا، وبشكل سافر، بمسؤولية سوريا عن عملية الاغتيال البشعة. ويستغل هذا التحالف موقف بعض قوى المعارضة اللبنانية المستعدة انطلاقا من مصالحها الضيقة، الطبقية والطائفية للانضواء تحت علم الانسجام في اطار المخطط الاستراتيجي الامريكي في المنطقة، لشحذ أنيابه العدوانية استعدادا لجريمة الافتراس في لبنان وسوريا. فلجوء بعض قوى المعارضة الى تحميل سوريا مسؤولية الاغتيال قبل الكشف الحقيقي عن الايدي الملوثة التي خططت فعلا ونفذت فعلا الجريمة هو تجنّ لا يخدم ابدا المصلحة الحقيقية لشعب لبنان ولا يستفيد منه سوى التحالف الامريكي – الاسرائيلي المعادي للبنان دولة وشعبا وحاضرا ومستقبلا. فارتفاع الاصوات في جنازة الحريري "بدنا نحكي عالمكشوف سوريا ما بدنا نشوف" لا يخدم مصلحة الوحدة الوطنية الحقيقية للشعب اللبناني.
فسوريا مستهدفة من قبل المخطط العدواني الامريكي – الاسرائيلي، ويستهدف تحالف الشر الامريكي – الاسرائيلي استغلال الصراع الداخلي اللبناني خاصة بعد اغتيال الحريري، لتقمص دور انه حليف المعارضة ضد سوريا والقوى الحليفة لها في لبنان! ووراء هذه اليافطة المزيفة سارعت الادارة الامريكية وحكومة العدوان الاسرائيلية الى استثمار مقتل الحريري لتشغيل مكابس الضغط والابتزاز على سوريا متهمين اياها بالمسؤولية عن جريمة الاغتيال والتفجيرات الدموية.
وسارعت الادارة الامريكية الى سحب سفيرتها من سوريا كوسيلة ضغط على النظام السوري ومؤشر لتشجيع تفجير الصراع في داخل لبنان الى درجة اشعال نيران حرب اهلية لبنانية – لبنانية، وللضغط على مجلس الأمن للاسراع في اتخاذ اجراءات لسحب القوات السورية من لبنان.
ان وحدة لبنان وحاضر ومستقبل تطوره يستدعي تفويت الفرصة على المتآمرين المتربصين بوحدته وبتطوره ووأد المخطط الاسود الذي يجري نسج خيوطه هذه الايام في دهاليز التآمر الامريكي – الاسرائيلي. فتخطي المحنة والعمل على توفير مناخ الوفاق الوطني، الوحدة الوطنية هما صمام الامان لضمان استقرار وامن ومستقبل تطور لبنان.

(الاتحـــــــــــــــاد)


الخميس 17/2/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع