لردع الاستفزاز الاستيطاني

حذرنا ومنذ اعلن رئيس الحكومة اريئيل شارون عن خطته الكارثية احادية الجانب للفصل مع قطاع غزة ان احد اهداف سياسته الاستراتيجية من وراء ذلك تعزيز الوجود الاستيطاني الاحتلالي الاسرائيلي في الضفة الغربية وعرقلة قيام دولة فلسطينية ذات مقومات للحياة والتطور الطبيعي. وفي اليوم الذي كانت تعقد فيه قمة شرم الشيخ الرباعية الاسرائيلية- الفلسطينية- المصرية- الاردنية، اعلن المسؤولون الاسرائيليون بشكل استفزازي وقح عن الاعتزام ببناء مستوطنة كولونيالية جديدة في الضفة الغربية، بناء مستوطنة يطلق عليها اسم "غفاعوت" كامتداد لمستوطنة "غوش عتسيون".

ان الهدف من وراء بناء هذه المستوطنة الجديدة وغيرها هو توسيع رقعة ومساحة وعدد سكان الكتل الاستيطانية التي تخطط حكومة الاستيطان والكوارث لضمها الى اسرائيل وعلى اساس مصادرة اراض عربية فلسطينية جديدة ونقل مستوطنين من قطاع غزة لتهويدها بالسكن عليها. ويؤكد ذلك وزير الاسكان من حزب "العمل" يتسحاق هرتسوغ اذ يصرح، "لا استطيع منع أي شخص يريد استخدام تعويضه في شراء شقة في غوش عتسيون"!! كما ان توقيت الاعلان عن اقامة هذه المستوطنة ومد بناء جدار العزل العنصري ليشمل غوش عتسيون يندرج في اطار سياسة شارون لكسب تأييد "المتمردين" من وزراء حكومته لخطته الكارثية. فشارون امتنع عن مناقشة هذا الموضوع طويلا نظرا الى ما يثيره من انتقادات دولية. ولكن اليوم، وفي ظل استئناف اللقاءات مع الفلسطينيين ونشر الوهم ان شارون يسير في طريق التسوية السياسية ترى حكومة الاحتلال ان الظروف مواتية لتعزيز مواقع الاستيطان.
ان توسيع رقعة الاستيطان ببناء مستوطنات جديدة وتصدير مستوطنين من قطاع غزة الى الضفة الغربية يتناقض وجوهر ونصوص خطة خارطة الطريق التي تدعو الى وقف جميع اشكال الاستيطان. فبناء المستوطنة الجديدة لا يعكس حسن نية بل سوء نية حكومة شارون- بيرس فيما يتعلق بدفع العجلة باتجاه التسوية السياسية مع الفلسطينيين.
فالاستيطان كان ولا يزال احد العقبات الرئيسية في طريق التسوية السلمية. فهل تتحرك اللجنة الرباعية (الكوارتيت) – الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة – لردع هذه العملية الاستيطانية الاستفزازية العربيدة للبلطجي المحتل؟!

(الاتحـــــــاد)


الأربعاء 16/2/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع