كلمة الاتحاد
نيران التطرف الاستيطاني وصلت الوزراء

يحتل العناوين الآن ما يتعرض له عدد من الوزراء من جهة جماعات التطرف اليميني الاستيطاني. فبعد الشتائم التي تعرضت لها الوزيرة ليمور ليفنات وتخريب سيارة الوزير بنيامين نتنياهو كشف أمس عدد من الوزراء في جلسة للحكومة انهم تلقوا رسائل تهديد مباشر بالتعرض لهم ولأفراد عائلاتهم بشكل عنيف.

من جهة أخرى يتكرر إطلاق "كلاشيه" ان "الخطر يصرخ من على الجدران"، وهو في الحقيقة شعار ملموس أيضًا وليس مقولة صورية فقط. وهو يتجسّد في الشعارات الداعية لقتل رئيس الحكومة اريئيل شارون، وتذكيره بمصير سابقه يتسحاق رابين.
قد ينزع عديدون في المؤسسة الاسرائيلية الى حصر الامور في "الهامش" أو شخصنة هذه التهديدات. وهو بالضبط ما حدث بعد اغتيال يتسحاق رابين. ولكن الحقيقة الساطعة ستظل ان هذه الجماعات الاستيطانية، ومؤيديها ومشجعيها، تتجاوز الهامش.
هذه الجماعات نمت وكبرت وامتلأت بشعور القوة والاستعلاء والعنف في ظل المشروع الاسرائيلي الرسمي المتجسِّد في الاحتلال. وبعد سنين من "الدلال" ومنح عصابات الاستيطان حقوقًا اضافية فوق القانون، على حساب حياة وسلامة وحقوق الفلسطينيين، وعلى حساب أمن ومستوى عيش المواطنين الاسرائيليين – يظهر الآن بوضوح أن الثمن يتجاوز ما توقعه "الآباء الروحيون" لحركة الاستيطان، وها هي نيران التهديد تقترب منهم.
يجب التأكيد على شدة الخطر في هذا التطور. فهذه العصابات التي تقول الجهات الأمنية، أيضًا، أنها تصعّد تحريضها وعنفها بشكل منهجي، لا توقفها أية شارة حمراء في انفلاتها. خطرها يطال الآن شخصيات رسمية، لكنه كان ولا يزال يهدد بجرائم ومجازر قد يتعرض لها ابناء الشعب الفلسطيني، في محاولة لاشعال الاوضاع شديدة الحساسية، ونع أي تطور مهما كان متواضعًا في التقدّم السياسي.
ما هو واضح، ان لجم هذه العصابات لا يمكن ان يقتصر على خطوات محدودة، بل انه يتطلب مواجهة السرطان الأكبر المسمى الاحتلال، وكافة تبعاته وآثاره. فهذا الخطر الاستيطاني المتطرّف الذي بات يعترف به الجهاز الاسرائيلي الرسمي بكافة تفرعاته ومؤسساته، يحتاج الى علاج جذري.
آن الأوان كي تتخلص هذه الدولة من عقلية وسلوك الاحتلال. وكم من عاقل واسع البصيرة سبق وحذّر: إن الاحتلال قنبلة موقوتة لن ينجو منها الإسرائيليون أيضًا، بما في ذلك كل ساسة وجنرالات الاحتلال. وها هو التاريخ يثبت فهل من يتعلم الدرس ويستخلص العبر؟!

(الاتحاد)  


الأثنين 14/2/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع