خدمة من?

ان تجدد طرح فكرة "ألخدمة ألمدنية" أو "ألقومية" خاصة بعد هبة أكتوبر، وربط حقوق ألجماهير ألعربية والمساواة بالواجبات له مدلولات خطيرة جدًا على كوننا مجموعه قومية "أقلية قومية" "اقلية وطن".

نحن نتحدث عن هذه ألخطورة في ظل أوضاع اقتصاديه صعبة يسهل من خلالها الاستفراد فينا كأفراد ينظر كل منا إلى مشكلته ومعاناته بأنها هي المعاناة وهي ألمأزق، والخروج من هذا المأزق يتم عن طريق حل مشاكلنا كأفراد بالحصول على امتيازات من قبل المؤسسة، وهذا ما تراهن عليه لجنة جنرال الاحتياط دافيد عبري بعد يأسها من الحصول على موافقة حتى شخص واحد من قيادة الجماهير العربية، نحن نتحدث عن هذه مراهنة السلطة في ظل التشرذم الذي يعاني منه مجتمعنا العربي عن طريق زج هذا المجتمع في خلافات وصراعات أنهكته وكنا في غنى عنها، فلا زلنا نعاني حتى يومنا هذا من ما حدث في شهاب الدين وأحداث طرعان ونحن بحاجه إلى فتره زمنية ليست بالهينة لنسترد عافيتنا.

إن كل محاولات المؤسسة في طرح أفكار والتلاعب بالأسماء "خدمه عسكريه " "خدمه وطنيه" "خدمه مدنيه" أتت لجرنا إلى ملعب الطغمة الحاكمة التي تمثل رأس المال وزمرته، لهذا عندما نتحدث عن الخدمة يجب أن يطرح السؤال، في خدمة من هذه الخدمة؟؟! في كل الأحوال سوف نجد إجابة واحدة، هذه الخدمة هي خدمة لحكام إسرائيل ببشاعتهم، استعلائهم وعنجهيتهم,هذه الخدمة لا تصبو لأن تكون خدمة المجتمع ولا حتى خدمة دولة اليهود لان سقف هذه الدولة لا يضم فقراء اليهود إنها خدمة الماركة خدمة أصحاب رأس المال.
لذلك لا يمكن أن يكون موقفنا مع الخدمة العسكرية ومختلف اشتقاقاتها.
موقفنا وبشكل واضح هو المساواة ولا اقل من المساواة وهذه حق مطلق وقيمة بحد ذاتها غير متعلق بأيّة خدمة........ ومساواتنا مشتقّة من كوننا "أقلية وطن" وأهل هذه ألبلاد.

ما هو المطلوب؟؟؟؟

ألمطلوب اليوم بذل كل الجهود وقلب كل حجر والوصول إلى كل زاوية من أجل إفشال هذا ألمخطط، وخاصة رهان دافيد عبري ولجنته بأنه في حال طرح المشروع سوف تتدفق الشباب العرب للانخراط في هذا المشروع، وبهذا يتم الالتفاف على قرار قيادة الجماهير العربية، فبدل أن تنجر القواعد وراء القيادات بالإمكان جر ألقيادات وراء
ألقواعد
"القواعد ألشابه"، لذلك على قيادة الجماهير العربية وعلينا نحن الشباب أن نساهم في مشروع التوعية من اجل ترسيخ الهوية الجماعية لدى هذا الجيل المعرّض للكثير من "ألقيم" و"الأخلاقيات" الغريبة عنا وعن شعبنا، فإذا أردنا أن يكون موقف هذا الجيل المهدد موقف مسئول علينا أن لا نهمل هذا الجيل بل نرعاه ونشجعه لكي يكون قادر على اتخاذ القرار الصحيح عن طريق التواصل بين كافة حلقات وشرائح مجتمعنا مع هذا الجيل.
تعالوا لنساهم معا قيادات سياسيه، كوادر عمالية، محاضري جامعات، مربين وطلاب جامعيين في بناء جيل جديد محمي من الضياع الذي يعاني منه معظم شبابنا، لنطرق أبواب مدارسنا الثانوية في كل الوسط العربي عن طريق حلقات نتحاور فيها مع هذا الجيل ليس فقط في موضوع "الخدمة المدنية" وخطورتها، بل بكافة المواضيع التي تهم هذا الجيل، تعالوا لنسمعهم كي يسمعونا عندما تقتضي الحاجة، وإلا سنخسر هذا الجيل في هذه المعركة وفي كل معارك شعبنا، وكخطوة أولى علينا إعداد عريضة متفق عليها يكون في صلبها رفض مخطط
"الخدمة المدنية" مع شرح عن خطورته ويتم جمع تواقيع الجيل المهدد، مساهمة في قبر هذا المخطط .

(*) رئيس الاتحاد القطري للطلاب الجامعيّين العرب.


بقلم: فادي أبو يونس(*)
السبت 12/2/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع