توصيات لجنة عبري، الشبيبة الشيوعية:
وهم الحصول على المساواة بـ''الخدمة المدنية'' - كذبة كبرى

حيفا- مكتب "الاتحاد"- اصدر اتحاد الشبيبة الشيوعية الاسرائيلي أمس، بيانا للرأي العام، حول موضوع ما يسمى بـ"الخدمة المدنية" التي صدرت حوله توصيات لجنة عبري الرسمية، قبل أيام، والتي شملت التوصية بالزام الشابات والشبان العرب بأداء ما يسمى بـ"الخدمة المدنية" بديلا للخدمة العسكرية.

وجاء في بيان اتحاد الشبيبة الشيوعية ما يلي: "الشبيبة الشيوعية تحذر من هذا التمادي للمؤسسة الحاكمة ولحكومة اليمين تجاه الجماهير العربية، وتنطلق كالمارد لتناضل من أجل افشال هذه التوصيات. الشبيبة الشيوعية ترى أن الحقوق في كل نظام دمقراطي يحترم نفسه، غير مرتبطة بالواجبات، وهي حق اساسي لكل مواطن، لذلك فهي ترفض رفضا قاطعا ربط الحقوق في هذه الدولة لأي فرد أو فئة بأي نوع من الواجبات".
واضاف البيان: "وترفض الشبيبة الشيوعية محاولة تبرير التمييز القائم منذ قيام الدولة وحتى اليوم، ضد الجماهير العربية، وعدم الاعتراف بحقوقها القومية واليومية، بأن العرب لم يخدموا في "الجيش". ان محاولة الحكومة حل التناقض القائم بين دمقراطية الدولة من جهة وبين تمييزها ضد الجماهير العربية من جهة أخرى، برمي هذا التناقض داخل ملعب الجماهير العربية، عن طريق تطبيق معادلة "المساواة مقابل الخدمة المدنية"، هو أمر مرفوض لأن الحقوق لا تربط بالواجبات".
واضاف اتحاد الشبيبة في بيانه: "اننا نحذر الحكومة من الاستمرار في نهج تجاهل القيادات العربية، والتعامل مع الجماهير العربية بمعزل عن قيادتها وعلى رأسها لجنة المتابعة ورئيسها الأخ شوقي خطيب، ونرفض هذا التعامل الفوقي الاستعلائي، ونقول لهذه الحكومة أنها اذا كانت تريد فعلا مصلحة الجماهير العربية الحقيقية، فكان عليها اشراك قياداتها في لجنة عبري، ومنحها حصة الاسد في عملية اتخاذ القرار. لقد نضجت هذه الجماهير وقياداتها وخرجت من عهد الوصاية السلطوية منذ زمن بعيد، منذ نجحت في الغاء الحكم العسكري".
واضاف البيان: "كذلك تطرح لجنة عبري بدون تردد او خجل ان الهدف الاساسي من "الخدمة المدنية" هو "تدجين الجماهير العربية"، بدمجهم في التوجه العام للمجتمع اليهودي (التمييز والعنصرية وغياب العدالة الاجتماعية)، ونحن نقول لهذه العقلية العسكرية لعبري وامثاله، ولليمين بشكل عام، أن هذه الاقلية القومية نمت وترعرعت وتفولذت في مدرسة الحزب الشيوعي الاسرائيلي وشبيبته لسنوات طوال، على طريق الكفاح والنضال والهامات المرفوعة كطريق لنيل الحقوق وتحقيق المكاسب، وليس على طريق المسكنة والرجاء والذل. هذه الجماهير التي صنعت يوم الارض، وهبة اكتوبر وقادت كل الكفاحات من اجل السلام والمساواة الى جانب القوى العقلانية والتقدمية اليهودية، وجعلت معركتها معركة التطور على ارض الآباء والاجداد، لن ترجع الى الوراء يا حضرة "المستشار" عبري".
ووجه اتحاد الشبيبة الشيوعية كلمته الى الجيل الشاب: "ايتها الشابات ايها الشباب، ان محاولة زرع الوهم فيكم بأن من يخدم الخدمة المدنية سيحصل على المساواة ما هو الا كذبة كبرى، فمن يخدم في الجيش من العرب لم يحصل على المساواة، بل واجه تمييزا أكبر، كما هو حاصل مع ابناء الطائفة العربية الدرزية في هذه البلاد. ان توصيات لجنة عبري بالذات الآن وفي هذا السياق لا يمكن أن تجلب الحقوق والمساواة، لان المطروح في هذه التوصيات هو المساواة الفردية لكل شخص بمعزل عن ابناء شعبه، ودون تحقيق المساواة القومية للجماهير العربية، فستبقى حصة المدارس العربية من ميزانية التعليم في نفس المستوى، وسيستمر الاجحاف بحق سلطاتنا المحلية، وسنبقى محرومين من ميزانيات الصناعة ومن حصتنا في الاراضي".
وجاء في البيان: "ان المطلوب هو الاستمرار في النضال والكفاح المستمر مع القوى التقدمية والعقلانية في المجتمع اليهودي، من أجل تغيير المجتمع الاسرائيلي، ودفعه نحو السلام والمساواة والعدالة الاجتماعية، فهذا هو الطريق الوحيد لتحقيق مساواتنا في وطننا. لقد اثبتت الجماهير الشابة العربية انها دائما كانت في مقدمة الكفاح والنضال من اجل حقوقها، هكذا كانت في يوم الارض، وفي هبة اكتوبر، وفي كل معركة، ولهذا نقول لعبري وللحكومة أن الطلاب الثانويين العرب سيكونون رأس الحربة لافشال هذا المخطط، لأنهم لن يقبلوا ان يكونوا الممسحة التي تمسح السياسة العنصرية ضد الجماهير العربية، ولا الطابور الخامس لجيش الاحتلال بحجة خدمة مجتمعهم مقابل بعض الفتات، فهذه الجماهير كانت دائما الى جانب شعبها، وستبقى كذلك".
واختتم البيان بالقول: "ان الشبيبة الشيوعية رأت خطورة تعيين لجنة عبري منذ البداية، وترى بتوصياتها خطرا على الجماهير العربية برمتها، ولذلك رأينا من واجبنا التصدي لها وعقدنا العديد من المحاضرات والندوات في فروع الشبيبة لشرح موقفنا، وكان آخرها اليوم الدراسي الذي عقد في 2.2.05 لقيادات وكوادر الشبيبة حول ما يسمى بالخدمة الوطنية، وسنستمر في عقد المحاضرات والندوات في مدننا وقرانا، وسوف نصعد المعركة بعد صدور التوصيات لنتوجها بعقد مؤتمر للثانويين العرب، نقترح بأن يكون تحت رعاية لجنة المتابعة. معا للكفاح من أجل افشال توصيات لجنة عبري".



الخميس 10/2/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع