بشكل مفاجئ قام وزير المخابرات المصرية، عمر سليمان، امس الاول، "بزيارة عمل" الى اسرائيل حيث التقى وزير الامن الاسرائيلي، شاؤول موفاز وغيره من المسؤولين العسكريين كما التقى رئيس الحكومة، أرئيل شارون. ولم يمر اكثر من يوم على قدوم الوزير المصري الى اسرائيل حتى اتضح الهدف المركزي من وراء هذه الزيارة. فقد حمل في جعبته مبادرة من الرئيس المصري، حسني مبارك، قوامها عقد قمة رباعية في منتجع شرم الشيخ المصري بمشاركة الملك الاردني الهاشمي عبد الله الثاني ورئيس حكومة اسرائيل أرئيل شارون ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس والرئيس المصري حسني مبارك، وذلك يوم الثلاثاء المقبل والهدف المعلن من وراء عقد هذه القمة الطارئة العمل على ترسيخ قواعد وقف اطلاق النار على ساحة الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني والاستفادة من المناخ الجديد الذي يسود العلاقات الفلسطينية – الاسرائيلية بعد رحيل الرئيس ياسر عرفات وانتخابات الرئاسة الفلسطينية، في محاولة لدفع عجلة التفاوض الأمني والسياسي الاسرائيلي – الفلسطيني!!
اننا نرحب باية مبادرة او جهد يطرحان ويبذلان اذا كانا يستهدفان في نهاية المطاف ازالة الكابوس الاحتلالي الاسرائيلي الرابض على صدر الارض والشعب الفلسطيني وانجاز الحق الفلسطيني المشروع بالحرية والاستقلال الوطني. وسنحكم ونقيّم هذه القمة بناء على نتائجها وما سيتمخض عنها، ولكننا لا نهرول في سراب التفاؤل الكاذب. فليس لدينا ادنى شك بان ايدي ادارة بوش – تشيني- رايس وراء تحريك هذه المبادرة خاصة وان موعد عقد هذه القمة يأتي عشية زيارة وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليسا رايس الى المنطقة.
والادارة الامريكية معنية خاصة بعد الانتخابات العراقية التي نظمتها ورعتها قوات الاحتلال الانجلو امريكي، بتثبيت اقدام وقف النار على جبهة الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني واحراز أي تقدم كان تعمل على استثماره في دفع عجلة مخططها الاستراتيجي للهيمنة على المنطقة وثرواتها وتدجين مختلف انظمتها في حظيرة بيت الطاعة الامريكي.
كما ان السرعة التي قبل فيها شارون المشاركة في هذه القمة لا تعني ابدا انه غيّر طاقم انياب ابان سياسته المفترسة للحق الوطني الفلسطيني المشروع. ولنا كل الثقة بحكمة وبموقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس المتمسك بثوابت الحقوق الوطنية الفلسطينية. وما نأمله رغم عدم تفاؤلنا، ان يتمخض عن هذه القمة ما يخدم الحق الفلسطيني والتقدم نحو السلام العادل.

(الاتحـــــــــــــاد)