كلمة الاتحاد
لكتم أنفاس المجرمين أعداء التهدئة والسلام

لم تمض سوى عدة ايام على تصريح القائد العام للجيش الاسرائيلي، يعلون، بانه اعطى الاوامر بعدم شن أي عدوان او أي عمل مسلح على الفلسطينيين الا بعد اخذ موافقته، حتى جرى الدوس على هذه الاوامر وخرقها. فأمس الاثنين، ارتكب جيش الاحتلال الاسرائيلي جريمة جديدة بحق الاطفال الفلسطينيين داخل اروقة مدرسة تابعة لوكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) في رفح جنوب قطاع غزة. فحسب شهادة الطبيب علي موسى مدير مستشفى ابو يوسف النجار في رفح، ان الطفلة نوران اياد ديب وعمرها عشر سنوات اصيبت بعيار ناري في الرأس وتوفيت على الفور، وان طفلة اخرى تبلغ من العمر سبعة اعوام اصيبت بعيار ناري في اليد وحالتها متوسطة.
ان ارتكاب هذه الجريمة الدموية، الجريمة بحق الانسانية، بقتل اطفال بدم بارد، تعكس حقيقة وجود اوساط متنفذة داخل الجيش الاسرائيلي والاوساط الرسمية، من قوى اليمين المتطرف والعنصرية الفاشية من ايتام ارض اسرائيل الكبرى، غير معنية ابدا باخماد انفاس حالة التوتر والصراع المخضب بالدماء مع الفلسطينيين، وتعمل على افشال اية تفاهمات او اتفاقات اسرائيلية – فلسطينية لوقف النار واستبدال لغة المدفع بلغة التفاوض والكلام، تعمل على تأجيج نيران الصراع من جديد. يغيظ هذه القوى حكمة الموقف الفلسطيني الذي تتخذه القيادة الشرعية الفلسطينية برئاسة الرئيس المنتخب محمود عباس (ابو مازن) ونجاحها في وقف النار بشكل مطلق تقريبا على الجبهة والجهة الفلسطينية وتهيئة المناخ بشكل يحشر المحتلين والعدوانية الاسرائيلية في الزاوية امام انظار الرأي العام العالمي.
ان مرتكبي جريمة قصف مدرسة اطفال في رفح يستهدفون من وراء ذلك رد فعل فلسطيني، عنف مقابل عنف، لهدم ما توصل اليه الرئيس محمود عباس من تفاهم واتفاق مع الفصائل الفلسطينية المقاومة مع حماس والجهاد الاسلامي وغيرهما لوقف النار ولتأجيج حالة الصراع الدموي من جديد. وقصف حماس لمستوطنة "نفيه دكاليم" امس ردا على جريمة قصف المدرسة وقتل وجرح طفلتين يندرج في اطار ما يخطط له ويهدف اليه المجرمون اعداء الحق الفلسطيني المشروع، اعداء التهدئة والتسوية السياسية. ونحن اذ نستنكر وندين جريمة قتل وجرح الطفلتين نطالب انصار التسوية السياسية،  من اليهود والعرب تصعيد الكفاح لكتم انفاس المغامرين المجرمين ودفع العجلة نحو التسوية السياسية العادلة.

(الاتحـــــــــــاد)




الثلاثاء 1/2/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع