المئات في الاعتصام ضد مخطط الهدم في الحليصة

*الحزب الشيوعي والجبهة حصـّلا موافقـًة من بلدية حيفا على تأجيل الهدم لأربعة أشهر يتم التفاوض خلالها على إتمام الخريطة الهيكلية وتصعيد النضال لشمل البيت المهدد بالهدم في الخريطة الجديدة *عدد من الأهالي لـ"الاتحاد": أوامر بالهدم صدرت بحق بيوتنا أو أقسام منها، والبلدية تصعب علينا في موضوع ترخيصات البناء*

شارك المئات من أبناء حي الحليصة، ومن أهالي مدينة حيفا والبلاد من اليهود والعرب، في الاعتصام الذي دعت اليه "لجنة الطوارئ" ضد الهدم في الحليصة، احتجاجا على أوامر هدم البيوت في الحي، وعلى سياسة بلدية حيفا ضد المواطنين العرب في المدينة.
وقبل بدء الاعتصام، نظم نشطاء حركة "تعايش" العربية اليهودية، تظاهرة رفع شعارات ضد مخطط هدم المبنى في حي الحليصة، وضد مخططات بلدية حيفا بهدم المنازل العربية في الأحياء العربية في المدينة.
وتواجد في المكان أعضاء كنيست عرب، ونشطاء سياسيون من كافة الاطر في مدينة حيفا، ونشطاء من حركات السلام الاسرائيلية، وأهالي الحي ورئيس كتلة "الجبهة" في المجلس البلدي المربي اسكندر عمل، وعضو البلدية عن "التجمع"، ولد خميس.
وتحدث في الاعتصام سكرتير عام الحزب الشيوعي النائب عصام مخول، وسكرتير الحزب الشيوعي في منطقة حيفا د. أمين رفول، وبثينة ضبيط من "شتيل" والناشطة في حركة "تعايش" ششتين وعضو لجنة الحي يوآب بار، وآخرون. كما وصل الى الاعتصام، ممثلون عن أحرار الجولان العربي السوري المحتل، دعما منهم لنضال أهل حي الحليصة ضد مخططات الهدم العنصرية.
وأكد المتحدثون على ضرورة وأهمية مواجهة مخطط بلدية حيفا الهادف إلى تهجير السكان العرب من بيوتهم، تحت ذريعة التطوير، وعلى أهمية التكاتف بين كافة أهالي الحي من أجل صد هذا المخطط.
وقارن المتحدثون بين كافة مخططات الهدم في كافة أنحاء البلاد، حيث تتشابه هذه المخططات في توجيهها ضد المواطنين العرب، خاصة في المدن المختلطة، مثل اللد والرملة وحيفا ويافا، وما الى ذلك.


*المقاولون يحصلون على ما يريدون من القسائم*

وتحدث سكرتير الحزب الشيوعي منطقة حيفا، أمين رفول، فقدم تحية الحزب الشيوعي والجبهة في حيفا، لأهالي الحليصة وللمتضامنين معهم على الوقفة الشجاعة في وجه مخططات الهدم.
وتطرق رفول لتاريخ الحزب الشيوعي المستمر في النضال ضد المصادرة وضد الهدم، والذي برز من خلال دور محامي الأرض والشعب، طيب الذكر حنا نقارة، ومن خلال تشكيل لجنة الدفاع عن الأراضي.
وقال رفول أن السلطة تمتنع عن توسيع مسطحات البناء واعداد خرائط هيكلية في المدن والقرى والأحياء العربية، وعندما يضطر المواطنون للبناء استجابة لاحتياجات التطور الطبيعي، تحتمي السلطات خلف القانون وتنفذ أوامر الهدم، بهدف تضييق الخناق على المواطنين العرب.
وأكد على أن هذه السياسة هي سياسة النظام الرأسمالي ضد الفقراء، حيث يحصل المقاولون الأغنياء على ما يريدون من قسائم للبناء، أما الفقراء، العرب واليهود، فلا يحصلون الا على النزر اليسير منها، الذي لا يكفي لاحتياجاتهم في التطور.
وقال رفول أن الحزب الشيوعي والجبهة في حيفا استثمرا الضغط الجماهيري وحصلوا موافقة من البلدية على تأجيل الهدم لأربعة أشهر، يتم التفاوض خلالها على اتمام الخريطة الهيكلية وشمل المبنى المهدد بالهدم داخلها. ودعا رفول الحضور للتجند الجماهيري الواسع للتصدي لكافة مخططات الهدم في حيفا وفي كل مكان.


*مخول: الحليصة لن تكون لقمة سائغة لأي مشروع تدميري عنصري فظ *

وأثنى النائب عصام مخول في كلمته على الموقف البطولي الذي وقفه أهالي الحليصة والجماهير العربية والقوى الدمقراطية في حيفا وفي كافة أنحاء البلاد، في مواجهة المخططات العنصرية المتمثلة في أوامر هدم البيوت العربية في الحي.
وقال مخول: "هذا النضال يجب أن ينجح، لأن المشاركين فيه مصممون على الانتصار، وعلى صد وافشال مخططات البلدية".
وأضاف: "الحليصة لن تكون لقمة سائغة لأي مشروع تدميري عنصري فظ، فنحن هنا من أجل ضمان حياة أفضل لأجيال قادمة فخورة بانتمائها وبموقفها المناهض للعنصرية، ومتشبثة بأرضها وبوطنها وبمستقبلها".
وتوجه الى أهالي الحي قائلا: "إن كان وجودكم في هذا الحي وفي هذه المدينة مناقض لبرامج البلدية، نقول لهم، فلتسقط برامج البلدية ولتبقوا هنا متجذرين مناضلين في أرضكم، فأهلنا باقون في أرضهم وفي حيهم، ولن تقتلعهم جرافات العنصرية والهدم، وسنناضل نحن يهودا وعربا في هذه المدينة دفاعا عن العيش المشترك، وعن مدينتنا المختلطة".


*أهالي الحي: سنواصل النضال حتى الانتصار*

وختاما، شكر رئيس لجنة الحي، أبو كايد، كل من وقف مع أهالي الحي، والبيوت المهددة بالهدم، "وقفة جبارين" على حد وصفه، يهودا وعربا من نشطاء السلام والاطر السياسية، وأكد على مواصلة أهالي الحي لنضالهم حتى الانتصار.
ومن المقرر أن تعقد اليوم جلسة بين ممثلي لجنة الحي، ونائب رئيس بلدية حيفا، حيث اقترحت البلدية على الأهالي تأجيل قرار الهدم لأربعة أشهر، وأن تعطى للأهالي فرصة إسماع موقفهم أمام المحكمة، وأن تقرر المحكمة فيما اذا يتم الهدم أم لا، وتريد البلدية الفصل بين البيوت التي صدرت بحقها أوامر الهدم، وبين الخريطة الهيكلية الجديدة للحي، الا أن الاهالي فيطلبون من البلدية التوضيح اذا ما كان التأجيل يشمل في داخله التفاوض حول شمل المنازل المهددة بالهدم داخل الخريطة الهيكلية الجديدة، أم لا.
ومن الجدير بالذكر، أن خيمة الاعتصام سوف تشهد عدة نشاطات حافلة في الايام القادمة، على رأسها نشاطات فنية لأطفال الحي ولأهالي الحي عامة.


البلدية تغري الأهالي لثنيهم عن النضال!

أكد العديد من أهالي الحي وفي حديث مع "الاتحاد"، أن أوامر بالهدم صدرت بحق بيوتهم أيضا، أو بحق اقسام منها، وأن البلدية تصعب على الأهالي في موضوع اصدار ترخيصات البناء.
وقالت احدى ساكنات الحي، أن البلدية أصدرت أمرا بهدم شرفة منزلها، وأضافت أن مسؤولي البلدية طالبوها بوقف نشاطها ضد هدم المنازل في شارع رزيئيل 4، وفي المقابل يمنحونها ترخيصا لشرفة منزلها، ويلغون أمر الهدم، وقالت أن العديد من أهالي الحي حدث معهم نفس الأمر.
وقالت: "من أي نوع من البشر يعتقدوننا، هل يعتقدون أننا من الممكن أن نتنازل عن حقوقنا، فور تقديمهم عرضا شخصيا لنا؟ هل يعتقدون أننا من الممكن أن نبيع بعضنا بعضا؟".







*تقرير وتصوير: خليل حداد*
الأحد 30/1/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع