كلمة الاتحاد
فاشية طبقية وعرقية

التبرير الذي تسوقه حكومة شارون – بيرس لمنع رفع مخصصات الأطفال، ليس العداء البهيمي للمجتمع، وفقرائه على وجه الخصوص، فحسب. بل ان وزير المالية بنيامين نتنياهو قال صراحة إن سبب الرفض هو "الخوف من تكاثر العرب، والاخلال بالميزان الديمغرافي".

لن نُسهب في تعريف هذه التفوهات، إنها ببساطة تفوهات فاشية يجب محاكمة قائلها (في دولة طبيعية!) بتهمة التحريض وإهانة شعب بأكمله، عنصريًا.
ولكن اسرائيل "الديمقراطية" المصابة بسرطان الترانسفير والعقدة الديمغرافية المتورّمة، لا تزال تحتمل هذا الانحطاط الأخلاقي والتحريض الفاشي.. وهي مناعة تشبه مناعة الفيروس المسبب للمرض، وليس مناعة المريض.
ففي تفوهات نتنياهو نرى الرابط الوثيق بين الفاشية الطبقية ضد الفقراء وضحايا سياسات الرأسمالية المتوحشة، وبين الاستعلاء العرقي، الذي سنظل نستصعب من كونه صادرًا بالذات عمّن يتبجّح بأنه وزير في "دولة اليهود"! فالشعب اليهودي عانى من فاشيين مجرمين لم تختلف توجهاتهم كثيرًا عما ينثره نتنياهو من سموم دموية.
إن أي مجتمع يصل أدنى درجات الاقتراب من التنوّر والديمقراطية كان سيرمي بهذا الوزير، سياسيًا، الى الجحيم.
فكيف يُعقل أن يصل الانحطاط درجة تبرير الجريمة بحق الفقراء عبر أقوال مجرمة بحق ابناء أقلية الوطن؟
وماذا يقول الشركاء الجدد في الحكومة التي يتحدث نتنياهو من داخلها؟ ماذا يقول قوم الزاحفين من حزب "العمل"؟

الاتحاد


الأثنين 24/1/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع