صباح الخير من فيرنزي!

صباح آخر هنا في  "فيرنزي"، بلد الفنون  الحضارة والتاريخ، هنا اشتاق الى رائحة الطوابين الى بلادي، تاخذني رياح الحب والمنفى من وطن الى وطني، فأتذكر أهلي، أمي وأبي وأخوتي وجيراني الذين لم يفارقوا أحلامي.

هنا في فيرنزي في هذا الصباح المدثر بالضباب، تغمرني رائحة التفاصيل، فأحلم في الزوايا والحارات واعشق موطني المحبوس في وطني، في جديد الاسم وحديد الجغرافيا، ولا أحقد على أحد، لاني ابن الحق، واخو الزيتون والتين، لأني اعشق المزراب والبابور، والحكايا، والعصافير الصغيرة، والحجلات، وجنيات، تتأرجح بشعرها في أطراف زيتونات قريتنا الصغيرة  مزغردة ولا تؤذي أحدا.
فكيف لهذه الأطياف ان تنسى؟ او تمحى؟ فمهما حاصروا روحي ومنطق قلبي البلدي, ما دمت هنا وهناك في ذات الصباح؟
هنا في فيرنزي في بلدي البديل مؤقتا احيى موطني وانسى انني في رحلة قد تنتهي في الغد، وقد لا تنتهي.
في المساء
اعود الى قريتي
فتستقبلني طلقات نارية من وحوش آدمية
أبوا ان يكونوا جزءا مني
واختاروا  الجبن اللؤم والحقد الدفين
لا لست منكم ولا انتم مني
لكم ناركم ولي جنتي
بلدي


محمد بكري
الأحد 16/1/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع