رافض الخدمة العسكرية مروان قبلان:
لن اقبل الخدمة ولا حتى يوما واحدا في جيش الاحتلال

* رافض خدمة الاحتلال وجيشه مروان قبلان، انهى فترة محكوميته في المعتقل، دون ان تنجح كل محاولات كسره وثنيه عن موقفه * في هذا اللقاء الذي اجراه معه شقيقه، يتحدث عما دفعه لموقفه ولدفع الثمن، بالسجن *

* مروان – كونك من طائفة فرض على شبانها قانون التجنيد الاجباري
ما الذي دعاك للرفض ودخول السجن العسكري؟
- هناك عدة اسباب دعتني للرفض رغم القانون الاجباري:
- لانني انسان لا يحب القتل وخلقت لكي احيا، وانا اكره الحروب ولا احب شيئا يدعى سياسة، وانا ضد كل سياسات العالم الرأسمالية وليس فقط سياسة اسرائيل.
* ما الذي يدعوك لكره السياسة؟
- انا لا احب السياسة، لانها تسبب المشاكل وتسبب الحروب ولان اسرائيل تحتل فلسطين وكوني ولدت في بيت شيوعي، والشيوعية ضد الاحتلال وضد سياسة الدولة التي شكلت وتشكل خطرا على أمنها.
* هل هناك تأثيرات داخلية او خارجية او حتى اعلامية دعتك للرفض؟
- هناك عدة تأثيرات، والجزء الاكبر منها تأثيرات داخلية، لان أبي رباني على عدم الالتحاق بالجيش لانه يريد لي ان احيا بكرامة، ولا يريد ان يراني أُشهر السلاح في وجه الأبرياء وخاصة اخواني الفلسطينيين.
اما التأثيرات الخارجية فتكمن في كون اصدقائي قد التحقوا بالجيش، وبعد تجربتهم شعروا بالندم وتأنيب الضمير.
(قاطعته سائلا)
* ما القصد في تأنيب الضمير والندم لدى اصدقائك؟
- لانهم شاهدوا او لمسوا واقع معاملة الجنود وخاصة اليهود للفلسطينيين في الاراضي المحتلة والذل الذي يعيشون فيه من حراسة ونوم وجو مقرف.
* لو سمحوا لك ان تخدم في مكان بعيد عن الاراضي المحتلة هل كنت ستخدم؟
عندما سجنت، أدخلني المسؤولون الىغرفة صغيرة، فيها ثلاثة اشخاص اصحاب رتب عالية، وكان هدفهم اقناعي بالالتحاق بالجيش لكنني رفضت، وبعد ان تأكدوا ان محاولاتهم باءت بالفشل، حاولوا اغرائي بالخدمة قريبا من البيت بشروط سهلة ومريحة لكنني اجبتهم بانه لو اعطيتموني ثلاث سنوات الخدمة هذه سنتين منها واحد عشر شهرا وتسعة وعشرين يوما منها في البيت وفقط يوما واحدا في الجيش لرفضت، وبعد سماعهم جوابي هذا حاولوا تخويفي عندما قالوا، اختر حلا من اثنين، اما ثلاث سنوات خدمة في الجيش، واما ثلاث سنوات في السجن في صرفند، فقلت افضل الجلوس خمس سنوات خلف القضبان على ان اخدم يوما واحدا في الجيش.
* تحدثت عن التأثيرات الداخلية والخارجية، لكن هل هناك تأثيرات اعلامية؟
نعم، وكانت الشاشة الصغيرة المؤثر الاكبر عندما رأيت في الاخبار بشاعة ووقاحة التصرفات التي يمارسها جيش الاحتلال من هدم للبيوت وتقليع للاشجار وقتل الاطفال الابرياء. والمؤثر الثاني كان جريدتنا "الاتحاد" التي منذ سنين وغلافها الخارجي او اول صفحة فيها عنوانها مقتل عدد من الشهداء الفلسطينيين في الاراضي المحتلة. وهذا سبب كبير دعاني لرفض خدمة في
الجيش ولا اسمح لنفسي بان اكون شريك القاتل في فتله القذر والبارد.
* حدثنا عن اجواء المعتقل العسكري في صرفند وهل شاهدت الكثير من الرافضين امثالك؟
- اجواء الحبس كانت من اجمل اللحظات في حياتي اذ تعرفت على اصدقاء شرفاء جدد من جميع انحاء البلاد، لانني انسان بطبيعتي مرح جدا حاولت قضاء الوقت بالمزاح والنكت لكي لا اشعر بصعوبة الحبس. اما عن عدد الرافضين في صرفند فكانوا قليلين، لكن الكثير من الرافضين الذين دخلوا الجيش ثم هربوا بعد الندم والضجر كان عليهم دخول السجن حتى يتخلصوا من الجيش.
* بعد خروجك نهائيا من سجن الرافضين، حصلت على شهادة قانونية تدعي انك غير ملائم للجيش، فما هو شعورك؟ والى من تهديها؟
- عندما حصلت على هذه الشهادة، كان الشعور الاجمل والأنقى في حياتي، لانني كنت كثير التفكير سابقا قبل دخولي الى السجن، بان هناك هما وواجب يقفان في طريق فرحتي وهو انني سوف اقبع في السجن قبل ان انال هذه الشهادة، وهذا ليس لانني اخاف من الحبس ولكنه غضب على واقعي غير المنطقي بانني اقبع في السجن لانني اقوم بعمل انساني وعظيم تجاه شعبي.
* هل تعتقد بانك قد حققت شيئا، بعد ان حصلت على شهادة "غير ملائم للجيش"؟
- نعم انا اعتقد انني حققت بها نصف احلامي وهي الاحلام المعنوية اذ استطيع الآن ان اعمل بحرية واسافر بحرية حتى الى خارج البلاد، وان احصل على رخصة للسياقة، وان امارس حياتي بشكل حر غير مقيد، وبعد ان حصلت على هذه الشهادة شعرت بأنني اعتمد منذ الآن على نفسي واصبحت شريكا اساسيا للرافضين اليهود منهم والعرب الدروز. واهدي هذه الشهادة الى والدي خاصة لانني شعرت بأنني حققت له حلما بعدم التحاقي بنذالة الجيش، ورفعت هامته عاليا امام الواجب الوطني تجاه اخواننا الفلسطينيين، واهدي شهادة
تحريري هذا الى أمي واخوتي وأصدقائي الذين من الآن سأراهم يوميا. واخيرا اهدي هذه الشهادة الى عمي سمير الذي رافقني في الايام التي قبعتها فيها في المعتقل.




حاوره: وسام قبلان
الثلاثاء 11/1/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع