كلمة "الاتحاد"
لإفشال مخطّط التهويد لأراضي الشاغور

تواصل سلطة القهر القومي والتهويد ملاحقة اهالي قرى الشاغور في الجليل الغربي لمصادرة ونهب ما تبقى من اراضيهم. فبحجة الامن الواهية، وبحجة "تطوير الجليل" احادي الجانب – لليهود فقط – لجأت حكومة الطوارئ والحكم العسكري في اواسط الخمسينيات الى مصادرة غالبية اراضي قرى الشاغور، مجد الكروم والبعنة ودير الاسد ونحف، وتهويدها واقامة مدينة كرميئيل عليها ظلما وعدوانا. وكانت هذه القرى طيلة السنوات الماضية ضحية وعرضة لجرائم السلطة، حيث جرى بشكل تعسفي سافر هدم البيوت في مجد الكروم والبعنة ودير الاسد ونحف بحجة البناء غير المرخص، الواهية، ولكن الهدف الاساسي من وراء جريمة الهدم تضييق الخناق على تطور وتوسع القرى العربية لتلبية الاحتياجات الملحة لابنائها في البيوت السكنية.

وآخر ما حُرر من دهاليز السلطة المظلمة إخطار مجلس الشاغور المحلي عن الاستعداد لتنفيذ مشروع اقامة خطوط سكة حديد جنوب شارع (85) من مدينة عكا حتى مدينة كرمئيل. وهذا المشروع ليس جديدا، فقد جرى التخطيط له والاعلان عنه في أواخر التسعينيات من القرن الماضي. وفي حينه قامت هيئة شعبية تضامنية مناهضة للمشروع اخرست الحديث السلطوي عنه الى حين. واخطر ما في هذا المخطط السلطوي التهويدي انه، اذا ما تم تنفيذه سيبني جدارا حديديا عنصريا فاصلا يجرد عمليا ويصادر ما تبقى لفلاحي واهالي مجد الكروم والبعنة ودير الاسد من ارض جنوب الشارع الرئيسي ويمنعهم من امكانية الوصول الى اراضيهم. تنفيذ هذا المشروع يعني تحويل القرى العربية الثلاث الى ما يشبه معسكر الاعتقال، جيتوات تزرد رقبتها المستوطنات من مختلف الجهات، اضافة الى جدار الفصل "الواقي" لخطوط سكة القطارات.
ان هذا العدوان المبيّت ضد اهلنا في قرى الشاغور، ضد جماهيرنا العربية وحق الانسان بالمواطنة الكاملة، يستدعي استنفار مختلف قوى شعبنا والقوى الديمقراطية اليهودية، وعلى مختلف الصعد الجماهيرية والرسمية، لمواجهة وافشال هذا المخطط التهويدي الجديد. وخيرا فعل الفلاحون ومجلس محلي الشاغور بالاتصال للتشاور مع لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في اسرائيل ومع د. حنا سويد رئيس مركز التخطيط البديل ولدراسة الموضوع بهدف اتخاذ الاجراءات الكفيلة بوقف تنفيذ هذا المشروع. فاهالي قرى الشاغور كانوا ولا يزالون يرددون اهزوجة "شاغورنا مالك مثيل وترابك اغلى من الذهب، ولو هبطت سابع سما عن ارضنا ما مننزل"

(الاتحـــــــاد)


الثلاثاء 4/1/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع