من المنتظر ان يستقيل رئيس "اتحاد الصناعيين" عوديد طيرة، من منصبه هذا الاسبوع، وبدلا من احتضان مدلول المثل القائل "يا رايح كتّر من الملايح"، فان طيره هذا يشقبعه رأسا على عقب ويحتضن مقولة السوء "يا رايح كتّر من القبايح". فأمس الاحد بعث عوديد طيرة برسالة الى رئيس الحكومة، ارئيل شارون، مدلولها الاساسي دعوة فاشية ضد عمال الموانئ لقمع نضالهم بقوة البلطجة العسكرية للجيش. فمعروف انه يجري صراع بين الحكومة وعمال الموانئ منذ اشهر عديدة. فحكومة شارون – نتنياهو النيولبرالية تطرح في خطتها الاقتصادية خصخصة الموانئ ووضع ملكيتها وادارة شؤونها بايدي القطاع الخاص من رأسماليين اسرائيليين واجانب. وعمال الموانئ يناضلون لضمان حقهم بالعمل وحقوقهم النقابية في ظل "الاصلاح" المرتقب. وكلنا يذكر اضراب عمال الموانئ قبل اشهر دفاعا عن حقوقهم ولمواجهة خطة الاصلاح الحكومية المجحفة. واليوم تجري مفاوضات بين عمال الموانئ والهستدروت مع الحكومة حول الاصلاح وطابعه وما سيتمخض عنه بالنسبة لحقوق وشروط عمل العاملين.

ورئيس اتحاد الصناعيين، عوديد طيرة، رأى من المناسب وقبل الحج بمرحلة، قبل ان تنتهي المفاوضات مع عمال الموانئ، ان يستل قبضة التهديد الفاشي العربيد بدعوة رئيس الحكومة الى ارسال الجيش لقمع نضال العاملين بالقوة، في حالة اعلنوا الاضراب في الموانئ. وقد جاء في رسالته الرذيلة ما يلي "في شهر شباط القادم، وعلى عتبة انهاء الاصلاح، سنشهد كما يبدو تجدد الاضراب في الموانئ، واتحاد الصناعيين سيدعم الاصلاح في الموانئ اذا جرت مفاوضات جدية بين الجانبين واذا وضعت بدائل حقيقية قابلة للتنفيذ في حال فشلت المفاوضات، يجب ادخال الجيش الى الموانئ"!!
اننا لا نستنكر فقط هذه الدعوة الفاشية، بل نطالب قيادة الهستدروت وجميع انصار الدمقراطية، من اليهود والعرب، بالتصدي لهذا التوجه والنهج ودفنهما، فقد سبق لسلطة القهر والعداء للعاملين ان لجأت الى كسر اضراب العاملين بقوات القمع وكلابهم المدربة على العدوان. وقد اثبت التضامن العمالي مع الكفاح العادل للسلطات المحلية باعلان الاضراب العام والشامل الذي شل حركة الاقتصاد الاسرائيلي ومرافقة مدى نجاعته في كسر قرارات ومواقف حكومية جائرة.
والسؤال الذي يطرح نفسه ما هو موقف حزب "العمل" المهروق لدخول الائتلاف اليميني هرولة من هذا التصريح الفاشي، وما هو موقف "عام احاد" برئاسة رئيس الهستدروت عمير بيرتس الذي اصبح من مركبات حزب "العمل" من هذه الدعوة البلطجية العربيدة ضد عمال الموانئ.
ان "الاتحاد" كما عوّدت كل العاملين، كانت ولا تزال وستبقى المنبر المدافع عن حقوق العاملين وسلاحهم في مواجهة انياب ارباب الرأسمال الصفراء المفترسة والسلطة التي تخدم مصالحهم.

(الاتحـــــــــــــــــــاد)