وداعًا 2004 – أمنيات نحو 2005

* أمنيات نحو العام القادم، وذكريات من المنصرم، فيها المؤلم المفرح المتعب، والاهم ما يقوّي التحدي من اجل حياة افضل * عدد من اصدقاء "الاتحاد" يشاركوننا افكارهم ومشاعرهم *


* آلام وآمال

عصام ابو دولة، صحفي واذاعي (يركا): في عام 2004 ظهرت الولايات المتحدة بابشع صورها فيما يتعلق بمواصلة عدوانها واحتلالها للعراق، ضاربة بعرض الحائط بالشرعية الدولية وكأنها هي المسؤولة عن نظام هذا العالم.
يؤلمني بقاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية واستمرار سفك الدماء وسقوط الضحايا الابرياء.
تؤلمني سياسة نتنياهو المجحفة بحق الشرائح الفقيرة والمتوسطة واتساع رقعة الفقر، ومواصلة النهج العنصري في التعامل معنا كاقلية قومية.
يؤلمني مقتل اكثر من مئة الف انسان في دول جنوب شرق آسيا اثر الزلزال المدمر، وعجز هذه الدول المنكوبة الفقيرة عن مواجهة مثل هذه الكوارث الطبيعية.
آمل ان يعلن رسميا عن الدولة الفلسطينية المستقلة وان تتم فيها الانتخابات الفلسطينية بشكل منظم وديمقراطي بعيدا عن أي نزاع داخلي.
آمل ان تلتفت القيادات والمؤسسات في القرى والبلدات العربية الى شؤوننا وشجوننا لزيادة الوعي السياسي والثقافي لشبابنا المتأرجح ما بين ماضينا المجيد ومستقبلنا المكفهر!

* عام التحديات

صباح خلايلة، موظف في المجلس المحلي (مجد الكروم):
2004 هي سنة تحديات، كثرت فيها الكوارث، من صنع الانسان والطبيعة وتتعلق بشكل مباشر بالاوضاع السياسية والاقتصادية، انها سنة ضعف الايمان والمحبة والاخلاص في قلوب البشر.
اكثر ما اقلقني في هذه السنة هو ازدياد انتشار الامراض السرطانية، التي دخلت بيوتنا بشتى الاشكال اما عن طريق المأكولات او الادوات الكهربائية او الهوائيات (انتينات)او عن طريق المصانع التي تنتج المواد الكيماوية والاسلحة المحرمة مثل احد المصانع في منطقتنا الذي يقذف نفاياته الكيماوية في المجاري، وايضا مصانع ومخازن الاسلحة التي تنتشر في اماكن مختلفة في البلاد.
آمل ان تصفو الاجواء في قرى الشاغور وتتعمق روح المحبة والتعاون والالفة خاصة في الاجواء المتوترة التي نعيشها من جراء خطة الدمج.

* رغم كل شيء

الاستاذ رياض خوري (البعنة):
كانت هذه السنة صعبة جدا على البشرية جمعاء ومنطقتنا بشكل خاص. لما يواجهه شعبنا الفلسطيني في الضفة والقطاع وما يواجهه الشعب العراقي.
شعبنا الفلسطيني استطاع افشال العديد من المؤامرات التي هدفت الى زرع بذور الفتنة الطائفية، وذلك من خلال وحدته الوطنية. بجميع طوائفه والحركات السياسية الفاعلة على الساحة الفلسطينية.
اليوم هنالك محاولة اخرى مشابهة في العراق لزرع بذور الفتنة الطائفية والعرقية آمل ان يفشلها الشعب العراقي ويعيدها الى جحورها، لانني متخوف من حدوث حرب اهلية هناك.
آمل ان تكون سنة 2005 افضل من التي سبقتها خاصة واذا واصل وزير المالية مخططاته وسياسته الاقتصادية المدمرة فعندها سنصل الى وضع لا يمكن للانسان ان يحتمله وهنا اتساءل "الى أي حد يريد نتنياهو ان تصل الامور؟ هل يريد من الناس ان يلجأوا الى السرقة من اجل نيل لقمة العيش؟"
ومع هذا اتمنى بمناسبة الاعياد السعيدة للطوائف المسيحية والاسلامية سنة سلام ومحبة.

* وحدة اهل قريتي

هيام طه (دير الاسد):
عام يمضي وعام يأتي. ولا يتغير شيء سوى الانسان الذي يتفنن بايذاء نفسه. الانسان الذي بيديه ان يصنع الخير او الشر، ونحن في زمان تغلب فيه الشر على الخير.
الفيلسوف نيتشه قال: "الانسان الكامل او الاقرب للكمال انما هو ابن الحب الكامل فالمحبة وحدها هي السبيل المؤدي الى ادراك الحق والقوة".
ولهذا فانا لا اؤمن بالسلام ولدي خيبة امل لان الحرب والعنف هما السائدان في جميع حقب التاريخ.
يؤلمني ان القائد الرمز ياسر عرفات استشهد قبل ان يحقق حلمه ومقولته التي اصبحت على كل لسان "وسيرفع طفل فلسطيني علم الدولة الفلسطينية فوق اسوار القدس".
ويؤلمني ايضا مشهد البلدوزرات التي هدمت ثلاثة بيوت في قريتي دير الاسد، هذا المشهد يعكر صفو حياتنا كل يوم من جراء هذه السياسية العمياء التي تحرم اطفالنا وعائلاتنا من حقهم بالمأوى والعيش بكرامة.
وما اثلج صدري هي الوحدة الوطنية لاهالي قريتي وجيرانها الذين هبوا كرجل واحد لاعادة بناء البيوت المهدومة. وان كنت اذكر هنا الفرح والسعادة فلن انسى فرحتنا الكبرى بالفريق العربي الرائد مكابي اتحاد ابناء سخنين الذي اضفى على عام 2004 نكهة عربية اصيلة وطيبة.


* "العجرمية " تزعجني!

الفنان نظام ديوب (نحف):
السنة المنصرمة 2004 شهدت استمرارية لانتكاسة الفن والذوق الفني الرفيع لدى القيمين على المؤسسات الفنية في العالم العربي ونحن هنا نتأثر مباشرة بانعكاساته.
لقد اعتزلت الفن قبل خمس سنوات بعد ظهور الفضائيات ودخول العنف المبتذل والممتهن الى بيوتنا حتى اصبحت اليوم الموسيقى "العجرمية" نسبة الى نانسي عجرم تحل مكان الفن العربي الاصيل.
لقد اصبح اليوم مضمون وجواز قبول الفنان لدى مديري الانتاج هو ان يملأ ذلك الفنان الفراغ الزمني بعرض انتاج فني رخيص، هذا الامر يسري على مختلف مجالات الفن.
وبناء على كل ما ذكرت آنفا، قبلت التحدي وستكون سنة 2005 بالنسبة لي سنة تحديات.
غدا السبت اول ايام العام الجديد سنفتتح في قرية نحف "معهد السنبلة للفنون واللغات" شعاره "وحبوب سنبلة تموت ستملأ الوادي السنابل"... انه مطلع لأروع الاغاني التي سمعتها في حياتي، شعر محمود درويش وغناء فرقة صابرين بصوت الفنانة كميليا جبران. هدفنا تكريس الهوية الفنية الملتزمة وتربية وتنشئة جيل يتعاطى مع الفن كقيمة وهوية شخصية وعامة.


* لنعد الى الكتاب

عادل داوود – مهندس صوت (المكر):
من الامور الايجابية القليلة في العام الفين واربعة انني خطبت صبية حلوة من قرية المغار.
ما يميز العام الماضي هو ازدياد ظواهر العنف والجريمة وتعاطي المخدرات والاتجار بها وذلك نتيجة الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة.
كانسان مسالم لا احب العنف واريد ان تعم العلاقات الاجتماعية الوطيدة بين كل الناس، يقلقني جدا ما يجري على الساحة الانتخابية المحلية في وسطنا العربي بشكل عام، وفي قريتي بشكل خاص. فاذا كان دمج قريتينا جديدة والمكر سيأتي بالجريمة والعنف ويعكر صفو العلاقات الاخوية بين الجارتين فانني افضل الغاء هذا الدمج حفاظا على سلامة مواطني القريتين.
من خلال مهنتي كمهندس صوت فقد قمت بتأليف اغنية من انتاج (ستوديو مزاج) تتحدث بشكل ناقد وساخر عن عملية سير الانتخابات المحلية.
ادعو الى العودة للكلاسيكية، للمطالعة وبالمعنى التقليدي العودة الى الكتاب من اجل تعميق الثقافة لدى الاجيال الشابة وعدم الاكثار من استعمال الانترنت لانه يقتل وقتنا احيانا.

* بالنسبة لي اهم حدث في سنة الفين واربعة كان اقامة نواة للشبيبة الشيوعية في كرميئيل– مسغاف*

نيتسان شاحر (كرميئيل) طالبة في ثانوية تيفين: العام الفين واربعة كان بالنسبة لي سنة كوارث وهزات اجتماعية واقتصادية، من الصعب علي ان استوعب كل ما يحدث، هل ببساطة لم انضج كفاية كي اتعلم واعتاد على امور جديدة وقاسية كهذه، ام بالحقيقة كل ما اراه حولي يقع ويتهاوى.
المصطلح "فقر" اصبح امرا قائما وملموسا  اكثر من أي وقت مضى في حياتنا اليومية ويمكننا ان نشاهد الفجوات والتمزق الحاصل في المجتمع الاسرائيلي، وكل هذا بسبب مجموعة في هذه الحكومة التي تتصرف في حياتنا كما يحلو لها.
انا في داخلي كانسان لدي ايمان صادق وامل بان يحب الانسان لغيره كما يحب لنفسه. ولذلك اقمنا خلال عام 2004 عدة لقاءات شبابية يهودية عربية ما بين كرميئيل ودير الاسد وانتهت بفعاليات مشتركة من الجانبين.
اهم شيء حصل وارى من خلاله ذلك الضوء في نهاية النفق هو اقامة نواة للشبيبة الشيوعية في مدينة كرميئيل ومسغاف، سنعمل خلال 2005 على توسيع نطاقها واقامة فرع للشبيبة الشيوعية وافتتاح ناد للشبيبة في كرميئيل.


رفيق بكري *
الجمعة 31/12/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع