كلمة "الاتحاد"
وتبقى القدس العربية في قلب شعبها

مع اقتراب موعد انتخابات الرئاسة الفلسطينية في التاسع من شهر كانون الثاني المقبل يلاحظ ان المحتل الاسرائيلي يحشر انفه واضعا العديد من العراقيل التخريبية على ساحة المعركة الانتخابية الفلسطينية. فحكومة الاحتلال اليمينية ادعت بانها ستوفر الظروف الملائمة حتى تسير المعركة الانتخابية بشكل طبيعي. كما اعلنت رسميا السماح لاهالي القدس الشرقية العربية المحتلة بالمشاركة في العملية الانتخابية. وشتان ما بين الاعلانات والتعهدات وبين الممارسة العملية وما يجري على ارض الواقع. فسماح حكومة شارون للمقدسيين بالمشاركة جاء تحت مكبس الضغط الدولي وتهديد الفلسطينيين بانه لن تكون انتخابات بدون اهالي القدس الشرقية. فموافقة حكومة الاحتلال كانت تحت وطأة "مكرها اخاك لا بطل". وفي مثل هذا الوضع تسعى حكومة اليمين الشارونية وتحاول افراغ هذه الانتخابات من مضمونها، اذ تلجأ الى العديد من الوسائل التخريبية والمعرقلة. ومن ضمن هذه الوسائل العمل على منع التقاء المرشحين مع الناخبين المقدسيين وجرجرتهم في مراكز الشرطة واعتقالهم واستجوابهم لساعات وتحذيرهم من مغبة دخول اسوار القدس العربية. فالاحتلال يعمل على فصل القدس الشرقية المحتلة عن محيطها الفلسطيني جغرافيا وسياسيا وكأنها ليست مدينة محتلة مثل رام الله وجنين وطولكرم، وليست قلب شعبها النابض وعاصمة دولته الفلسطينية العتيدة. ولا يكتفي المحتل الغاشم بعرقلة النشاط الانتخابي الدمقراطي لمرشحي الرئاسة الفلسطينية في القدس العربية، بل ينشط بشكل بلطجي سافر لتغريب القدس ومختلف احيائها عن معالم ومظاهر المعركة الانتخابية. فسلطات الاحتلال تقوم بتمزيق الملصقات الانتخابية وصور المرشحين المعلقة في الاماكن العامة وعلى ابواب المحلات التجارية. كما تقوم اذرع قمع الاحتلال بمضايقة وملاحقة منظمي الحملات الانتخابية ودعاة مختلف المرشحين. فالاحتلال يريد بشكل تضليلي ايهام رواد القدس من الاجانب وسكان القدس الغربية من اليهود ان القدس العربية خارج صورة الانتخابات الفلسطينية وان القدس حسب شارون وقاموس الاحتلال الاسرائيلي "موحدة للابد" تحت السيادة الاقليمية – السياسية الاسرائيلية.
ان مجرد مشاركة اهل القدس العرب في عملية انتخاب خليفة الرئيس الفلسطيني الراحل، خالد الذكر ياسر عرفات تنطوي على مدلول سياسي غاية في الاهمية يصفع جميع مخططات التغريب والتهويد الاحتلالية. فعرب القدس ينتخبون رئيس سلطتهم الوطنية الفلسطينية الذي سيجلس يوما على كرسي الرئاسة في العاصمة الابدية للشعب الفلسطيني، في القدس الشرقية حتى لو انفلق اعداء الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية الشرعية.

(الاتحـــــــــــــــــــاد)




الخميس 30/12/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع