كلمة "الاتحاد"
دولة اطفال الفقر والعنف

اصدر "مجلس سلامة الطفل" في اسرائيل امس الاول، الاثنين، تقريره السنوي عن حالة الاطفال في اسرائيل في العام الفين وثلاثة وسلم نسخة منه الى رئيس الدولة. والمعطيات الصارخة التي اوردها التقرير تشير الى انه في ظل السياسة الاقتصادية – الاجتماعية والسياسية التي تمارسها حكومة شارون – نتنياهو اليمينية فقد تحولت اسرائيل الى دولة اطفال الفقر والعنف، حيث اصبح الاولاد في اسرائيل اكثر فقرا وعنفا واهمالا.

ووفقا لمعطيات هذا التقرير فقد بلغ عدد الاولاد الفقراء الذين يعيشون على حافة خط الفقر وتحته اكثر من مليونين وربع مليون ولد. وهذا الرقم يتضمن الاولاد الذين انقذتهم مخصصات الاولاد من التأمين الوطني من براثن المجاعة والمعاناة تحت خط الفقر، وكذلك ما تتلقاه عائلاتهم من مخصصات البطالة. ومن بين هذا العدد تبلغ نسبة الاولاد الذين يعانون من حياة تحت خط الفقر اكثر من واحد وثلاثين بالمئة، أي ان حوالي ثمانمئة الف طفل وولد في اسرائيل يعيشون تحت خط الفقر. وبالمقارنة مع العام الفين واثنين فقد زادت نسبة اولاد تحت خط الفقر من (29,6%) الى (31%) في العام الفين وثلاثة.
وتتحمل السياسة الحكومية المسؤولية الكاملة عن زيادة الفقر بين الاولاد. فبسبب تقليص الحكومة لمخصصات ضمان الدخل وتشديد مقاييس الحصول عليها انخفض عدد الاولاد الذين تمنح الحكومة مخصصات ضمان الدخل لعائلاتهم الفقيرة من ثلاثمئة الف ولد الى مئتين واثنين وستين الف ولد. وبسبب تشديد معايير الحصول على مخصصات البطالة انخفض عدد الاولاد الذين تستحق عائلاتهم الحصول على مخصصات البطالة من (117) الف ولد في العام الفين الى ثمانية وستين الف ولد في العام الفين وثلاثة.
واذا اخذنا بالاعتبار ان مشروع الميزانية العامة للعام الفين وخمسة مبني أيضا على اساس مواصلة السياسة النيوليبرالية وتقليص المخصصات الاجتماعية، فان العام الجديد لا يبشر خيرا، اذ سيزداد ايضا عدد الاولاد الفقراء وستتعمق اكثر الفوارق الاجتماعية وتتسع اكثر فجوات التقاطب الاجتماعي بين الاغنياء والفقراء. وحالة الفقر بين الاولاد العرب اشد وطأة ومأساوية. فاذا كان كل ثالث ولد يهودي فقيرا، فان كل ثاني ولد عربي فقير.
ان معطيات هذا التقرير الصلرخة عن حالة الفقر تستدعي استنفار قوى الضائقة الاجتماعية، قوى السلام والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، اليهودية والعربية، لتصعيد الكفاح ضد سياسة حكومة الاحتلال والعدوان والافقار، ومن اجل تقصير اجل حكمها الغاشم.

(الاتحــــــــــاد)


الأربعاء 29/12/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع