4 سنوات على رحيل الشاعر اللبناني ميشال سليمان

قبل 4 سنوات هوى كوكب آخر من كواكبنا التي اضاءت دروبنا بالحب والأمل والمستقبل، انه فارس الكلمة، الشاعر والاديب والمفكر والمترجم والصحافي الاشتراكي اللبناني د. ميشال سليمان الذي ترك خلفه اوراقه وذكرياته ورهافته الانسانية.

قدم ميشال سليمان الى الحياة عام 1930 في بلدة البترون اللبنانية وفيها تلقى دراسته الابتدائية ثم انتقل الى بيروت حيث انهى المرحلة الثانوية وبعد ذلك التحق بجامعة القديس يوسف ونال منها اجازة في الآداب ثم في جامعة ليون الفرنسية وحصل على الدكتوراة في الآداب.
اشتغل ميشال في دار القلم للطباعة ودار المعجم العربي ورئيس تحرير مجلة "الطريق" الفكرية ومجلة "الفكر الجديد" وانتخب رئيسا لاتحاد الكتاب اللبنانيين وشارك في العديد من المؤتمرات الادبية في بيروت والقاهرة ودمشق والعواصم الاوروبية. وقد جمعته صداقات وعلاقات مع مبدعين عالميين امثال "ناظم حكمت، بابلونيرودا جان بول سارتر والبرتومورافيا" وغيرهم.
نظم ميشال سليمان الشعر وكتب المسرحية والقصة والرواية وترجم الى العربية الكثير من الروائع العالمية، في الشعر والنثر واصدر اعمالا ادبية رائعة ابرزها: "خطوط و دوائر" و "فجر تموز" و "رثاء الخيول الهرمة" و "عاصمة الأمل" و "احلام في النهار" و "غضب الجماهير" و "زمن ايها السيد القلب".
كان ميشال سليمان صورة وضاءة ومشرقة للعقل الحضاري المتحرر، المتنور والمتوثب عاش حياته حرا مؤمنا بالافكار التحررية التقدمية الاشتراكية وداعيا للعدالة الاجتماعية والاخاء الانساني والدمقراطية والتحرر العقلي والثقافي.
وكان شاعرا خصب الخيال، مرهف الاحساس، وقصائده عامرة بالألم والأمل وبالحب لكل الناس وتحمل قيما فكرية وانسانية وجمالية وتمتاز بالأصالة والتجديد ومتانة الصياغة اللغوية والحس التعبيري والرؤيوي.. ومن اشعاره الناعمة الصادقة قصيدة بعنوان "مأساة الضوء والبحر" ويقول فيها:
عندما يجنح الضوء
تبدو المسافات كلمى
تغول الشراع طقوس المتاهة
يستمطر الموج حق السماء
الحباب المعذب يفضح اوداجه
الرمل يتفل عند احتمال النزوح
لآلئه البكر
ظفر البلاد يفقأ عين الاعاصير
فيما الرياح
تزيح عن الوعر سلطانها
(... بكت صدفة فيما الشعاع بداخلها
الزبد احتار كيف يخبئ منية الفج
عن محارة تراءت في وسن الماء
تمسد شهوة عناصرها الجوفية)
ويقبل في غمرة الجزر
جيش الطحالب يجأر بالملح واليود:
ان المغاور باضت بها هامة
فاستحالت خواء يردد الحانها

ميشال سليمان كاتب وشاعر صاحب مخيلة خصبة وعاطفة عميقة همه الاول الانسان وقضاياه الكبرى وابداعاته النثرية والشعرية تنضج بحب الوطن، وميزة شعره الوضوح والالتزام بالقضايا الاساسية والاجتماعية والشعبية ويمكن تصنيفه ضمن طليعة شعراء الحداثة الشعرية الى جانب احمد عبد المعطي حجازي وعبد الوهاب البياتي وصلاح عبد الصبور وادونيس وانسي الحاج وخليل حاوي.

(مصمص)


شاكر فريد حسن
الخميس 23/12/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع