أيّ مؤتمر دولي تريده اسرائيل!

من استمع الى كلمات المسؤولين في حكومة اليمين الاسرائيلي، الى رئيس الحكومة اريئيل شارون ووزير المالية، بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية سلفان شالوم، في مؤتمر هرتسليا الذي انهى اعماله مساء يوم الخميس الماضي، لا شك بانه اخذ الجواب القاطع والواضح جدا عن هوية وطابع وحدود السلام الذي تخطط له اسرائيل الرسمية، وبدعم وتنسيق مع الادارة الامريكية، لفرض املاءاته على الشعب الفلسطيني وقادته. مشروع حل في مركزه الاصرار على لاءات الرفض الاسرائيلية البارزة، لا للعودة الى حدود السبعة والستين، لا للانسحاب من القدس وبقاؤها موحدة وعاصمة ابدية لاسرائيل ولا لحق العودة للاجئين الفلسطينيين. ورغم هذه الشروط الاملائية الكولونيالية الاسرائيلية المسبقة، التي تضع السد المنيع في طريق التوصل الى تسوية عادلة للصراع الاسرائيلي- الفلسطيني، فقد بدأنا نسمع عن جنوح حكومة اليمين الشارونية الى الموافقة على عقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الاوسط يرجح عقده في صيف العام المقبل! وقد يعقد مثل هذا المؤتمر استجابة لمبادرة بريطانية في لندن او لغطاء مصري في شرم الشيخ او في حظيرة البيت الابيض، على "الطوالة" الامريكية!

والسؤال الذي يطرح نفسه، كيف يمكن تعليل حقيقة ان اسرائيل الرسمية التي كانت حتى الامس القريب ترفض اية مبادرة لعقد مؤتمر دولي حول قضايا الصراع خوفا من ممارسة الضغط الدولي عليها للانصياع بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية بخصوص الحقوق الوطنية الشرعية الفلسطينية، فانها اليوم تميل الى الموافقة على عقد مؤتمر دولي!! الجواب ابسط من البسيط، فما يجري التخطيط له هو عقد مؤتمر دولي صوري مخصيّ الصلاحيات ولا ينتج ولا يتمخض عنه اية قرارات ملزمة للمحتل الاسرائيلي. فالحديث يجري عن مؤتمر دولي مشروط لا تتخطى ابحاثه وما ينتج عنها حدود املاء خطة الفصل الشارونية مع قطاع غزة وشمال الضفة الغربية على الفلسطينيين وربطها بوعود غير مُجَدولة زمنيا بخارطة الطريق.
وحسب اقوال مسؤول بارز في حكومة شارون لوكالة رويترز (الخميس 16/12/2004) " لا يوجد مكان لقمة دولية من أي نوع تحيد عن خارطة الطريق وتسمح للفلسطينيين بالالتفاف على الشروط مثل كبح المتشددين وتفكيك البنية التحتية للارهاب"! وحسب اقوال دوف فايسغلاس مستشار شارون في مؤتمر هرتسليا " ان المؤتمر في لندن سيركز على مستقبل الفلسطينيين في مرحلة ما بعد عرفات. سيكون اجتماعا
بين فلسطينيين وبضع دول اوروبية وبضعة مسؤولين امريكيين، سيتركز بشكل كامل على سبل مساعدة العالم للفلسطينيين لاعداد انفسهم للعهد الجديد"!! ورسالة هذا المؤتمر، كما يريدها وينشدها تحالف الشر الاسرائيلي- الامريكي، واضحة المعالم، ليس التداول لاقرار انهاء الاحتلال الاسرائيلي الاستيطاني الغاشم وانجاز الحقوق الوطنية الفلسطينية وفقا لقرارات الشرعية الدولية بالتحرر والاستقلال الوطني، بل التداول لفرض املاءات الحل الجزئي الذي ينتقص من الثوابت الوطنية الفلسطينية وذلك وفقا للمخطط الاسرا- امريكي. ومثل هذا المؤتمر لن يكون اكثر من مهزلة.

(الاتحــــــــــاد)


الأثنين 20/12/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع