كلمة الاتحاد
جريمة هدم جديدة في دير الاسد

لم يمض اكثر من يوم واحد على العملية الهمجية التي ارتكبها جنود الاحتلال الاسرائيلي بهدم اربعة عشر منزلا في خانيونس في قطاع غزة حتى انتقلت الاقدام الهمجية لهولاكو الهدم والتدمير الى الشاغور الجليلي صباح امس الاربعاء حيث ارتكبت جريمة هدم بيتين ومزرعة في قرية دير الاسد. وبعملية عسكرية تخال وكأن الحكومة تخطط لاحتلال دير الاسد من جديد، جرى تجنيد المئات من اذرع القمع السلطوية، من افراد الجيش والشرطة وحرس الحدود والفرقة الخاصة بالقمع (اليسام)، الذين قاموا "بحراسة" جرافات وبلدوزرات الهدم التي نفذت الجريمة في آن واحد "كسبا للوقت" ولمواجهة مقاومة الاهالي للمجرمين. احتلوا منطقة "الماحوز" واحاطوها بالقوات فيما هدمت الجرافات بيت صبحي عيد وبيت خالد سعيد طه وجرفت ودمرت مزرعة احمد محمد طه حيث تقدر خسائر المزرعة بما لا يقل عن خمسمائة الف شاقل.
الذريعة التي لجأت اليها سلطة الهدم لتبرير جريمتها ان هذه الابنية غير مرخصة ولم تدخل بعد خارطة مسطح القرية. وهذه حجة فارغة وكاذبة وجاءت لتبرير السياسة المنهجية المعادية للعرب ولوجودهم ولتطورهم. فمنطقة الماحوز الشمالية – مكان الجريمة – منطقة مأهولة بالسكان وعامرة بالبيوت المبنية. وخرائط البيوت والمزرعة التي هدمت جاهزة ومنقوعة على طاولة لجنة التنظيم والبناء منذ اشهر طويلة جدا. ورغم المراجعات المتكررة والمتواصلة من اصحاب البيوت الا ان رد لجنة التنظيم كان المماطلة واغداق الوعود العرقوبية. وهذه هي سياسة الخنق السلطوية التي تنتهجها لجان البناء والتنظيم في تعاملها مع المواطنين العرب. يمتنعون عمدا، ويماطلون عمدا، في عدم اصدار رخص وتصاريح للعمار لحل ازمة الاختناق والاكتظاظ في قرانا العربية، ليختلقوا بعد ذلك التبريرات للهدم. لقد نهبت السلطة وصادرت في الخمسينيات والستينيات اراضي قرى الشاغور، دير الاسد والبعنة ومجد الكروم ونحف وهوّدتها باقامة مدينة كرمئيل عليها، وحولت هذه القرى الى ما يشبه الجيتوات مسدودة المنافذ لا متنفس لها للبناء الا الحفر في صخور الجبل. وقد أكدنا مرارا ان سياسة هدم البيوت العربية تندرج في اطار السياسة المنهجية السلطوية التي تضع علامة سؤال كبيرة حول حقنا في الوجود وفي هذا الوطن، وطننا. وفعل مجلس الشاغور عين الصواب بقراره مقاطعة لجنة الهدم والتدمير، ويفعل اهلنا وشعبنا المتضامن معهم وقوى الخير والحق والدمقراطية اليهودية الخير وعين الصواب باعادة بناء ما هدمه الطغاة، وباسرع ما يمكن. فباعادة البناء نؤكد للظالمين وللعالم اجمع اننا لن نتنازل عن حقنا الشرعي في المسكن والوطن. نحن لا نستنكر هذه الجريمة فقط، بل نحن معكم والى جانبكم يا اهلنا في دير الاسد.

(الاتحـــــــــــــــــــاد)


الخميس 16/12/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع