كلمة الاتحاد
خدمتهم لا تشفع في ازالة الغبن والتمييز

منذ صباح امس، وطيلة النهار، لم ينقطع بث وسائل الاعلام الاسرائيلية عن العملية الفلسطينية الجريئة عند معبر رفح التي اوقعت عددا من القتلى والجرحى بين جنود الاحتلال الاسرائيلي. وما يلفت الانتباه هو هذا التركيز الاعلامي على ان الضربة الموجعة تلقتها هذه المرة ما يطلق عليها "الفرقة العربية البدوية" في جيش الاحتلال الاسرائيلي. ولم يكن هذا التركيز وليد صدفة، بل منهجيا بهدف التسويق التضليلي منطقيا لتسويد وجه الجماهير العربية وللتأكيد بان "الارهاب الفلسطيني" لا يستثني احدا، ولكن حبل التضليل والاكاذيب قصير جدا. فقد اضطر المعلقون السياسيون في الاذاعة الاسرائيلية في بث ساعات الصباح الى الاقرار بحقيقتين، الاولى، ان عددا من العرب البدو الذين يخدمون في جيش الاحتلال، فانهم عند عودتهم الى قراهم، يخلعون البدلات العسكرية قبل الدخول، وذلك خجلا وخوفا من نقمة الاهالي، خاصة وان النزعة في السنوات الاخيرة الانخفاض المستمر في عدد الخدام في جيش الاحتلال والارتفاع في منسوب الصحوة الوطنية بين العرب البدو. والثانية، ان خدمة العرب البدو في جيش الاحتلال لا تشفع لهم ولاهلهم ولقراهم في ازالة غبن سياسة القهر القومي والتمييز العنصري السلطوية ضدهم، وتنسف المقولة السلطوية التضليلية وكأن الخدمة في الجيش المحك لمساواة العرب في الحقوق مع اليهود. فقسم من الجنود العرب البدو يسكنون واهلهم في قرى غير معترف بها من حكومة اسرائيل ومحرومة من ابسط الحقوق الاولية للانسان، من المياه والكهرباء والشوارع والمدارس، واهلها مهددون بالترانسفير والترحيل ومصادرة اراضيهم. لقد شاءت المفارقات انه قبل يوم واحد فقط من العملية في معبر رفح ومقتل الجنود من "الفرقة البدوية" اصدرت وزارة الداخلية الاسرائيلية اوامرها، وللمرة الثانية، بهدم مئات البيوت العربية في القرى العربية غير المعترف بها في النقب، في "عتير" و "تل عراد" و "الصدير" و "ام الحيران". اوامر هدم خمسين بيتا في الصدير وسبعين بيتا في تل عراد، واوامر طرد وترحيل قرى كاملة من اماكن وجودها ابا عن جد. وبلغت وقاحة حكومة الترانسفير العنصرية درجة مطالبة اهالي القرى المذكورة بالتوجه الى "دائرة التسوية" للتنازل عن اراضيهم. وفي حالة الرفض وعدم التوجه الى دائرة التسوية تقدم ضدهم دعوى قضائية في المحكمة، حيث يقوم القاضي باصدار اوامر يتم بموجبها مصادرة الارض العربية "لصالح الدولة" وطرد اصحابها الشرعيين من الارض بصورة "رسمية"!!
ان هذه الاوامر بهدم وتدمير بيوت وحياة ووجود عرب النقب تندرج في اطار المخطط الصهيوني السلطوي الترانسفيري العنصري "لانقاذ النقب والجليل" من العرب وتهويده. فهل يتعظ خدام سياسة الاحتلال والقهر القومي من بين العرب ايضًا.


(الاتحــــــــــــــــــاد)


الثلاثاء 14/12/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع