كلمة الاتحاد
أهذه هي رسالتكم للتهدئة يا مجرمون؟

بعد ان اخذ التفويض من مؤتمر حزبه الليكودي يوم الخميس الماضي سيسعى شارون الى توسيع ائتلافه بضم حزب "العمل" ،الذي يزحف قادته على بطونهم لدخول حظيرة الحكومة الشارونية، واغودات يسرائيل وربما حركة شاس ايضا.

ومع ان حزب "العمل" سيتسلم وزارات من الدرجة الثانية من حيث الاهمية، الا نه يدعي استعداده "لهذه التضحية" مقابل دفع عجلة تنفيذ خطة الفصل الشارونية احادية الجانب مع قطاع غزة!! بمعنى الموافقة على سياسة شارون لتكريس الاحتلال الاستيطاني في غالبية المناطق المحتلة، خاصة في الضفة الغربية، وما نود تأكيده للزاحفين بدخول الائتلاف الحكومي من حزب "العمل" ،ان شارون جنرال المجازر والاستيطان لا يتغير. حتى ادعاء حكومة الكوارث الشارونية انها ستعمل لخلق الظروف والتسهيلات الملائمة والمناسبة للفلسطينيين حتى تجري انتخابات الرئاسة الفلسطينية بشكل طبيعي، هو ادعاء باطل. وبالرغم من اننا على ثقة ان هذه الانتخابات تجري في ظروف غير طبيعية، تحت حراب الاحتلال الغاشم، فان المحتل الاسرائيلي يبث رسالة مخضبة بالدماء لا يمكن ان يكون مدلولها تهدئة الاوضاع في المناطق الفلسطينية المحتلة وتوفير المناخ الملائم لاجراء الانتخابات الرئاسية. فمواصلة تصعيد جرائم تصفية قادة وناشطين ومدنيين فلسطينيين، وهدم بيوت سكنية وتخريب مزروعات وبنى تحتية فلسطينية ليست وسائل تهدئة بل عوامل تفجير. وقد وصلت جرائم المحتلين الى درجة اعتداء جنودهم على مرشحي الرئاسة الفلسطينية ووضع العراقيل امام تحركاتهم وتنقلاتهم ونشاطهم. فأمس الاول اعتدى جند هولاكو، بشكل همجي على الامين العام لحزب الشعب الفلسطيني بسام الصالحي، مرشح هذا الحزب لرئاسة السلطة الفلسطينية. كما جرى في الاسبوع الماضي اعتداء جنود الاحتلال الاسرائيلي على المرشح المستقل مصطفى البرغوثي. هذا هو مفهوم الحرية والدمقراطية بالنسبة لطواغيت الاحتلال الاستيطاني، اعداء الحرية والدمقراطية وحق الشعوب بالسيادة.

ما نود تأكيده، ان ما يقره قادة الليكود وحزب "العمل" ان الائتلاف الحكومي الجديد الذي يجري هذه الايام نسج خيوطه سيقوم على اساس الخطوط العريضة الاساسية التي قامت عليها حكومة الكوارث اليمينية مع اضافة خطة شارون لفك الارتباط مع قطاع غزة ومكتوب الضمانات الذي قدمه الرئيس الامريكي، جورج دبليو بوش الى شارون الذي يتضمن موافقة امريكية على ضم كتل الاستيطان وبناء جدار العزل والضم الابرتهايدي والتنكر لحق العودة. ولهذا، فلن تكون رسالة حكومة الوحدة المرتقبة بين الليكود والعمل سوى رسالة شؤم كارثية لا تشير مدلولاتها الى احتمال تسوية سياسية عادلة توقف نزيف دم الصراع. ائتلاف جديد يستدعي استنهاض مختلف قوى السلام والدمقراطية وحق الشعوب بالسيادة، اليهودية والعربية، الى هيّا على الكفاح.

(الاتحـــــــــــــــــــاد)


الأحد 12/12/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع