كلمة الاتحاد
إجرام بحق المعلمين والجهاز التعليمي

في شهر ايار الماضي عندما قدمت اللجنة برئاسة شلومو دوبرات توصياتها التي عرفت باسم "توصيات دوبرات" جرى الادعاء انها جاءت "من اجل مهمة قومية لدفع جهاز التعليم في البلاد الى الأمام". وانه لتحقيق هذه المهمة التي ستؤدي الى تفجير ثورة في جهاز التعليم الاسرائيلي برفع مستواه، ستخصص ميزانية بمئات ملايين الشواقل.

في حينه اكدنا ان مدلول هذه التوصيات يندرج في اطار السياسة النيولبرالية الممارسة في عهد حكومة شارون – نتنياهو والتي ترجمتها الفعلية على ارض الواقع اجراء تقليصات في عدد العاملين في الجهاز التعليمي بحجة وجود كثير من الشحم الزائد وانه "لا مفر" من تنجيع هذا الجهاز لتحسين وزيادة مردوده. واتضح ان وجهة انفاق الميزانية الاضافية ليست ابدا لتحسين مستوى التعليم او تحسين وضع البنية التحتية في المدارس وانقاذ الجهاز التعليمي من ازمته الخانقة، بل تتجه الاموال بالاساس لتغطية نفقات التعويضات لالوف المعلمين والمعلمات والعاملين في الجهاز التعليمي الذين وضعوا في اطار لائحة التسريح من العمل وقذفهم الى سوق البطالة.
كما ان جزءا من الميزانية الاضافية الموعودة أعد للانفاق على عملية الغاء المدارس الاعدادية ودمجها في اطار مدارس شاملة او في المدارس الثانوية.
واليوم يتضح من النتائج التي توصلت اليها لجنة دوبرات ان في مركز "الاصلاح في جهاز التعليم" طرد خمسة عشر الف معلم ومعلمة من سلك التعليم، وحصول كل واحد منهم ومنهن على "شهادة" عاطل عن العمل وعاطلة العمل، او التفتيش عن عمل آخر في صحراء قاحلة تعاني من اتساع سوق البطالة.
لقد جاء الاعلان عن جريمة السلطة الجديدة بحق المعلمين والمعلمات والجهاز التعليمي في وقت جرى فيه الاتفاق بين رئيس الحكومة ارئيل شارون ووزير مالية حكومته، بنيامين نتنياهو، على ان لا يمس الاتفاق على دخول حزب "العمل" اطار الميزانية النيولبرالية، مع الاخذ بالاعتبار امكانية اسكات "العمل" بعظمة لا تسمن ولا تغني عن جوع ولا تغير من طابع وجوهر ومدلول ميزانية افقار الفقراء واغناء الاغنياء. ولهذا، فان توسيع دائرة ائتلاف الحكومة اليمينية الشارونية بدخول "العمل" حظيرته لا يبشر خيرا بتغيير السياسة الكارثية
ولا بتحسين الاوضاع المأساوية اجتماعيا. فبتواطؤ حزب "العمل" ستواصل حكومة شارون – نتنياهو – بيرتس السياسة النيولبرالية بتقليص وضرب ميزانيات الخدمات الاجتماعية من تعليم وصحة ومواصلات عامة وسلطات محلية والتي ستعني تخفيض مستوى معيشة الفئات الاجتماعية الجماهيرية المسحوقة وخلق مستويين من الخدمات الجماهيرية، مستوى عال للاغنياء ومستوى منخفض للفقراء. ولهذا، فنحن بانتظار شتاء ساخن على ساحة الصراع السياسي والجماهيري والنقابي مع حكومة الوحدة الكارثية المرتقبة.

(الاتحــــــــــــــــــاد)


الخميس 9/12/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع