كلمة "الاتحاد"
لتوثيق علاقات التنسيق والتعاون

اعادة المياه الى مجاريها على ساحة العلاقات السورية – الفلسطينية، العلاقات بين النظام السوري والقيادة الشرعية الفلسطينية، هذا ما كنا نتمناه وندعو اليه، ويكتسب في الظرف السياسي الراهن اهمية كبرى تصب في خدمة مصلحة كلا الشعبين، السوري والفلسطيني. فاللقاء التشاوري بين الوفد الفلسطيني برئاسة محمود عباس رئيس منظمة التحرير الفلسطينية والوفد السوري برئاسة الرئيس بشار الاسد، بعد ما يشبه القطيعة خلال سنوات طويلة، يأتي في وقت يتربص فيه اعداء الحقوق الوطنية الشرعية السورية والفلسطينية ويحيكون في الدهاليز المعتمة والمضيئة خيوط المؤامرات للانتقاص من ثوابت هذه الحقوق غير القابلة للتصرف. فتحالف الشر الاسرائيلي – الامريكي يمارس ضغوطات شرسة على النظام السوري لتدجينه في حظيرة خدمة استراتيجية العدوان والهيمنة الامريكية – الاسرائيلية في المنطقة.

يعمل هذا التحالف من خلال اطلاق التهديدات والانذارات البلطجية لتركيع النظام السوري وابتزاز تنازلات سياسية منه تخدم مصالح العربدة العدوانية الاسرائيلية – الامريكية في المنطقة. ففي الوقت الذي يبدي فيه النظام السوري استعداده لاستئناف المفاوضات السياسية مع حكومة اسرائيل فان رد حكومة الاحتلال والعدوان اليمينية الشارونية كان طرح شروطها الاملائية المسبقة على النظام السوري معتمدة على الدعم الامريكي، وعلى الوضع العربي المتخاذل والرديء.
يأتي لقاء الاسد – عباس في وقت يستعد فيه شعب الانتفاضة الفلسطينية في المناطق المحتلة، لانتخاب رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية في التاسع من شهر كانون الثاني القادم خلفا للرئيس الراحل خالد الذكر ياسر عرفات. ويتوهم اعداء الحق الفلسطيني المشروع بالتحرر والاستقلال الوطني ان تسفر نتائج هذه الانتخابات عن تحول جذري في الموقف الفلسطيني ينسجم مع الموقف الامريكي الاسرائيلي الذي مدلوله السياسي الانتقاص من الثوابت الوطنية الفلسطينية، فاكثر ما تقترحه حكومة اليمين الشارونية على الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية كانتونات منعزلة في القطاع وشمال الضفة الغربية المحتلة في اطار خطة الفصل الشارونية الكارثية.
ان توثيق العلاقات السورية – الفلسطينية بثوابت الحقوق الوطنية السورية والفلسطينية وعلى قاعدة بلورة موقف استراتيجي متمسك بثوابت الحقوق الوطنية السورية والفلسطينية المسنودة بقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، تستطيع ان تعطي مردودها السياسي في خدمة القضية الوطنية من اجل التحرر من نير الاحتلال الاسرائيلي. تستطيع ان تكون رافعة سياسية في التجنيد الدولي والعربي الى جانب الحقوق الشرعية الفلسطينية والسورية كما يمكن ان يخدم التنسيق السوري – الفلسطيني الاستراتيجي وقف الظاهرة المأساوية، ظاهرة الانفلات العربي، الهرولة العربية التي تكون في الافق لتطبيع العلاقات مع اسرائيل قبل انهاء احتلالها للاراضي.

(الاتحـــــــــــــاد)


الأربعاء 8/12/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع