كلمة "الاتحاد"
نهضة مباركة

غَرَقُنا في هموم الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية المأزومة والمتردية في ظل اسوأ حكومة عرفتها اسرائيل منذ قيامها، جعلنا لا نلتفت كما يجب لاحتضان ظواهر شبت على الطوق، واخترقت الكثير من حواجز الحصار والصعوبات، زارعة الورد في حقل مليء بالاشواك.

فما يثير المسرة في القلوب ويزرع بذور الامل التفاؤلي بمستقبل يبدّد دياجير الظلمة، هذه النهضة المباركة للعديدمن مظاهر الابداع الثقافي والفني رفيع المستوى. لقد قال ف. أ لينين بعد انتصار ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى مقولته المشهورة "اعطني مسرحا، اعطيك ثورة". فبدون رعاية ودعم وخلق الظروف المناسبة للتطور الثقافي الفني لاي شعب من الشعوب فان الجهالة والتخلف يبقيان سيد الموقف بعيدا عن ركب التطور الحضاري الانساني. وما نشهده في السنوات الاخيرة، ونعتز به، هذه الفورة الابداعية من الاعمال المسرحية المتنوعة، السياسية والاجتماعية والثقافية عالية المستوى التي مواضيعها الاساسية معالجة قضايا وهموم جماهيرنا العربية في شتى مجالات معيشتها وتطورها.
فبالرغم من عدم توافر البنية التحتية، من مسارح لائقة في غالبية قرانا ومدننا العربية، وبالرغم من شحة مصادر تمويل ودعم العمل المسرحي، وبالرغم من بداية تعود جماهيرنا على ارتياد المسارح ومشاهدة الاعمال المسرحية، بالرغم من كل هذا وغيره نشهد بداية مرحلة انتعاش مسرحي وبروز فرق مسرحية محترمة وذات اداء عالي المستوى في الناصرة وحيفا والبقيعة وفي المراكز الجماهيرية في طمرة وكفر ياسيف وابو سنان وترشيحا والرامة وغيرها. وكثير من الفنانين الممثلين العرب اصبحوا يحظون بشهرة عالمية تخطت حدود الوطن. هذا اضافة الى ازدهار الفن التشكيلي وتأطير الفنانين من الرسامين تنظيميا، وزيادة النشاط من خلال تنظيم المعارض الدورية في كثير من الاماكن. انعاش الفرق الشعبية للدبكة المرتبطة بتراثنا الفولكلوري الفلسطيني والعربي. اضف الى ذلك الندوات الثقافية والاجتماعية المتنوعة التي اصبح تنظيمها اكثر من مجرد حدث طارىء.
ان هذه النهضة المباركة بحاجة الى الرعاية والدعم المادي والمعنوي من قبل مختلف مؤسسات جماهيرنا، من سلطات محلية وجمعيات ومن مختلف الاوساط الشعبية والقوى الدمقراطية اليهودية. علينا مواصلة المعركة النضالية لتوفير مركز ثقافي جماهيري في كل قرية ومدينة عربية لتنظيم النشاط الثقافي واحتضان عروض الفرق المسرحية والموسيقية ومعارض الرسامين والندوات الثقافية.
ونحن في "الاتحاد" كنا ولا نزال وسنبقى منبرا داعما للحركة الثقافية بمختلف فروعها، وصفحات "الاتحاد" مفتوحة دائما لاحتضان مختلف اشكال الابداع الثقافي واخبار وقضايا الوسط الثقافي. ولا نقصد طبعا روث ثقافة الاستهلاك المعولم، بل الثقافة الملتزمة بقضايا الانسان وحقوقه الانسانية وتطلعاته الحضارية، ثقافة ان كانت ادبا او موسيقى او مسرحا او نحتا او رسما تناهض مختلف اشكال التمييز القومي والعنصري والجنسي والطائفي وتدعو الى رفع قيمة الانسان وقيّمه الاخلاقية واحترام حقه في المساواة والتطور الخلاق. و "الاتحاد" تشد على ايدي الحركة الثقافية بفروعها المختلفة، والى الامام على طريق الابداع والتطور.

(الاتحـــــــــــــــــــاد)


الأثنين 6/12/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع