قراءة اولية لنتائج انتخابات نقابة الطلاب في جامعة حيفا:
نتائج تعكس الأزمة الشاملة التي يعيشها المجتمع الاسرائيلي

*"العرب سيحتلون نقابة الطلاب"، "قلق في اوساط الطلاب اليهود في جامعة حيفا من فوز الطلاب العرب في انتخابات نقابة الطلاب"، "العرب منتظمون مثل الجنود. فهم يستعدون منذ اسابيع عديدة لهذا اليوم. ممنوع ان نعطي للجبهة ان تسيطر على النقابة فهذا يعتبر كارثة تحل بالنقابة وبالجامعة" – هذا بعض ما جاء في "أخبار التهويل" – فارتفعت نسبة التصويت في الانتخابات التي صُوّرت كـ "زحف للعرب"*

أوجه شبه كثيرة ممكن ان نجدها بين ما حدث في انتخابات نقابة الطلاب في جامعة حيفا في الاعوام 1972 و 1973 وبين انتخابات 2003 و 2004. ففي الثامن من اذار 1972 حدث "انقلاب" في النقابة حيث فازت حركت "يش" اليسارية باغلبية المقاعد في الجامعة. فوز "يش" بشر بفتح افاق جديدة للعمل اليهودي العربي واليساري في اسرائيل عامة وليس فقط على نطاق الجامعة، لكن هذه الانباء وقعت كالصاعقة على المؤسسة الحاكمة في اسرائيل فتجندت بكل قواها لمنع "يش" من الاستمرار في سيطرتها على النقابة فتجندت وسائل الاعلام والمؤسسة الاكاديمية والاحزاب كافة وقد استطاعت هذه الحملة انهاء سيطرت "يش" على النقابة، حتى قبل ان يمضي عام واحد على الانتخابات.
انتخابات النقابة في العام 2003 تميزت بانجاز كبير للجبهة الطلابية حيث استطاعت ان تترجم الاصوات التي حصلت عليها الى عشرة مقاعد اي ربع مقاعد النقابة الامر الذي منع من كتلة "نيتو" ان تمرر كل مخططاتها وخصوصاً فيما يتعلق بدستور النقابة. لقد اخاف "نيتو" وغيرها انجاز الجبهة الهام بفوز الجبهوي ايتمار شاحر في قسمه الامر الذي بشر بفتح افاق هائلة للعمل وللتغيير. 
"نيتو"، وغيرها من احزب صهيونية وغير صهيونية، نظروا الى انجاز الجبهة بقلق بالغ واستعدوا للتصدي للخطر الجبهوي بكل الوسائل الممكنة.

طريقة الانتخابات المنطقية وتأثيرها

حتى نستطيع تحليل ما جرى في حيفا يجب التعرف على طريقة الانتخابات وتأثيرها.
الطريقة المتبعة لانتخابات نقابات الطلاب العامة في اسرائيل هي الطريقة المنطقية (شبيهه بالانتخابات الامريكية) حيث يتم تقسيم المقاعد على اقسام التعليم المختلفة. وكما هو معروف فان لهذه الطريقة سلبيات كثيرة اهمها بانها لا تعكس موازين القوى الحقيقية للاحزاب التي تتنافس في الانتخابات فقد تحصل قائمة معينة على نسبة 20%-30% (نسبة الجبهة من مجموع اصوات الطلاب للنقابة في جامعة حيفا في السنوات الاخيرة) بل ونسبة 49.99% من الاصوات ولا تتمكن من الحصول على اي مقعد. وفي حالات اخرى نفس نسبة الاصوات ممكن ان تجلب نصراً عظيماً لقوائم معينة وذلك في حالة كثرة المرشحين وتوزيع الاصوات بينهم. كذلك فان امكانية التلاعب في تقسيم المقاعد على الاقسام المختلفة ممكنة، حدثت في الماضي وستحدث (مثل دمج قسمين، في الاول يوجد به نسبة طلاب عرب عالية والاخر منخفضة). هذه الطريقة تلائم المصالح الانتخابية للاحزاب القوية وللاغلبية وتعتبر مجحفة بحق الاحزاب الصغيرة والاقليات المختلفة.
لقد طالبت الجبهة مراراً وتكراراً بتغيير الطريقة واتباع الطريقة النسبية الا ان نضالها من اجل تغيير طريقة الانتخابات جوبه بالرفض القاطع من الحركات المتنفذة بنقابات الطلاب.

"العرب سيحتلون نقابة الطلاب".. وارتفعت نسبة التصويت من الثلث الى النصف!!

هذا هو الخبر الذي تصدر وسائل الاعلام العبرية في الايام الاخيرة حيث ركزت هجومها بشكل مباشر على الجبهة وعلى الطلاب العرب عموماً. فيما يلي بعض الاقتباسات الحرفية من بعض ما نقلته وسائل الاعلام (الاخبار موجودة في ملف التحرير): "العرب سيحتلون نقابة الطلاب"، "قلق في اوساط الطلاب اليهود في جامعة حيفا من فوز الطلاب العرب في انتخابات نقابة الطلاب"، "الناطق باسم خلية نيتو، نير موشي، قال لـ NRG معريب ان حركته سترسل حافلات لجلب مصوتين لكي تستطيع التصدي لمنافسيها. الجبهة جلبت حافلات مليئة بالطلاب وكما يبدو فهم منظمون ومستعدون جداً للانتخابات ولذلك نحن نبذل قصارى جهدنا لجلب المزيد والمزيد من المصوتين"، "قلق عارم يجتاح الطلاب اليهود من سيطره وشيكة للطلاب العرب على النقابة وانجاز انقلاب للمرة الاولى"، قلق الطلاب اليهود نابع من انه مقابل  لامبالاة الطلبة اليهود يصل كل الطلاب العرب للصناديق"، "العرب منتظمون مثل الجنود. فهم يستعدون منذ اسابيع عديدة لهذا اليوم. ممنوع ان نعطي للجبهة ان تسيطر على النقابة فهذا يعتبر كارثة تحل بالنقابة وبالجامعة" (هذه الاخبار التي نقلها موقع صحيفة معريب).
هذه الاخبار لم تكن وليدة الصدفة او "المهنية" الصحفية بل كانت ضمن برنامج معد مسبقاً لتوتير الاجواء وتصوير التنافس الانتخابي على انه صراع بين العرب واليهود الامر الذي يصب في نهاية المطاف في مصلحة حركة نيتو اليمينية في الجامعة.
لقد افتعل نشطاء اليمين عدة صدامات واستفزازات لنشطاء الجبهة ابتدأت منذ مظاهرة الطلاب العرب القانونية بعد وفاة الرئيس عرفات وصولاً الى الاعتداء على نشيطي الجبهة في بداية الاسبوع. هذا الاعتداء الذي ركزت عليه وسائل الاعلام العبرية بوصفه كصدام بين عرب ويهود واعتداء على رئيس النقابة وليس كاعتداء على الجبهة. ففي خبر تصدر موقع معريف في الانترنت حول الموضوع حمل عنوان "رئيس النقابة يتعرض لاعتداء" جاء فيه: " في الاسابيع الاخيرة سجل عدد من الاحداث العنيفة بين الطلاب اليهود والعرب على خلفية الانتخابات. في يوم الاحد تعرض رئيس النقابة في جامعة حيفا، غلعاد شفير، لاعتداء عنيف عندما حاول الفصل في الشجار الذي حدث بين عدد من الطلاب اليهود وعشرات الطلاب العرب، معظمهم من الجبهة في الجامعة". الملفت للنظر هو تركيز الهجوم على الجبهة وعدم التعرض بالمرة للتجمع الذي خاض الانتخابات هذا العام للمرة الاولى منذ تأسيسه.
هذه الاجواء فرضت بهدف حث الطلاب اليهود الى الوصول الى صناديق الاقتراع ودعم "نيتو" التي تقف في الصف الاول لوقف "زحف" الجبهة وسيطرتها على النقابة. لهذه الحملة كان الدور الاساسي برفع نسبة المصوتين من 30% كما كان في الماضي الى حوالي النصف.

تصاعد قوى اليمين وضعف الحركات غير اليمينية

انتخابات النقابة تعتبر انعكاساً للحالة التي يمر بها المجتمع الاسرائيلي عموماً: تصاعد قوى اليمين، تفشي العنصرية، ضعف لحزب العمل ولحركات غير يمينية، لامبالاة تجتاح اوساط واسعة رغم الضربات الاقتصادية والوضع السياسي الخ. هذه الاجواء تخيم على الجامعات وبشكل كبير فقد رصد في الاسابيع الاخيرة العديد من التصريحات العنصرية لمحاضرين في الجامعات المختلفة ويبدو التداول الاكاديمي في مواضيع مثل العرب كمشكلة ديمغرافية كامر عادي جداً. استطلاعات الرأي العام تشير الى الارتفاع المتواصل في مستوى العنصرية في المجتمع الاسرائيلي وخصوصاً بين الشباب (تعقيبات القراء على الاخبار التي نشرت في الانترنت حول الموضوع تقول كل شيء).
اما حزبياً فحالة الضعف التي تعاني منها احزاب "غير يمينية" او حتى يمينية "غير متطرفة" مثل حزب العمل، ياحد- ميرتص الخ فتنعكس في الجامعات. حزب العمل اختفى تماماً من العمل السياسي في جامعة حيفا وجامعات اخرى، حزب ياحد ضعيف جداً وتقريباً لا يوجد له حضور. الانتخابات لهذا العام تميزت بضعف كبير لحركات مثل "كامبوس" و"حزب ياحد"- ميرتص. هذه الحركات خاضت انتخابات العام الماضي بكل قوة وحققت انجازات معينة حيث كان هناك شعور لدى الطلاب بان هناك حضورا لقوى اخرى غير نيتو. عدم نشاط هذه الحركات على الساحة الطلابية حتى في اوج الانتخابات اضعفها الى حد كبير وسمح بهيمنة نيتو المطلقة على معظم الاقسام. حزب لافي اليميني المتطرف برز بحملته المعلنة ضد الطلبة العرب واستعد للتعاون وعقد صفقات مع نيتو لمنع الجبهة من الفوز في بعض الاقسام. هذه المستجدات ساهمت بان يرى الطلاب اليهود بقائمة نيتو عنوانهم الوحيد والتصويت لها مما ادى الى عدم توزيع الاصوات وبالتالي الى عدم ترجمة الاصوات التي حصلت عليها الجبهة الى مقاعد مع العلم ان الجبهة حافظت (تقريباً-النتائج النهائية الرسمية غير متوفرة  حتى الان) على قوتها من ناحية عدد الاصوات في معظم الاقسام.
لقد استغلت نيتو كل موارد النقابة لصالح حملتها الانتخابية فاصدرت الكراريس والتلخيصات على حساب ميزانية النقابة ووزعتها بهدف الوصول الى الطلاب واقتناعهم بان مصلحتهم الشخصية تقضي بانتخاب حزب يهتم بمصالحهم الشخصية. لقد استغلت نيتو نفوذها وسيطرتها في لجنة الانتخابات والنقابة عموماً لتسيير الانتخابات وفق مصالحها فلم تسلم الجبهة سجل الناخبين مع العلم ان قوائم من هذا النوع كانت موجودة بيد العديد من الاجسام في الجامعة.

الطلاب العرب

يشارك الطلاب العرب بشكل دائم في الانتخابات لنقابة الطلاب العامة حيث يدعم معظمهم مرشحي الجبهة. بشكل عام وحتى الانتخابات في العام الماضي كانت نسبة التصويت عند الطلاب العرب اعلى من نسبتها عند الطلبة اليهود.
 هذا العام قرر حزب التجمع الطلابي خوض انتخابات النقابة للمرة الاولى مع العلم انه قاطعها بشكل دائم وهاجم الجبهة بحدة لخوضها هذه الانتخابات. السبب الذي دفع التجمع هذا العام بالذات لخوض الانتخابات كما ذكر في منشورات التجمع هو "تكتيكي" حيث ادعى التجمع في منشور قام باصداره قبل حوالي الشهر بان المقاطعة نبعت من اسباب تكتيكية ولم تكن الاسباب مبدئية ابداً. التجمع لم يشرح ما هو المقصود بالتكتيك وبدا هذا الامر غريباً بان ينفي (ويركز على ذلك) اي اسباب ايديولوجية كانت من وراء المقاطعة علماً بان منشورات سابقه له اصدرت منذ اواسط  العقد الماضي بينت ان المقاطعة هي مبدئية وايديولوجية. وقد اعتادت الجبهة على هجوم من قبل التجمع لخوضها انتخابات النقابة واتهمت بالـ"اسرلة" وخوض انتخابات لنقابة "صهيونية" وما الى ذلك. اما التمسك بالدافع التكتيكي فهو غير مفهوم خصوصاً ان الظروف المحيطة بالانتخابات لم تتغير وكذلك لم تتغير طريقة الانتخابات. الامر الوحيد الذي تغير هو فوز الجبهة بعشرة مقاعد في العام الماضي.
تجدر الاشارة بانه تم عقد عدة جلسات تفاوضية بين الجبهة والتجمع لبحث سبل التعاون لكن للاسف هذا "التعاون" لم يخرج الى حيز التنفيذ. لا اريد في هذا المقال التطرق لهذا الموضوع لعدم توفر التفاصيل الكاملة لدي وافضل ان اسمع تلخيصات هيئات الجبهة في الجامعة لهذا الموضوع. لكن من المهم الاشارة الى ان المستفيد الاكبر من خوض الانتخابات بهذا الشكل هي قائمة نيتو واليمين.
رد الطلاب العرب على العنصرية المتفشية بين الطلاب اليهود يجب ان لا يكون بالتقوقع بل باختراق الشارع اليهودي. فليس صدفة ان يصور اليمين هذه الانتخابات بانها معركة بين العرب واليهود مع العلم ان قائمة الجبهة هي قائمة يهودية - عربية بل وان كتلة الجبهة في الدورة المنتهية كانت يهودية عربية. لذلك اعتقد ان تفضيل "مرشح عربي" على مرشحين يهود للجبهة بسبب الانتماء القومي فقط يعتبر امرا في بالغ الخطورة. وقد واجه نشيطي الجبهة نقاش من هذا النوع في قسم الرياضيات حيث رشح عن الجبهة في هذا القسم الطالب اوري فولطمن وقد حصل على عدد لا بأس به من الاصوات لكن الفوز كان في هذا القسم لمرشح التجمع (مرشح الجبهة حصل على المرتية الثالثة بفارق 24 صوت عن الاول، المرشح الاول فاز بفارق 4 اصوات عن مرشح نيتو).


الخطر المتمثل في "انتصار نيتو"

"نيتو" هي خلية طلابية تدعي انها "لا سياسية" وغير حزبية لكن تصريحات قيادتها وممارستها تشير ان الحديث يجرى عن خلية يمينية من ناحية سياسية (ليكود) ومن ناحية اجتماعية (شينوي). اسم هذه المجموعة يعكس طرحها "الطلابي" "المحايد" والذي يريد من النقابة ان تقدم الخدمات للطلاب وان تنظم الحفلات والسهرات والمساعدات العينية في مجال الدراسة مثل كراريس، امتحانات، تلخيصات الخ. هذا النهج والتوجه يعتبر ايديولوجية خطيرة تضفي الشرعية على الوضع القائم. ادعاءات نيتو بشأن "الحياد" هي زيف وكذب بكل معنى الكلمة. سلوك نيتو خلال الدورة المنتهية والتي سيطرت فيها على النقابة تشير الى تمسك نيتو بسياسة يمينية من ناحية اجتماعية وسياسية بل حتى تحمل افكاراً وتوجهات عنصرية-فاشية تجاه العرب.
نيتو ونقابة الطلاب تحت سيطرتها لا ترى اي علاقة بين رفع القسط التعليمي وبين السياسة الاقتصادية للحكومة. فيوجد عندها استعداد للقيام بجمع تواقيع على عرائض ضد رفع قسط التعليم (بمناسبة الانتخابات) ولكن لا يوجد عندها اي استعداد لقول اي شيء متعلق بالسياسة الاقتصادية او بشأن اي شريحة او فئة متضررة من سياسة الحكومة غير الطلاب. وان حدث هذا فانه من قبيل دفع الضريبة الكلامية وليس بهدف خوض نضال ضد السياسة الاقتصادية او حتى لدعم نضال فئة متضررة.
نيتو عملت على تأجيج التوترات بين الطلاب العرب واليهود في الاسابيع الاخيرة من اجل تحقيق مكاسب انتخابية ضيقة، فكانوا في مقدمة من وقف ضد مظاهرة لجنة الطلاب العرب في يوم وفاة عرفات وفي طليعة من استفز واول من اعتدى ورفع يده على نشيطي الجبهة.
نيتو في الدورة الجديدة ستكون اخطر مما كانت عليه في الدورة المنتهية بسبب توفر اغلبية ساحقة لها في مجلس النقابة. اغلبية تمكنها من احداث تعديلات دستورية وتغييرات بنيوية في النقابة تتماشى مع نهجها الخطير.

البديل: تشكيل قائمة عربية يهودية يسارية لخوض الانتخابات القادمة

لقد عجزت الحركات الطلابية في حيفا عن تشكيل قائمة تشكل البديل لنيتو. فلم تتجاوب كافة الحركات التي خاضت الانتخابات مع دعوات الجبهة من السنة الماضية لتشكيل تحالف طلابي يهودي عربي يساري كبديل للوضع القائم في النقابة. ان مهمة بلورة البديل وتشكيل قائمة انتخابية يجب ان تبدأ من الان وبعد الدراسة العميقة لنتائج هذه الانتخابات.
على الجبهة ان تتوجه من اليوم الى قوى طلابية تقدمية ويسارية لتشكيل تحالف عريض لوضع حد لهيمنة نيتو على النقابة. هذا البديل يجب ان لا يكون عبارة عن قائمة انتخابية فقط بل يجب ان تكةن القائمة الانتخابية تتويجاً لعملية مستمره تشمل اعمال الاحتجاج النشاطات والتوعية وطرح القضايا. على الشيوعيين والجبهويين في الجامعة مضاعفة نشاطهم اليوم اكثر من اي وقت مضى وفرض هذا البديل الاجتماعي السياسي الفكري على الواقع المركب والصعب. نتائج الانتخابات ستسرع من حدوث عملية  نشوء هذا الفرز الجديد على الساحة الطلابية كما تعلمنا تجارب السنوات الماضية. في النهاية انني احيي جميع السواعد الجبهوية التي عملت على تجنيد الدعم للجبهة ووقفت بكل قوة وشموخ في وجه غلاة اليمين وحققت انجازاً هاماً الوصول الى هذا العدد الكبير من الاصوات حيث حالت في بعض الاقسام اصوات معدودة من فوز مرشحينا.


شرف حسان
السبت 4/12/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع