جرى امس في الهيئة العامة للكنيست مناقشة والتصويت على ثلاثة اقتراحات نزع الثقة عن حكومة شارون - نتنياهو تقدمت بها ثلاث كتل هي "العمل" و "شاس" و "عام احاد" وذلك احتجاجا على مصائب تقرير الفقر ومعطياته التي تشير الى وجود اكثر من مليون واربعمائة الف فقير في اسرائيل.

ما يثير الاستغراب هو الموقف الذي اتخذته كتلة "ياحد - "ميرتس" واعلنته حتى قبل طرح اقتراحات نزع الثقة بحكومة الافقار اليمينية. فقد اتخذت موقف الامتناع عن التصويت!! وتبريرها لهذا الموقف المتخاذل لا يعدو كونه عذرا اقبح من ذنب!! فقد ادعى قادة "ياحد – ميرتس" انهم لا يدعمون نزع الثقة لكي لا يجري استبدال شارون ببنيامين نتنياهو، وان مثل هذا الاستبدال سيكون سيئا للميزانية ولخطة الفصل احادية الجانب مع قطاع
غزة!! وبهذا الموقف مدوا عمليا حبل النجاة لحكومة شارون وانقذوها من السقوط، اذ منعوا بامتناعهم عن التصويت تجنيد واحد وستين عضوا، العدد المطلوب لاسقاط الحكومة حسب القانون.
ونحن نتساءل هل يا ترى لا يدرك قادة ياحد – ميرتس ان الخطة الاقتصادية – الاجتماعية الكارثية والنيولبرالية التي ينتهجها بنيامين نتنياهو منذ حوالي سنتين جرت بلورتها وممارستها بمباركة وبدعم وبتغطية من رئيس الحكومة ارئيل شارون. هذه الخطة التي ادت في العام الفين وثلاثة الى قذف مائة الف وخمسة آلاف مواطن اضافي الى ما تحت خط الفقر، هذه الخطة التي ادت الى الخصخصة وزيادة البطالة والانهيار التدريجي الصارخ "لدولة الرفاه" وتعميق ازمة فروع الخدمات الشعبية من صحة وتعليم ومواصلات عامة وسلطات محلية. الا يدرك قادة ياحد – ميرتس ان الميزانية العامة للعام الفين وخمسة، المطروحة هذا الاسبوع للتصويت عليها بالقراءة الاولى، جرت بلورتها وصياغتها بالتنسيق بين شارون ونتنياهو وبدعم كامل من شارون. هذه الميزانية التي مدلولها الاجتماعي تعميق فجوات التقاطب الاجتماعي بين الاغنياء والفقراء في المجتمع الاسرائيلي.
هذا اضافة الى موقف ياحد – ميرتس المؤيد والداعم لخطة شارون لفك الارتباط مع قطاع غزة من طرف واحد، هذا الموقف الذي مدلوله السياسي دعم خطة مصادرة الحق الوطني الفلسطيني المشروع بدولة مستقلة على كامل التراب الفلسطيني المحتل منذ السبعة والستين، وتأييد برنامج شارون التصفوي الذي في مركزه، وحسب خطته، تخليد الاحتلال الاستيطاني الاسرائيلي على اكثر من نصف مساحة الضفة الغربية الفلسطينية المحتلة. ان موقفك يا "ياحد – ميرتس" سيء ولا يخدم المعركة من اجل السلام العادل والتخلص من براثن حكومة الكوارث اليمينية. ولا يخدم مصلحة وحدة كفاح جميع قوى السلام واليسار، التي تندرجون في اطارها، في المعركة لخلق واقع افضل في اسرائيل والمنطقة.

(الاتحـــــــــــــــــــــاد)