همسة في آذان القيادة الفلسطينية - مجرد رأي
الدمقراطية على الطريقة الفلسطينية

ليس كباقي الانظمة البالية في العالم العربي من المحيط الى الخليج، فان السلطة الوطنية الفلسطينية التي كان ياسر عرفات المهندس الرئيسي في تأسيسها، وتأسيس بقية المؤسسات الفلسطينية المعروفة كمنظمة التحرير الفلسطينية والحركات السياسية والعسكرية كفتح وكتائب الاقصى وغيرها.

هذه المؤسسات التي اقيمت وشكلت بالطريقة الدمقراطية الفلسطينية، التي يستطيع ان يتباهى ويفتخر بها كل طفل فلسطيني. لذلك فان تحويل السلطة بعد موت او استشهاد القائد الرمز الذي كان يركز كل المفاتيح الرئيسية في السلطة بيديه، كان تحويل هذه المسؤوليات الكبيرة سهلا وسلسا للغاية نظرا لدمقراطية هذه المؤسسات وعلى الطريقة الفلسطينية.
لقد وضعتم ايها القادة وايها الشعب الفلسطيني الابيّ العالم كله وخاصة الذي يدعي الدمقراطية وخاصة في اسرائيل وامريكا وبريطانيا وغيرها في مأزق لا يستطيعون من خلاله المطالبة من هذه القيادة الابية وهذا الشعب الحضاري والصامد بأي شيء قبل ان يطالبوا انفسهم به.
نحن نطالب ونحن الذين لهم الحق بالمطالبة من هذه الانظمة الفاشية الاستعمارية والبعيدة كل البعد عن الدمقراطية الحقة في اسرائيل وامريكا وبريطانيا، نحن لنا الحق بالمطالبة بانهاء الاحتلال للاراضي العربية في فلسطين وسوريا ولبنان والاردن، والعراق وافغانستان، وارجاع وتسليم خيرات الشعوب في السعودية – الكويت والخليج العربي الى اصحابها، بعد ان تفعلوا ذلك يحق لكم التحدث عن الدمقراطية في بلادكم، ولا حق لكم ابدا بمطالب الآخرين بالاصلاحات الدمقراطية لديهم.
ايها الاخوة في القيادة الفلسطينية لا تبنوا الآمال على الوعود الفارغة من المجرم بوش وعميله بلير ولا على استراتيجيتهما الشرق اوسطية، لا تبنوا الآمال على السنوات الاربع القادمة فترة ولاية بوش الجديدة والتي يعد خلالها باقامة الدولة الفلسطينية في الوقت الذي يقول هو نفسه ان هناك فرصة الآن امام الفلسطينيين ان يقيموا دولتهم ان ارادوا ذلك!!!
ان السنوات الاربع هذه تذكرني عندما كنت رئيسا للسلطة المحلية في قريتي قبل حوالي 15 عاما، ووعودا حكومة حزب العمل ووزير ماليتها حينئذ شوحط ووعدهم باربعة مليارات شاقل للوسط العربي، وحتى اليوم السلطات المحلية العربية تنتظر الاربع مليارات.
ايها الاخوة في القيادة الفلسطينية، انتم اعلم الناس ان الحركة الصهيونية متمثلة بالحكومة الحالية وحتى بالمعارضة ورجالات "السلام" كشمعون بيرس ويوسي بيلين الذين رفضوا حتى تعزية الشعب الفلسطيني بوفاة او استشهاد قائدهم والحكومة البريطانية وبلفورها وبوش وادارته الامريكية، هذا الثالوث المعادي لامتنا العربية والناهب لخيراته، لا يمكن ان يعمل شيئا فيه خير لامتنا.
ابتعدوا عن ثالوث الشر هذا، لانه يعمل عكس ما يقول، فالحركة الصهيونية لا يمكنها ان تعمل على اقامة الدولة الفلسطينية، وبوش وادارته يعملان من اجل طمس أي نظام عربي لا يسير في فلكه فكيف له ان يعمل على اقامة دولة فلسطينية لها مؤسساتها ولها نظامها الدمقراطي الخاص بها؟
وبريطانيا عدوة الشعوب وخاصة الشعوب العربية تقليديا.
ايها الاخوة في القيادة الفلسطينية انبذوا هذا الثالوث، ثالوث الشر، الشعب الفلسطيني وبقيادتكم قادر على ان يقيم دولته المستقلة شاء من شاء وابى من ابى، وعلى الرغم من نظام العولمة القائم، ها هو الشعب العراقي ينتفض، والشعب الافغاني يقاوم، هذه كوريا الشمالية تتحدى، وكوبا تقف شامخة، وهذا هو شعبنا العربي الفلسطيني يدفن امواته وينهض.
وعلى العالم كله ان يتعلم الدرس من مدرسة عرفات عرفات الصمود في الحرب والسلام، عرفات المقاومة والمفاوض العنيد، عرفات المحب المرح، الغاضب السموح، عرفات العربي، النابلسي، القدسي، النصراوي، الفلسطيني اول رئيس لدولة فلسطين القائمة على الارض وفي القلب.
الكوفية الوطنية والزي العسكري الذان لم يخلعهما ابدا الى ان يكون شعبه مستقلا حرا من كل نير الاحتلال.
قد تكون في هذه المدرسة العرفاتية النواقص الا ان طلاب هذه المدرسة وخريجيها سيعملون من اجل ان ترسو سفينتهم، سفينة ابو عمار على شاطىء الامان، دولة فلسطين وعاصمتها القدس، القدس القدس.
(البعنة)


د. محمد حسن بكري
الخميس 18/11/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع