(رسالة الى أنذال لا يستحون)
خسئتم!

"مرحلة جديدة"، تقولون، وما الجديد أيها الأنذال حكـّام إسرائيل وأمريكا؟
لقد قتلتم عرفات، ببطء، ولكنكم أنتم الذين قتلتموه، ببطء، أنتم الذين قتلتموه.
وأين جديدكم أيها الأنذال، أهو الفلسطيني الأول الذي تقتلون؟

"مرحلة جديدة"، تتشدقون ملء أفواهكم التي تسيل منها الدماء، دماء شعبي الرازح تحت نير احتلالكم، وشعبكم القابع بغالبيته في ظلم عبودية احتلالكم.
"كبير الارهابيين"، تزعقون، ولكن زعيقكم لم يصل الى مسامع أحد سواكم.
"كبير الارهابيين"، تصرخون، والصراخ على قد الوجع، ومن شدّة وجعكم صمّت صرختكم البكماء آذانكم، فلم تسمعوا صوت جثمانه يهدر من أدناها الى أقصاها.
"منعطف تاريخي"، تقولون، وتحللون، وتشبعون شعوبكم الأسيرة كذبا.
"منعطف تاريخي"، تتنبأون، وتتوقعون، وتصرّحون.
ورغم أنوفكم، أيها الأنذال، رغم أنوفكم، نذلا نذلا، ها هو شعبه، وشعوب العالم كلها، تبكي بحرقة على رحيل هذا الرجل، الذي يقض مضاجعكم حتى وهو جثة هامدة.
دموع الوداع، الصادقة، الساخنة، تذرف رغم أنوفكم، ورغم افتراءاتكم، ورغم دعايتكم، ورغم كل ما فشلتم في إقناع الناس فيه، أيها الأنذال.
"زالت العقبة أمام السلام"، تتواقحون، بكل صلف، تزوّرون، تلفـّقون.
ماذا أقول فيكم، أيها الأنذال؟
إذن.. سجلوا أمامكم:
عرفات سيبقى جاثما على صدوركم، سيبقى بطل كوابيسكم، سيظل يرعبكم، يرهبكم.
أما أنتم، كلكم، أيها الأنذال، جميعكم، فإلى هناك، إلى زاوية مظلمة، نتنة مثلكم، في مزبلة التاريخ، وهي مهما قست فلن تفيكم حقكم.
أخشى فقط، أيها الأنذال، ألا تتسع لجميعكم!
أما عرفات، فدموعنا ستلد مليون عرفات. فكل واحد من ملايين شعبنا، مليون عرفات، وكل واحدة من ملايين شعبنا، مليون عرفات.. أيها الأنذال!


رجا زعاترة
السبت 13/11/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع