تجسيد الثورة والتفاؤل العنيد

ياسر عرفات هو القائد المظفر للشعب العربي الفلسطيني في العصر الحديث. وقلائل هم الاشخاص، عبر التاريخ الذين امتزجت سيرتهم الشخصية بمسيرة شعبهم. قلائل هم اولئك القادة، عبر التاريخ الطويل، الذين كانت حياتهم، كل حياتهم، هي قضية شعبهم. عرفات هو من هؤلاء الافذاذ.

في هذا اليوم الجلل نحني رؤوسنا اجلالاً لهذا القائد العظيم الذي جسد في شخصيته بطولة وعنادا واصرارا وتفاؤلا وطيبة هذا الشعب العظيم. سيرة هذا الرجل العظيم هي تسجيل ملحمة الصمود والبناء لهذا الشعب.
من حصار الى حصار، من خندق الى خندق، من تهديد الى تهديد ومن قوافل الشهداء، اطل عرفات بكوفيته الفلسطينية، رافعاً العلم. تعب التاريخ وما هانت لهذا الرجل عزيمة.
عرفات بابتسامة الثائرة، بهذا التفاؤل العنيد. بهذه الوصفة العجيبة جعل من قضية هذا الشعب في اصعب الظروف واكثرها تعقيداً، قضية كل محبي السلام والحرية والعدالة في العالم اجمع. ياسر عرفات هو تجسيد الثورة والتفاؤل العنيد.
شخصية ياسر عرفات الثائرة. شخصية ياسر عرفات الآسرة في علاقاته مع الناس. شخصية ياسر عرفات القادرة ان تجمع الاضداد، كان لها الدور المركزي في توطيد اللحمة الوطنية الفلسطينية.
 في تاريخنا المعاصر، وفي ظل حالة الشتات المنهكة، لا توجد حركة وطنية حملت هذه الوحدة التي ارساها ورسخها ياسر عرفات. ولذلك، في امتحان الموقف القومي، عرفات هو أب النهج القومي القادر ان يتسع للجميع وان يتيح فرصة الحوار والمشاركة  للجميع. هذا النهج سار عليه عرفات من خلال العمل، وبدون خطابات كبيرة. الوحدة التي بناها ياسر عرفات هي سر معجزة الصمود الفلسطيني على مر العقود.
عظمة هذا الانسان انه جعل قضية فلسطين قضية العالم بأسره. لقد فعل ذلك، بوضع الافاق الانسانية العادلة لحل القضية الفلسطينية. لم يكن الانغلاق ورفض الاخر علماً له. كانت نظرته الانسانية الواسعة وكانت حكمته وقناعته بضرورة انتهاج خط قادر ان يطرح الحل ولكن ان يتماشى مع القيم الانسانية العامة، وقدرة هذا الرجل انه في ظل ظروف بالغة التعقيد، جمع حوله حول هذا الحل الشعب الفلسطيني على تنوعه الفكري والسياسي.
ولذلك، مهما طال الزمن، ومهما مرت العقود، فان تاريخ عرفات باقِ كما هو الزيتون في وجدان شعبنا ووجدان محبي السلام والحرية في العالم.
وانهي كلمتي بالنداء الذي ضمنته الجبهة في نعيها: في هذه الظرف العصيب تتوجه الجبهة الى الشعب الفلسطيني، على كافة اتجاهاته السياسية والتنظيمية والفكرية، للحفاظ على لحمته الوطنية، والحفاظ على مؤسساته، ذخره الوطني لصيانة مسيرة هذا الشعب ودربه المظفر، لتخليد لذكرى القائد عرفات، ولتفويت الفرصة على اعداء هذا الشعب للنيل من قضيته العادلة.

نص كلمة سكرتير عام الجبهة، عودة بشارات في اجتماع سكرتارية *الجبهة التأبيني


عودة بشارات
السبت 13/11/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع