كلمة <<الاتحاد>>
ستبقى الرمز والراية المرفوعة


دقيقة بدقيقة تابعنا أمس الخميس الأنباء التي كانت ترشح من المستشفى الفرنسي في باريس عن الحالة الصحية للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. العالم كله، من أنصار ومن أعداء الحق الفلسطيني المشروع كانت أنظاره أمس متجهة نحو باريس، تتابع أخبار الحالة الصحية للرئيس ياسر عرفات. الشعب الفلسطيني برمته، في المناطق المحتلة وفي مواطن الشتات وفي داخل إسرائيل كانت أيديه أمس على قلبه يتابع بقلق شديد أخبار تدهور صحة رمز كفاح الشعب الفلسطيني وقائد مسيرته النضالية العادلة من أجل الحرية والاستقلال الوطني، من أجل إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية وضمان حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة وفقا لقرارات الشرعية الدولية.

إن هذا الاهتمام العالمي والفلسطيني أولا وقبل كل شيء بحالة ومصير الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بمثابة شهادة اعتراف وإقرار بالمكانة التاريخية المرموقة التي أشغلها ويشغلها ياسر عرفات، كأحد الزعماء البارزين في حركة التحرر القومي والوطني العربية والعالمية، وكقائد عظيم للمسيرة النضالية العادلة للشعب الفلسطيني دفاعا عن حقوقه الوطنية العادلة خلال أكثر من نصف قرن من الزمن. هذا الاهتمام والتقدير العالميان بمثابة موقف عالمي يدين المجرمين من حكام إسرائيل المحتلين وأسيادهم في "البيت الأبيض-الأسود" الأمريكي، لما ارتكبوه ويرتكبونه من جرائم بحق الشعب الفلسطيني وحقوقه الشرعية، ولما ارتكبوه من حصار سافر وإذلال لرمز كفاح الشعب الفلسطيني ورئيسه المنتخب، ياسر عرفات. هذا الاهتمام الفلسطيني والعالمي بحالة وصحة ومصير ياسر عرفات الجسد أثبت للدنيا كلها أن الرئيس ياسر عرفات هو هو صاحب الشأن في البيت الفلسطيني وأن من هم ليسوا بذي شأن أعداء الشعب الفلسطيني من حكومة الاحتلال والاستيطان والمجازر اليمينية الشارونية وحليفها الاستراتيجي، إدارة عولمة الإرهاب والجرائم الأمريكية.

تضاربت الأنباء أمس الخميس، حول حالة الرئيس عرفات الصحية ما بين موته وموته سريريا وبين حالة صحية متدهورة ومقلقة. وبالطبع نحن نتمنى للرئيس ياسر عرفات أن يخرج من هذه المحنة الصحية معافى وبصحة جيدة، ولكن كباقي أبناء البشر قد توافي المنية الرئيس ياسر عرفات، فهذه سنة الحياة والتطور. ومهما يفرح ويتشفى أعداء الشعب الفلسطيني بموت عرفات فنودّ "تطمينهم" أن بموت عرفات لن يموت أبدا القضية والحق الفلسطيني المشروع بالتحرر والاستقلال الوطني، لن يموت شعب حمل الراية الكفاحية بقيادة عرفات على دروب المعاناة والمآسي وتقديم الثمن الغالي الذي لا يقدر بثمن من دماء الألوف المؤلفة من خيرة أبنائه الشهداء والجرحى والمشوهين ومن دموع الثكالى ومعاناة ضحايا المجرمين المحتلين. فهذا الشعب الأصيل بملايينه التسعة المنتشرة قسرا في شتى أرجاء المعمورة وفي المناطق المحتلة لن ينكّس أبدا راية رمز كفاحها، راية النضال العادل لإنجاز ثوابت حقوقه الوطنية الشرعية بإقامة دولته الوطنية الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. وسيبقى لأبد الآبدين ياسر عرفات الرئيس الأول لدولة فلسطين.
فاجئهم يا أبا عمار باجتياز هذه الأزمة كما فاجأتهم دائما في كل الأزمات.

(الإتحـــاد)


الجمعة 5/11/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع