كلمة <<الاتحاد>>
لا تنازل عن ثوابت الحقوق الشرعية

خصّص مجلس وزراء حكومة اليمين الشارونية جلسته امس الاحد للتداول حول الاوضاع التي نشأت والتي ترافق مرض الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، والاحتمالات المرتقبة على ساحة الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني. وحقيقة هي ان الرئيس ياسر عرفات الموقف يقضّ مضاجع المحتلين المجرمين حتى وهو يرقد على سرير العلاج المكثف في باريس بعيدا عن ارض وطنه المحتل. فأرباب حكومة الاحتلال والمجازر يلجأون الى تجنيز عرفات الجسد والموقف حتى وهو لا زال حيا يرزق، ويغوصون في اوحال اوهامهم الاستعمارية انه في غياب عرفات، في موته او في عدم قدرته على ادارة شؤون الثورة الفلسطينية، الكفاح الفلسطيني العادل من اجل التحرر والاستقلال الوطني، يتخلصون من الرقم الصعب في معادلة الصراع ويستطيعون تفصيل وتنصيب قيادة بديلة على مقاس املاءات التصفية الشارونية للحقوق الوطنية الفلسطينية غير القابلة للتصرف. هذا ما يتوهمه شارون ووزير خارجية حكومته، سلفان شالوم، هذا ما تمخض عن تصريحاتهما امس في اجتماع مجلس الوزراء. فكلاهما اكد انه قد تنشأ في غياب الرئيس الفلسطيني عن الساحة السياسية او عدم عودته الى مركز القيادة الفلسطينية الفرصة السانحة لاستئناف المفاوضات السياسية ولكن بشرط ان تنهج القيادة البديلة سياسة بديلة لسياسة ياسر عرفات!! ويقصدون بالسياسة البديلة الخنوع لاملاءات شارون الاحتلالية التصفوية والمباشرة بتنفيذها.

فما يغيظ حكومة الاحتلال والاستيطان اليمينية هو تمسك عرفات بثوابت الحقوق الوطنية الفلسطينية غير القابلة للتصرف بالحق في الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وحق اللاجئين بالعودة حسب قرارات الشرعية الدولية. وبسبب هذه السياسة التي يحتضنها عرفات اصبح في نظر حكومة الاحتلال واسيادهم الامريكان "غير ذي شأن" وليس ندا وشريكا يمكن التفاوض معه وفرضوا عليه الحصار والاعتقال في المقاطعة في رام الله. وتوهم أعداء الحق الفلسطيني، اعداء السلام العادل في حكومة اليمين الشارونية ان يكون بالامكان ايجاد اي من رفاق درب ابو عمار او من القيادة الشرعية الفلسطينية من يوافق على التفريط باية ثابتة من ثوابت الحق المشروع الاساسية او يبصم على املاءات التصفية الشارونية. وهذا ما يؤكده القائد الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) وغيره من القادة الفلسطينيين. وهذا ما يؤكده الاستفتاء الشعبي الفلسطيني بخروج الجماهير الفلسطينية بألوفها المؤلفة الى التظاهر في المدن الفلسطينية في نابلس وغيرها ، اداء القسم الوطني بان لا تنازل عن الحقوق الوطنية الشرعية التي حمل رايتها الكفاحية عشرات السنين قائد ورمز المسيرة الكفاحية التحررية للشعب الفلسطيني، الرئيس ياسر عرفات. ولنا كل الثقة بدرجة وعي ومسؤولية القيادة الفلسطينية لاهمية هذه المرحلة الحساسة التي تستدعي اكثر من اي وقت مضى وحدة الموقف المتمسك بالثوابت الوطنية للحق الفلسطيني التي لا تراجع عنها في اية مفاوضات للتسوية السياسية.

(الاتحــــــــــــــاد)


الأثنين 1/11/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع