انيس فريحة أو خفة الحياة غير المحتملة

*خير مثال على موهبته الادبية المتميّزة والتي "حيّدت" احيانا، وربما كثيرا، لصالح الباحث والعالم هي قطعته الادبية الرائعة:"اسمع يا رضا"*

 بالنسبة لي تملك كتابة او كتب الباحث العلاّمة اللبناني انيس فريحة سحرا خاصا (او "عبقا" من نوع خاص ونادر جدا على حد تعبير الفيلسوف الالماني فالتير بنيامين) قل ان تجد له مثيلا في كتابات الباحثين والادباء الآخرين. فاذا ما شرعت في قراءة احد كتبه، وليكن على سبيل المثال عن القرية اللبنانية (الذي هو ربما كان واحدا من اهم كتبه) لا تستطيع ان تضع الكتاب جانبا دون ان تأتي على كل مواده بلذة ولهفة وشغف، تماما كما لو كنت تلتهم خبزا فرنسيا شهيا طازجا. اما ابحاثه الاخرى وتحقيقاته لملحمة اوغاريت مثلا، او كتابه عن الامثال، او معجم الكلمات العامية، او كتابه عن "نحو لغة عربية ميسرة"، ومعاني اسماء القرى اللبنانية، وكتابه عن التوراة، او "دراسات في التاريخ" المكتوب برهافة وسلاسة عالية، والعديد من الكتب الاخرى العلمية، فانها تدل على باحث دؤوب رصين يكتب بعمق وسلاسة وجزالة تبعث على الدهشة والاهتمام والتشوق لقراءة كل اعمال هذا الباحث الكبير الذي حبي بنعمة وموهبة الكتابة على نحو ملذ وشائق جدا، حتى لو كان يتناول موضوعه (بحثه) على نحو اكاديمي صرف. ولا حاجة للبحث كثيرا او الذهاب بعيدا للتدليل والتأكيد على موهبته الادبية المتميّزة التي ربما كانت سببا في طلاوة وعذوبة كل كتابته، سواء كانت بحثا او تحليلا او مقالة او ذكريات او غيرها. فخير مثال على موهبته الادبية المتميّزة والتي "حيّدت" احيانا، وربما كثيرا، لصالح الباحث والعالم هي قطعته الادبية الرائعة: "اسمع يا رضا" التي لا يمكن ان تصدر الا عن قلم كاتب موهوب ومتمرّس وحسّاس جدا من المؤكد كان سيكون له شأن كبير في عالم الادب لو لم تشغله و"تأخذه" الاهتمامات الاكاديمية والجامعية والابحاث بعيدا.

في كتابه "النكتة اللبنانية: تتمة لحضارة حلوة" (بيروت 1988)، كعادته يقوم انيس فريحة بطرق ابواب جديدة قد يربأ بعض الباحثين او المتأدبين عن القيام بها، خاصة انها تقوم على التقديم والجمع والتنقيب والبحث عن النكت. فعمل كهذا قد لا يستهويه اكاديمي، ربما من باب الترفع او الاستخفاف او لاسباب اخرى (وهنا يجدر ان نذكّر ان الفيلسوف الفرنسي هنري برجسون بكل عظمته كتب دراسة ممتازة عن "الضحك" ما زالت مرجعا هاما حتى هذا اليوم). لكن انيس فريحة الذي قدّم دراسات هامة جدا في مواضيع مستمدة من الواقع والحياة والحضارة اللبنانية لا يستنكف عن الخوض في موضوع النكتة الهام جدا ويبحر فيه، محاولا قدر الامكان ان يحلّل وان يجمع اكبر قدر ممكن من النكات ليمتّع القارىء ويجعله اكثر اقبالا على الضحك والفرح والمرح وحب الحياة.

يتعرّض الاديب فريحة في فصل كتابه الاول المعنون بـ "في الفكاهة والنكتة" (والذي هو ايضا فصل من فصول كتابه "الفكاهة عند العرب" الذي حاولت كثيرا ان احصل على نسخة لقراءته، الا انني لم اقع على اثر له) الى تعريف النكتة والفكاهة تعريفا دقيقا. ويبيّن الخلط والتشويش والبلبلة واضطراب المعنى في كثير من المعاجم الانجليزية العربية، والعربية العربية منها ايضا. ولا ادل على هذا الخلط بالنسبة لتعريف الفكاهة الذي يشير اليه فريحة كما ورد في احد القواميس العربية القديمة (اللسان): "الفكه الذي ينال من اعراض الناس" ويعلّق فريحة على هذا التعريف: "وهذا يخالف المعنى الذي يذكره (اي اللسان) بعد اسطر قليلة حيث يقول: "فهو فكه اذا كان طيّب النفس مزّاحا... والفكه الذي يحدّث اصحابه ويضحكهم." ويضيف فريحة معلّقا:"وتناول اعراض الناس ليس بالشيء المضحك والمستحب !" وفي هذا الفصل يسوق فريحة الكثير من الامثلة عن فوضى المصطلح وعدم القدرة على تعريفه تعريفا دقيقا والخلط ما بين مصطلحات كثيرة تتعلّق بالنكتة والفكاهة والسخرية وما اليها، محاولا ان يضع التحديدات او المعاني الدقيقة لهذه المصطلحات التي باتت متداولة جدا.

عن الفكاهة التي يحثنا فريحة على سماعها وتعاطيها يكتب ما يلي: "وللفكاهة اثر في الخلق القومي. الشعب الفكه ينظر الى الحياة نظرة تحررية، وينظر الى الكون نظرة رحبة شاملة. الفكه من الناس لا يكون متعصبّا ولا متزمتّا ولا ناقما. الضحوك يشعر ان الدنيا تضحك معه. يقول الناس: "اضحك تضحك لك (والاصح معك) الحياة." في الفكاهة، كما قلنا آنفا، قدر من المحبة والروحانيّة. قال الجاحظ:"الجد مبغضة والمزح محبة."

اما الاثر الذي تتركه الفكاهة على من يعيشها ويحياها فهو حاسم وكبير في الشخصية الانسانية:"الفكاهة تعيننا على نقد ذواتنا وتنجّينا كذلك من عيب آخر هو حسبان ذواتنا اتقياء بررة. الفكاهة نعمة سماوية من أوتيها لا يغترّ ولا يتغطرس، اذ ان الغرور والغطرسة يتنافيان مع الفكاهة والمرح، وبكلام آخر الفكاهة تبري فينا النتوءات والزوايا البارزة الحادة التي تظهر في شخصيتنا فنبدو على كثير من اللين والتسامح والرضا، وتحشرنا في المجتمع بدلا من ان تقصينا عنه." وعلى ان فريحة ليس من دعاة السخرية بسبب قدرتها على اللذع الشديد والتجريح، الا انه مما لا شك فيه انه بمقدورنا، نحن الناس العاديين، ان نميّز في الحال بين شخص منتفخ ومتغطرس يحاول ان يتفاكه ويسخر من الآخرين كم يكون ثقيلا وسمجا اذا حصّن نفسه هو ضد فكاهته وسخريته (ولربما الطبيعة والحياة ذاتها لا تطيقانه وتضيقان به) وسخر من الآخرين فقط، وبين انسان آخر يملك حسا عاليا من الفكاهة والدعابة والسخرية من نفسه ومن الآخرين، بحيث تبدو سخريته طبيعية وعفوية وصادقة ولا يسلم من شرّها حتى صاحبها. ولا ادل على المثال الثاني في ادبنا العربي القديم والحديث من سخرية الجاحظ والشدياق ومارون عبود الذين يعتبرون من اساتذة هذا اللون الكبار.

اما الفصول الاخرى من هذا الكتاب الذي يجعلنا نستغرق في الضحك حتى لو كان كل من في المترو عابسا متجهما، فانها نكات تدور في معظمها حول حياة القرية التي اخلص لها فريحة الحب والوفاء وجمعها من مصادر مختلفة – مصادر لا تخطر بالبال. ومن ابرز ابطال هذه النكات هم الكهنة الذين تدور حولهم بعض النكات، كما ان نكتة "القاضي النطّاح" او "بق الحصوة يا انطون" تجعلنا نسترسل في الضحك الى درجة القهقهة.. ومما لا شك فيه ان للحمير مكانا خاصا في هذا الكتاب. ويبدو ان من قدر الحمير الطيبة ان تكون موضع سخرية وهزء، لولا ان انصفها الكاتب التركي عزيز نيسين في روايته الرئعة "الحمار الميت" وفي بعض قصصه الساخرة التي تدور حول الحمير بنوع خاص. اما من اقوى النكات، وكما يشير الكاتب في كتابه، فهي تلك التي تدور حول الجنس او فيها بذاءة، الا ان قلم الرقابة العامة والرقابة الذاتية لها بالمرصاد. وفي مواضع معينة استعاض الكاتب عن بعض الكلمات البذيئة بالطريقة المشهورة وهي النقاط الثلاث!
اما في كتابه "سوانح من تحت الخروبة" (بيروت، 1988) فيقدم فريحة لنا فيه باقة من المقالات المختلفة التي تدور في اغلبها عن حياة القرية ويعرّج في بعضها على موضوعه الاثير، الا وهو الضحك والنكتة والفرح ويكتب مقالا ايضا عن الاكتئاب محاولا ان ينتزعه من قلوب وعقول البعض. ويكتب في الكتاب ايضا مقالا جميلا عن جحا وآخر عن ايوب. وقد يكون الجامع المشترك لكل هذه المقالات هو الرؤية الفريحية (نسبة الى الكاتب) وموقفه العام من الحياة والداعي اليها والفرح بها الذي ينعكس واضحا على كل كتاباته الاكاديمية والبسيطة منها القريبة من قلوب الناس وعقولهم.
ربما كان لتكوين انيس فريحة النفسي والروحي تأثير كبير على تناوله هذه المواضيع وايلائها اهمية بالغة. يقول دوستويفسكي في احدى رواياته ما معناه انك قد تعرف الشخص او الانسان من ضحكته ! (من جهتي، استطيع القول ان هذا القول يصدق على بعض البشر، وخاصة اولئك الناس الطياب الذين ترى دواخلهم من خلال ابتساماتهم او ضحكهم.) وينسحب هذا القول على مجالات اخرى، اذ تستطيع القول: انك قد تعرف بعض الكتّاب من كتابتهم. وهذا ينطبق على كتابة فريحة التي تستشف من بين سطورها نوعية هذا الكاتب وطيبته، كما تعجب من شدة اقباله وحبه للفرح والضحك، اضافة الى انه من السهل ان ترى بوضوح شديد مدى تواضعه، الذي يرين على كتابته وحياته. وهذا ليس غريبا، اذ ان انتماءه الى نحلة الكويكرز او الفريندز ربما ساهمت في صقل موهبة التواضع هذه وترسيخها. وفي احد فصول هذا الكتاب يكتب فريحة شارحا: "واقولها بكل تواضع واحتشام، اني اكتسبت هذه الصفة (الاحتشام وهي تحمل معنى التواضع وعدم التبجّح والتبذخ / ر. ب) عفويا. فلا عجب ان بغضت المتكبّر، وازدريت بالمستعلي. ولا عجب ان تحدثت عن الاحتشام."
اما من اجمل فصول هذا الكتاب، وهو ايضا يصب في المنبع الفريحيّ، فهو المقال "خير الامور الوسط"، اذ يقف الكاتب عند جملة المسيح الشهيرة التي يستغلق معناها على الكثيرين والتي تقول:"لا تهتموا للغد فان الغد يهتم بما لنفسه." التي رآها الكاتب معلّقة في دكان البقّال. ويدور حديث بين انيس فريحة والبقّال، فيقول له الاخير شارحا: "لا يا استاذ. ان الله لا يأمر عبيده ان يتكاسلوا، او ان يتقاعسوا. انما يطلب اليهم الا يغتمّوا، والا يهتموا. ان الهمّ والغمّ كفر برحمة الله وكرمه. اليس الله كريما سخيا يوّفر للطير طعامه ولحيوان البرّ غذاءه ؟ لا يا استاذ. يقول السيد المسيح: اذا حمّلتم كواهلكم وقرا (حملا ثقيلا)، واذا قضيتم نهاركم غمّا وكمدا، فانكم كفرة بالله ومراحمه." وهنا يعترف انيس فريحة الذي اولى الثقافة الشعبية اهتماما كبيرا ودراسة وحفظا وتدوينا وتحليلا، بان البقّال اقنعه بتحليله وحلّ له اشكالا استعصى على عقله وفهمه لسنين عديدة. وهذه قد تكون احدى ميزات فريحة الكبرى، وهي الجمع بين ما هو شعبي وحسه العالي في التقاط جواهره وبين ما هو اكاديمي ومحاولة المزج والتوفيق بينهما واستخلاص ما هو نافع من كليهما لصالح الحياة في المقام الاول والعلم، فيقول فريحة الذي ربما لم يتوقف حتى آخر لحظة من حياته عن الدهشة والانفعال والتفاعل والافتتان والاستفادة من العالم حوله: "صدق البقّال. يجب الا تكون الحياة همّا وغمّا. ان الله شفوق." ليخلص الى نتيجة مفادها ان "خير الامور الوسط." وهذه دعوة الى اخذ الحياة مأخذا ايجابيا رغم كل صعوباتها وقد تكون دعوة صريحة الى الفرح والضحك من باب "الاشفاق على الذات" وعلى الآخرين من سطوة الهمّ والغمّ الذي لا يورّث الا النكد والسخط والبغض والغضب، والتأكيد من جهة اخرى على ان الخالق سبحانه وتعالى لا يريدنا ان نكون مهمومين ومغمومين مهما ساءت الظروف والاحوال.

على الرغم من كل مزاعم وحسنات وسيئات الحداثة وما بعد الحداثة (ولا اعرف ماذا سيأتي بعدهما !) التي باتت من وفي صميم حياتنا شئنا ام ابينا ذلك والتي تحيّد كثيرا من الاشياء الجميلة في حياتنا جانبا، الا ان كتابات انيس فريحة تظل يانعة ومورقة وزاهية وجميلة، على الرغم من كل التغيرات الكبيرة الجارية. وسيحاول البعض ان يقلّد انيس فريحة او ان يحذو حذوه او ان يستبسط البعض مثل هذه الكتابة السهلة الممتنعة، الا ان احدا كائنا من كان لن يستطيع "القبض" على العبق الخاص بكتابة انيس فريحة الاكاديمية وحتى العادية منها. انه عبق قوي وزخم ونفّاذ لشخص ذي تكوين نفسي وروحي خاصين جدا استطاع بواسطتهما ان ينفذ الى عمق الحياة والارض اللبنانية والجوهر الروحي العام. انه عبق قوي جدا لا يزول بعد ان "تصطدم" او "ترتطم" به، لا بل انه يستحثك على قراءته اكثر والانعام في ما يقوله ويعرضه في كتابته.. بالذات لان كتابته عميقة صافية نابعة من صميم المعرفة والثقافة ومعجونة بالحياة عجنا خلاّقا مبدعا.
لا اعرف كم من الكتب اصدر هذا الباحث الكبير، التي صوّرت قسما منها من المكتبة القومية في باريس، غير ان مؤلفاته التي املكها والتي تدور معي في حلي وترحالي تجعلني اكثر حماسا لقراءتها بين حين وآخر لشعوري ان فصول بعضها هي فصول منتزعة من حياتنا في الجليل وانها توثّق وتؤّرخ لحياة قريتنا الفلسطينية في الجليل. اما الامر الآخر الذي يشدني الى كتب فريحة، فهو ثقافته الواسعة وقدرته على هضم ثقافات عربية واجنبية واتقان لغات حديثة وقديمة (ميتة) ومناقشتها وتقديمها للقاريء على نحو عميق ومبسط وجذّاب. فالبساطة، وليس التبسيط، هي التي تسم معظم اعمال هذا الكاتب الذي قدّم اسهامات كثيرة في مجالات مختلفة. وحتى في اشد كتاباته اكاديمية وبحثا نرى انه يعمل من خلالها للانتصار للحياة ضد كل ما هو جامد ودوغماطي وثقيل وبال وما تعافه النفس والاذواق والحياة الحديثة. وقبل كثير من الكتّاب المعاصرين الذين احبوا المزاح والسخرية والضحك، ربما من واقعهم الاسود المرّ، عمل المبدع الكبير والباحث فريحة على اثبات ان الحياة جميلة جدا لمن لا يراها بنظرة سوداء. لقد عاش ابن القرية فريحة، الذي كان ايضا ابن العالم الكبير بكل معنى الكلمة، فرح الحياة وحاول ان يقنعنا ان في الحياة خفة لا تطاق واراد ان يشركنا بتجربته الحافلة بحب الحياة. وربما كان الدرس الاكبر الذي يمكننا استخلاصه من تجربته العريضة هو افتتانه الفوّاح في الحياة واستخلاصه الحلاوة من المرارة والمثابرة واصطياد الجانب البهي والمشرق منها.

من الامثال او الاقوال الشعبية السلبية جدا والرديئة والراسخة في مجتمعنا والتي هي جزء من ثقافتنا الشعبية والتي تدل على عقلية رهيبة ومخيفة المثل الذي نردده بعد ضحك وفرح:"الله يعطينا خير هالضحك !" حتى ان الضحك يخيفنا ؟! (من اين نستمد هذه البلاوي والمصائب التي نشتريها مشترى وندبّها على حالنا ؟! وحسنا اننا لم "نصادر" الضحك ونجعله تابو في مجتمعنا العربي الذي يعج بالتابوات !) او اننا يجب ان نتوقع شرّا اذا ما ضحكنا وفرحنا ومرحنا، او اننا يجب ان نشعر بالندم لاننا ضحكنا.. كأن الضحك مثلبة ونقيصة والعبوس فضيلة ! كثيرا ما يعود هذا القول الذي سمعناه وتشرّبناه صغارا الى رأسي وانا اقرأ بعض كتابات فريحة، ليس لانها التعارض الصارخ ضد هذا المثل وحملته فحسب، بل لانها تعمل على نسفه من جذوره وتؤكد ما هو عكسه تماما، كأن نستعيض عنه بمثل آخر ونأخذ في الترديد: "الله يكفينا شر هالعبوس اللي شكلو مثل موت النفوس" الخ... في كتابيه المذكورين وفي كتب اخرى يسخّف انيس فريحة من هذا المثل، ويجعلنا نبتسم ونضحك، ويؤكد لنا ان الفرح والضحك والمرح هي كلها مظهر من مظاهر رقي وتحضّر النفس وكذلك الشعوب.
(باريس، تشرين الثاني 1997)


رياض بيدس
السبت 30/10/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع