كلمة <<الاتحاد>>
ياسر عرفات

بدا الاهتمام الفلسطيني المشوب بقلق واضح وصادق على صحة القائد الفلسطيني التاريخي ياسر عرفات، دليلا على ما يكنّه الشعب من حب لرئيسه. هذا الشعب الصامد المقاوِم لكل المؤامرات عليه، والذي لم يفتّ من عضده ومن عزيمته على التحرر في دولته تحت الشمس شيء، أيّ شيء.

بالمقابل، انكشفت صورة غاية في الخزي إزاء التصريحات والتسريبات الرسمية الاسرائيلية، المدعومة بشراذم إعلامية تدّعي امتهان الصحافة، والتي بدت أشبه بمن ينعى الرجل وهو حي!

الصورة مرسومة بوجهيها. فمن الطبيعي أن تتوجه أنظار الفلسطينيين الى المقاطعة في رام الله المحتلة الصامدة المتفائلة بغدها الحر. ذلك الموقع الذي أراده مجرم الحرب اريئيل شارون سجنًا لعرفات، فجعله هذا الأخير رمزا فلسطينيا جديدا للصمود. ويا له من سجل مجيد ماجد ناصع ذلك الذي يخلّد سيرة صمود هذا الشعب الحي. فلن ننسى تلك الليلة المشهودة في الثاني والعشرين من ايلول 2002 التي حرّك فيها شارون جيشه باتجاه المقر الرئاسي الفلسطيني المحطّم المحاصر، فخرجت الجموع الفلسطينية عن بكرة أبيها، ليعود شارون الى إجراء حساباته مجددًا.. تلك الحسابات التي تقوده اليوم الى الاعتراف عمليًا: جيشه الاحتلالي المدجّج لم ولا ولن ينتصر!
الوجه الثاني للصورة هو ذلك الهراء الذي نضح منه الزعم بدفن القضية الفلسطينية اذا ما غاب عرفات عن المشهد السياسي. وهذا هو الهراء بعينه! فعرفات كالعديد من قادة حركات التحرر الوطني والانساني لن يعيش للأبد. لكن شعبه وقضية هذا الشعب وإرادته وحقوقه لا يمكن أن تُدفن. وهو أمر يتوجب على الرؤوس الاسرائيلية المنغلقة المنخورة بعقلية الاستعلاء أن تفهمه جيدًا، اذا ما ارادت مستقبلا للاسرائيليين والفلسطينيين في هذه البلاد المنكوبة بتلك الرؤوس الموبوءة.
لقد أوضحت القيادة الفلسطينية بجلاء ووضوح وجرأة وعقلانية أن ما تراهن عليه مؤسسة الاحتلال الاسرائيلي سيسقط مهما استجدّ من ظروف. فهذا الشعب تعلّم التجارب لأنه ذاق أقساها. وكل الضربات لم تقتله، بل زادته قوة وفولذة.
قد يخرج علينا أشباه سياسيين ومعهم عسكريون ثملون برائحة دباباتهم. قد يهددون ويتوعدون ويراهنون على نصر الاحتلال على الشعب الفلسطيني، ولكن هيهات! فطغيانهم سيسقط مجلجلاً وإن بعد حين.
إن هذا الشعب باقٍ ما بقيت الشمس التي ستقوم تحت وهجها الدولة الفلسطينية السيادية الحرة. أما الاحتلال الاسرائيلي، فشأنه شأن كل اشكال السيطرة الدموية على إرادات وحقوق الشعوب، ساقط مهما طال به الزمن. وإن الغد الحرّ لناظره الفلسطيني، قريبٌ قريب!

الاتحاد


الجمعة 29/10/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع