كلمة <<الاتحاد>>
اتفاقية سلام في غياب السلام

صادفت امس الثلاثاء الذكرى السنوية العاشرة "لاتفاقية السلام" بين النظام الاردني وحكومة اسرائيل. هذه الاتفاقية التي لم تساهم في بناء جسور السلام في المنطقة، حتى انها لم تسهم في بناء السلام الحقيقي بين الشعب الاردني والشعب الاسرائيلي، فالسلام يُبنى اساسا بين الشعوب ذات المصلحة في السلام وقطف ثماره، واي سلام لا تحتضنه الشعوب ليس سلاما. والشعب الاردني وقواه الوطنية، ورغم مرور عشر سنوات على الاتفاقية، فانه لا يرى في هذه الاتفاقية مفتاح فرج يخدم المصلحة الحقيقية لتطور الشعب الاردني، فالمستفيد الوحيد سياسيا واقتصاديا من صفقة الاتفاقية هذه هي اسرائيل العدوان والاحتلال والرأسمال الاسرائيلي الناشط في الاردن، والذي يجرف الارباح الطائلة من جراء استغلال الايدي العاملة الاردنية الرخيصة.

لقد اكدنا دائما، ونؤكد اليوم وغدا، اننا من اجل، ونناضل من اجل بناء جسور السلام العادل، الشامل والثابت بين اسرائيل وجميع البلدان العربية، ولكن من الاهمية بمكان التأكيد انه بدون ايجاد الحل العادل للقضية المفصلية المركزية والاساسية على ساحة الصراع الاسرائيلي العربي، للقضية الفلسطينية، فلن يكون أي سلام او امن او استقرار في المنطقة برمتها. واي تطبيع للعلاقات السياسية او الدبلوماسية او الاقتصادية – التجارية او الثقافية بين الانظمة العربية وحكومة الاحتلال والاستيطان والجرائم الاسرائيلية قبل التسوية العادلة لقضية الشعب الفلسطيني بالتحرر والاستقلال الوطني فانه لا يخدم في نهاية المطاف لا كفاح الشعب الفلسطيني العادل ولا قضية السلام العادل ولا المصالح الحقيقية للشعوب والبلدان العربية. هذا كان موقفنا من اتفاقات كامب ديفيد بين نظام السادات وحكومة اسرائيل، وهذا كان ولا يزال موقفنا من الاتفاقية الاردنية الاسرائيلية، فهذه الاتفاقات شجعت حكومة الاحتلال الاسرائيلي على تصعيد بلطجيتها العدوانية العربيدة ضد الشعب الفلسطيني والشعوب العربية، وما المجازر وجرائم الحرب الهمجية المخضبة بدماء شعب الانتفاضة الفلسطينية التي يرتكبها المحتل بجنده وبعصابات مستوطنيه الا دالة صارخة على طابع السلام الذي حققته هرولة التطبيع العربي مع حكومة الاحتلال والاستيطان والدماء الاسرائيلية. وليس من وليد الصدفة انه امس وفي الذكرى العاشرة شاركت أحزاب المعارضة الاردنية ونقابات مهنية في اعتصام احتجاجي داعين الحكومة الاردنية لالغاء معاهدة السلام  مع اسرائيل، فقد رفع المعتصمون لافتات كتب عليها "معا لاسقاط معاهدة وادي عربة" و "عشر سنوات مضت على الاتفاقية المشؤومة واسرانا ما زالوا في سجون الاحتلال الصهيوني". كما طالبوا بطرد السفير الاسرائيلي من الاردن.

اننا بهذه المناسبة نعود ونؤكد ان لا بديل للسلام العادل، الشامل والثابت الذي في مركزه انجاز الحقوق الوطنية الشرعية الفلسطينية بالحرية والدولة والقدس والعودة.

(الاتحـــــــــــــاد)


الأربعاء 27/10/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع