كلمة <<الاتحاد>>
خطأ لا يُغتفر

خصصت صحيفة "يديعوت احرونوت" في عددها الصادر امس، الاحد، صفحتين كاملتين لميزان القوى بين مؤيدي ومعارضي خطة الفصل الشارونية ممهورتين بصور شخصية لاعضاء الكنيست من الفريقين. وما يحز في النفس ويثير اشد الاسف ان نائبي القائمة العربية الموحدة، عبد المالك دهامشة وطلب الصانع، وقعا في المصيدة الشارونية واختارا التصويت الى جانب خطة كارثية هدفها الاستراتيجي المركزي دفن الحق الفلسطيني الوطني المشروع بالحرية والدولة والقدس والعودة.

فالادعاء لتبرير هذا الموقف المتخاذل والسيء والذي لا يجلب سوى الضرر الكبير للكفاح الفلسطيني العادل من اجل التحرر والاستقلال الوطني، الادعاء بان الدافع يكمن في ان هذه الخطة الشارونية قد تؤلف خطوة باتجاه تحريك الاوضاع الراكدة نحو استئناف العملية السياسية مع الفلسطينيين، وان الخطة تشمل اخلاء مستوطنات فكيف يمكن التصويت ضدها، ادعاءات وتبريرات هزيلة لا تصمد امام المخاطر الجدية لمدلولات الخطة السياسية، ولا نعتقد ان لدى النائبين المحترمين صعوبة في فهم المقروء ومدلولاته، خاصة وان مشروع الخطة، المبادىء الاساسية التي تتضمنها مطروح على طاولتيكما في الكنيست. فحتى اعمى البصيرة يدرك ان ما هو مكتوب، اسود على ابيض، في مشروع الخطة يؤكد امرين اساسيين:
الاول: انها خطة فصل من اجل الضم، اخلاء مستوطنات من قطاع غزة لتثبيت اقدام المستوطنات والوجود الاحتلالي في الضفة الغربية وضم اكثر من نصف مساحة الضفة الى اسرائيل والعمل بموجب ذلك لمنع قيام دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة، لمنع اية تسوية عادلة في المستقبل.
والثاني: ان خطة شارون لا تعني الانسحاب من القطاع بل اعادة انتشار قوات الاحتلال حول رقبة القطاع كوسيلة امنية تبقي في صلاحية المحتل السيطرة على معابر واجواء القطاع.
اضافة الى هذين الامرين فمشروع الخطة المقدم للكنسيت والذي سيجري التصويت عليه يتضمن ايضا كتابه الضمانات الذي ارسله بوش الى شارون في اواسط شهر نيسان الماضي من هذا العام. وهذا الكتاب المشؤوم تعبر من خلاله ادارة عولمة الارهاب والجرائم الامريكية عن دعمها لهدف شارون الاستراتيجي بالانتقاص من الثوابت الوطنية الفلسطينية غير القابلة للتصرف، الانتقاص من حق السيادة الفلسطينية بالتأكيد على عدم العودة الى حدود الرابع من حزيران 67، وتثبيت الكتل الاستيطانية في القدس الشرقية المحتلة وضواحيها وفي الضفة الغربية كجزء من السيادة الاقليمية – السياسية لاسرائيل، والتنكر لحق العودة للاجئين الفلسطينيين ومباركة بناء جدار الفصل والضم الابرتهايدي.
سؤالنا كيف ستنظران في اعين شعب، شعبكم، يمهر حقه الشرعي بالتحرر والاستقلال، الثمن الغالي من الشهداء والجرحى والمعاناة التي تفوق طاقة البشر، فهل تعيدان النظر في الموقف قبل دقة الجرس؟!

(الاتحـــــــــــــاد)


الأثنين 25/10/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع