الإستيطان الإسرائيلي في الجولان


يشكل الجولان "محافظة القنيطرة"، ما نسبته 1% من مساحة الجمهورية العربية السورية، أي  1860كم مربع، ووقع منه تحت الاحتلال الإسرائيلي 1250 مترا مربعا. تم  استعادة وتحرير ما مساحته حوالي 90 كم مربع بعد حرب تشرين عام 1973.

بلغ عدد سكان الجولان عام 1966 حوالي 153 الف نسمة، موزعين على 312 مركزا سكانيا، منها مدينتين، هما مدينة القنيطرة، في وسط الجولان، وهي مركز  محافظة، ومدينة فيق، مركز منطقة فيق،  في جنوب الجولان، إضافة الى 164 قرية، و146 مزرعة، موزعة على ست نواح ادارية وقضائية في الجولان،  وهي: ناحية القنيطرة، ناحية خان ارنبة، ناحية الخشنية، ناحية مسعدة، ناحية فيق، ناحيةالبطيحة.

بعد ان سيطرت القوات الإسرائيلية على الجولان، بقي فيه حوالي 7000 نسمة، موزعين على ست قرى في الشمال، بمحاذة سفوح جبل الشيخ الجنوبية والغربية، وهي: مجدل شمس، مسعدة، بقعاثا، عين قنية، الغجر، سحيتا. وتعرضت قرية سحيتا للهدم وتهجير سكانها بين الاعوام 1971/1972، وحولها الاسرائيليون الى منطقة عسكرية مغلقة، وموقعا للتحصينات العسكرية والتدريبات القتالية، بعد منع السكان من الاقتراب الى بساتينهم ومزارعهم هناك، التي أصبحت بقايا.

 بدا الاستيطان اليهودي في الجولان المحتل بعد الحرب بشهر واحد، وبالتحديد في  منتصف شهر تموز من العام 1967 .تمهيدا لضمه والحاقة النهائي بالدولة العبرية،  ولتحقيق هذا الهدف الإسرائيلي، اتبعت كل حكومات اسرائيل المتعاقبة سياسة  متطابقة ومتواصلة ،لتعزيز وتسهيل الاستعمار اليهودي في الجولان، في نية  واضحة وعلنية لحكام تل ابيب: التحكم المطلق بثروات الجولان الطبيعية وفي  مقدمتها الارض والمياه، وتوظيفها في خدمة الاستعمار اليهودي المطلق وتوسيعه.

ان النشاط الاستعماري الإسرائيلي  في الجولان، كان وما زال من اكثر المجالات  التي تبنتها الدولة العبرية على مدار سني الاحتلال، حيث عملت الدولة العبرية  على منع عودة السكان المطرودين من العودة الى ديارهم وقراهم بعد الحرب، ولاجل  هذا هدمت كافة القرى والمزارع والمدن، وقمعت كل محاولة من السكان للعودة الى بيوتهم، وباشرت في بناء المستعمرات على أنقاضها،  وأول مستعمرة أقيمت في  الجولان هي مستعمرة "مروم غولان"، التي اقيمت على انقاض قرية "باب الهوى"  المشهورة بتعداد سكانها الطائفي، ومزارعها الخضراء، ووحدة وتعاون سكانها  الكامل في كافة المجالات. وتابعت نشاطها ليبلغ عدد المستعمرات اليوم حوالي 35  مستعمرة، ومركز خدماتي. ويقدر عدد المستعمرين في الجولان حوالي 15 ألف مستعمر  إسرائيلي،  في حين حددت الخطة الاستعمارية الاسرائيلية، التي عرفت باسم " برنامج  تطوير هضبة الجولان"، لاستيعاب حوالي 45 ألف مستعمر. .لقد وضعت إسرائيل،  كافة الإمكانيات المادية والبشرية في سبيل إنجاح هذا  البرنامج في أواخر العام 1992، واعدت لهذا البرنامج مرحلتين :

المرحلة الأولى: سميت بالمرحلة الانتقالية، والتي حددت فيها الحركة الصهيونية العالمية، جلب  يهود للسكن في الشقق والوحدات القائمة، اضافة الى بناء وحدات سكانية جديدة،  بحيث تستوعب 25 الف مستعمر، أي بزيادة عدد المستعمرين بـ 14 الف مستعمر .

المرحلة الثانية : والتي اطلق عليها "مرحلة التوسع"، وتنص على الاستمرار في التطوير والانماء  الاستعماري، وصولا الى تعداد سكاني حوالي 45 الف مستعمر. ولانجاز هذه المرحلة،  كان لا بد من إقامة العشرات من الانشطة والبرامج الحيوية، الاقتصادية  والزراعية والسياحية. واهم المشاريع والانشطة التي اقيمت بشكل مكثف: · توسيع شيكة الطرق في الجولان، بين قراه المهمة  والطرق الواصلة بين  المستعمرات، واقامة العديد من المراكز السياحية في الجولان، اقامة مناطق صناعية كبيرة، وذات امكانيات ضخمة، واهمها المنطقة الصناعية في  مستعمرة كتسرين، التي اقيمت على انقاض بلدة قصرين العربية، وهي اكبر المستعمرات  في الجولان، المنطقة الصناعية في مستوطنة بني يهودا، اقامة بنى تحتية اساسية، اضافة الى توسيع البنى التحتية القائمة، كالمدارس  الصناعية، المراكز الطبية والعيادات المختصة، المرافق السياحية، كالحمة في  جنوب الجولان، وبانياس، وجبل الشيخ،  رفع المستوى المعيشي للمستعمرين، منح المستعمرين اراضي زراعية شاسعة جدا، مع امكانية التحكم  المطلق بمصادر  المياه،  استقطاب الزائرين من اوربا وامريكا  لاقامكة مهرجانات فنية وترفيهية، واضفاء  طابع الهدوء والاستقرار في المنطقة، اقامة العديد من الشاريع الاعلامية، والدعائية في الجولان لاستقطاب اليهود  اليها.

 وتجدر الاشارة، أخيرا، الى ان حكومة الدولة العبرية تمنح المستعمرين 28 مليون متر مكعب  من المياه، في حين تمنح المواطنين السورين الباقين في أراضيهم ما نسبته 4 مليون  متر مكعب ماء، من مجموع النسبة الإجمالية البالغة حوالي 31 مليون متر مكعب من مياه  الجولان.


أيمن أبو جبل
الخميس 21/10/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع