كلمة <<الاتحاد>>
حملة الزيتون

لم يمر يوم واحد على التحذير ("الاتحاد"، أمس الاثنين) مما يخططه مستوطنو الاحتلال بحق المواطنين الفلسطينيين مع انطلاق موسم الزيتون، حتى حدث ما يلي: ففي قرية عصيرة القبلية (نابلس) هاجم مستوطنون المزارعين، وأطلق جنود الاحتلال النار على المواطنين، وأصابوا المواطن هاني عبد الرؤوف عبد الرحمن (28 عاماً)، بعيار ناري في رقبته.
إن عقلية الاستعلاء التي تترجم عنفا في سلوك المستوطنين، تلقى الدعم والتعزيز من الحراسة الفعلية التي يوفرها جيش الاحتلال لهم. فأمس، في تلك القرية، قام الجيش عكس ما يُفترض بالجيوش القيام به، لكنه قام بالضبط بالمتوقّع منه بوصفه جيش احتلال: جيش نهب يحرس الحراميّة!

وهنا يجب ان نذكّر بالاعتداءات البشعة على قاطفات وقاطفي الزيتون في الموسم الماضي، اذ كانت تتم بدعم من الجيش، سواء بالتورط الفعلي في الاعتداءات، أو بالسكوت على ممارسات مجرمي الاستيطان وغض الطرف عن  موبقاتهم.
وقد احسنت صنعًا وموقفًا تلك الحركات الاسرائيلية والاجنبية التي سارعت الى اعلان حملة تضامن فعلية، عبر التواجد مع المواطنين الفلسطينيين في كروم الزيتون، ومشاركتهم صد قطعان الاستيطان. وبما ان الاحتلال لم يغيّر من عاداته، ولم يمرّ المستوطنون تغييرا، وفيما تتبلّد سياسة حكومة الاحتلال وتزداد وحشية – فإن الواجب السياسي والنضالي والاخلاقي هو اعادة احياء الحملة لقطف الزيتون.
هذه حملة هامة بمضمونها وأبعادها السياسية. وعلاوة على انها مساهمة نضالية فعلية مع المواطنين الفلسطينيين في الحقل وفي الميدان، فهي واحدة من اساليب اختراق الجدران التي تسعى حكومة اليمين لرفعها بين الشعبين.
فليكن الشعار والهدف: من أجل اطلاق حملة الزيتون التضامنية مع الشعب الفلسطيني.

(الاتحاد)


الثلاثاء 12/10/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع