كلمة <<الاتحاد>>
مع افتتاح السنة الدراسية

بعد غد، الفاتح من ايلول/سبتمبر، تبدأ السنة الدراسية الجديدة من الروضات وحتى الثانوية. وبهذه المناسبة تطرح على الجدول العديد من الاسئلة والتساؤلات التي تعكس مدلولاتها الوضع غير الطبيعي الذي يهدد بمطارقه السنة الدراسية الجديدة. فحتى كتابة هذه السطور لا يزال الغموض يكتنف افتتاح السنة الدراسية في موعدها. فالازمة الخانقة التي يواجهها المجال التعليمي بشكل عام، وفي الوسط العربي بشكل خاص، النقص الصارخ في الغرف التدريسية، الحاجة الى ترميم مدارس، النقص في البنية التحتية في المدارس، تقليص ميزانية التعليم وغيرها، يهدد بعدم انتظام الدراسة في المدارس في الموعد المحدد. سكرتارية لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية ارجأت قرارها بشأن افتتاح السنة الدراسية في المدارس الى ما بعد اللقاء مع وزيرة المعارف، ليمور ليفنات، وما سيتمخض عن لقاء العمل هذا. ونحن غير متفائلين جدا من نتائج اللقاء المرتقب مع الوزيرة. فحكومة تضع في رأس سلم اولويات اهتماماتها رصد الاموال الطائلة لتمويل آلة الحرب والاستيطان وتقديم الرشوة بمئات ملايين الشواقل الى الاحزاب اليهودية المتشددة دينيا (الحراديم) لجذبها الى داخل الائتلاف الحكومي فانها غير مستعدة لرصد الاموال المطلوبة من باب النفقات في الميزانية العامة لحل الازمة المستشرية في المجال التعليمي. والانكى من ذلك ان ما تخططه حكومة الكوارث والاستيطان اليمينية الشارونية في الميزانية الجديدة سيقود الى تعميق الازمة في المجال التعليمي اذ انها ستقلص ميزانية وزارة المعارف وتطرد الى سوق البطالة آلاف المعلمين والعاملين في السلك التعليمي.

هذا من جهة، ومن جهة اخرى، فان آلاف العائلات لن تدخل البهجة الى قلوبهم وقلوب اولادهم بمناسبة افتتاح السنة الدراسية الجديدة. فآلاف العائلات، خاصة بين المواطنين العرب، التي تعاني من مآسي حياة تحت خط الفقر والبطالة، لا تتوافر لديها الامكانيات المادية لتزويد اولادها بكل ما يلزم من ملابس وكتب وقرطاسية وغيرها وتجهيزهم لبدء سنة دراسية بشكل طبيعي. ونحن اذ نقدر عاليا بداية ترسخ ظاهرة تقديم العون للمحتاجين من خلال تبادل الكتب والتبرع بالكتب والقرطاسية التي تخفف من ازمة اولاد العائلات الفقيرة ومحدودة الدخل، فاننا نؤكد على مسؤولية حكومة الاحتلال والافقار عن الوضع المأساوي الحاصل. الوضع الذي يستدعي تصعيد الكفاح السياسي الجماهيري، وعلى مختلف الصعد، لضمان العلم لكل طالب وتوفير الظروف المطلوبة لتحقيق ذلك.

(الاتحــــــــــــــــاد)


الأثنين 30/8/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع