كلمة <<الاتحاد>>
أوقفوا نزيف الدم في العراق وفلسطين

يواجه الشعبان العربيان، الفلسطيني والعراقي، الضربات المباشرة لاستراتيجية عولمة الارهاب والجرائم التي ينتهجها تحالف الشر الامريكي – الاسرائيلي، والتي هدفها المركزي الهيمنة على هذه المنطقة لنهب خيراتها وثرواتها الطبيعية واقامة نظام اقليمي يركع في بيت الطاعة الامريكي – الاسرائيلي ويخدم مصالحهما السياسية والاقتصادية. ويمارس تحالف الشر هذا من خلال احتلاله للعراق والمناطق الفلسطينية في الضفة والقطاع والقدس الشرقية نهج هولاكو الهمجي بالتدمير المنهجي وارتكاب المجازر الجماعية لكسر شوكة وتركيع ارادة شعب يناضل من اجل حريته واستقلاله الوطني والتي لا يمكن تحقيقهما الا بكنس المحتلين والتخلص من دنس وجودهم غير المرغوب فيه.

نكتب هذه السطور في وقت تتوارد فيه الاخبار عن جريمة حرب جديدة يرتكبها المحتلون الانجلو امريكيون ضد شعب العراق. فالآلاف المؤلفة من جنود الغزاة المحتلين الامريكيين والمئات  من العراقيين المسلحين خدام الاحتلال والمحتلين ضد شعبهم، مزودين بأرتال من الدبابات  وأسراب من الطائرات والمروحيات العسكرية، يقومون بارتكاب الجريمة في مدينة النجف الأشرف المقدسة تحت يافطة اخماد انفاس المقاومة للمحتلين في هذه المدينة البطلة. المحتلون يقصفون ويدمرون الاحياء السكنية المكتظة بالمدنيين ويوقعون الضحايا بالمئات بين شهداء قتلى وجرحى من النساء والاطفال والشيوخ والشباب ومن المسلحين الذين يقاومون المحتل المعتدي الغاشم. حتى الاماكن المقدسة لم تعد في مأمن من دنس وعدوان الغزاة المحتلين. كما يتعرض العديد من المدن العراقية المقاومة للاحتلال، بغداد وبعقوبة والبصرة والكوت وغيرها، واهلها الى جرائم هولاكو التدمير والدماء.
وما يحدث في العراق المحتل على أيدي الغزاة الانجلو امريكيين يحدث أيضًا في المناطق الفلسطينية على أيدي المحتلين الاسرائيليين، وما يحدث في العراق المحتل وفلسطين المحتلة يعكس من حيث المدلول السياسي حقيقتين اساسيتين مترابطتين عضويًا، الاولى، ان مصالح المحتل تتناقض بشكل تناحري مع المصالح الحقيقية للشعب الرازح تحت وطأته، فشعب يفتقد حريته وسيادته الوطنية لا يمكن ان يتطور حضاريًا، فالاحتلال الانجلو امريكي لم يجلب الحرية لشعب العراق كما ادعى لتبرير عدوانه، بل داس عليها ببلطجيته العربيدة وبدباباته وطائراته التي تزرع الموت والدمار في العراق. وكذلك الامر بالنسبة للاحتلال الاسرائيلي الاستيطاني وجرائمه.
والثانية، انه لا يمكن ضمان الامن والاستقرار في ظل بقاء الاحتلال جاثمًا على صدر شعب وأرض العراق وفلسطين، فالاحتلال يولّد المقاومة، بأشكالها المختلفة، السلمية والمسلحة، والتي لا يمكن اخماد أنفاسها الا بعد تجنيز ودفن الاحتلال واجلاء الغزاة المحتلين ورفع علم التحرر والاستقلال الوطني. ولهذا فإن مسؤولية جميع انصار الشعوب وحقها بالتحرر والاستقلال الوطني تصعيد كفاحها التضامني لوقف نزيف دم العدوان في العراق وفلسطين وتخليص شعبيهما من سلاسل وقيود الاحتلال.

("الاتحـــــــــــاد")


الجمعة 13/8/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع