فيلم وثائقي عن تاريخ مصر وارتباطه بالقضية الفلسطينية


القاهرة - اعلن رئيس جهاز الرقابة الفنية في مصر ان من المحتمل توزيع فيلمه التسجيلي عن التاريخ الحديث للبلاد والمدنية "سحر ما فات في كنوز المرئيات" في دور السينما ليكون بذلك اول فيلم تسجيلي عربي يحظى بمثل هذه الفرصة.
وقال مدكور ثابت رئيس الرقابة على المصنفات الفنية المرئية والمسموعة اثر عرض فيلمه التسجيلي امام عدد من مخرجي ونقاد السينما المصريين ان "احد الموزعين سيعمل على عرض الفيلم في دور السينما المصرية".
واضاف "اذا تحقق ذلك فان الفيلم سيؤدي غرضا مهما في تعريف الاجيال الصاعدة بتاريخ مصر وارتباطه بالقضية الفلسطينية (...) وتعريفهم ايضا بالاوضاع التي كان يعيشها المصريون منذ عام 1898 عبر الصورة اثر انطلاقة السينما".
واشار ثابت الى ان "حصول المخرج الاميركي مايكل مور على السعفة الذهبية في مهرجان كان عن فيلمه التسجيلي فهرنهايت 11/9  شجع الموزع على ان يطلب مني عرض الفيلم في الصالات المصرية خصوصا وانه يتضمن العديد من الوثائق السينمائية النادرة للحياة في مصر نهاية القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين".
وقال انه حصل على العديد من المشاهد التي استخدمها في فيلمه التسجيلي من "جمعية الاخوين لوميير حيث كانت مصر ثاني البلاد التي اقاما فيها لتصوير افلامهما بعد اختراعهما السينما مباشرة".
ويصور مشهد الافتتاح العاصمة الحديثة من فوق برج القاهرة اكثر معالم العاصمة ارتفاعا حيث صور جسر قصر النيل الذي بناه الخديوي اسماعيل تمهيدا للاحتفال الدولي بتدشين قناة السويس ولكي تستطيع الامبرطورة اوجيني الوصول الى القصر الذي بناه خصيصا لها في جزيرة الزمالك.
وتظهر في الصور ايضا الاسود البرونزية الاربعة التي تم نحتها وصبها في ايطاليا ووضعها على جانبي الجسر.
كما يعرض تصوير الاخوين لومير للجسر اواخر القرن التاسع عشر حيث كان المعبر الوحيد بين شطري العاصمة المصرية بعد دفع رسوم حددتها الدولة بقرش ونصف للجمال المحملة وثلاثة ارباع القرش للشخص وقرشا للحمار المحمل واعفي من هذه الرسوم الاطفال الذين تقل اعمارهم عن السادسة.
وهناك ايضا جزيرة الزمالك التي ظهرت خالية الا من اشجار النخيل لكنها الان من ارقى المناطق السكنية في العاصمة المصرية واصبحت تعج بالمباني الاسمنتية المرتفعة مع تقلص مساحة الاشجار والحدائق.
كما ان الفيلم يتضمن مشاهد لميناء الاسكندرية والقطارات التي كانت تربط بين القاهرة وهذه المدينة اضافة الى تصوير بعض القرى المحيطة بضفتي النيل خلال نزهة في قارب كبير.
وفي الجانب السياسي ركز الفليم مطلع القرن العشرين على الافلام التسجيلية التي كان التقطها المصري محمد بيومي خصوصا عودة سعد زغلول من المنفى اثر ثورة 1919 واستقبال الجماهير له في الاسكندرية والقاهرة حيث ظهر ميدان القاهرة القديمة وميدان الاوبرا وهي مليئة بالاشجار والمباني المشيدة على الطراز المعماري الاوروبي.
وخلال ذلك قام الفنانان محمود الجندي ومحمد وفيق برواية تاريخ مصر القديم وربط ظهور السينما وحضورها في مصر بانطلاقة "الحركة الصهيونية" وتاسيس بعض الجميعات الصهيونية بما في ذلك الفرقة العسكرية التي عرفت بـ "البغالة" ودورها في الحرب العالمية الثانية الى جانب قوات التحالف.
ومع عرضهما تاريخ مصر في النصف الاول للقرن العشرين بما في ذلك رحلة مصطفى باشا النحاس وتزايد اعداد اليهود حتى وصلت في مصر الى 65 الفا بينهم 25 الفا في الاسكندرية فضلا عن كشف امر غير متداول حول اقامة مستوطنة يهودية على ضفاف النيل في منطقة كوم امبو في صعيد مصر (881 كلم جنوب) وذلك بعرض صور لمبانيها.
وفي الفيلم ايضا تطور الاستثمار الاجنبي في مصر ودور اليهود في ذلك ثم حرب 1948 وعرض افلام مصورة عن رحلة القوات الى فلسطين ومشاهد حصار الفالوجة الشهير وزيارة الملك فاروق الى غزة والجبهة.
كما ان هناك التاريخ المعروف لثورة 23 تموز وزعيمها جمال عبد الناصر وتصوير ضحايا العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 والوحدة بين مصر وسوريا وخطاب عبد الناصر في دمشق.
ويستعرض الفيلم لقطات نادرة لفيضان النيل ومعركة بناء السد العالي وكذلك حرب حزيران 1967 وجنازة عبد الناصر وحرب تشرين الاول 1973 وبعض اللقطات للرئيس المصري الراحل انور السادات وسياسة الانفتاح الاقتصادي وفيما بعد فترة الرئيس المصري الحالي حسني مبارك وتحويل مياه النيل الى سيناء ومشروع توشكى.


الخميس 5/8/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع