صوت أحمد قعبور يصدح بعد غياب 10 سنوات

*عاد ليغني للانسان والحب والضفة الغربية وحق عودة اللاجئين الفلسطينيين* يقول: اغني في غابة من الاغاني الهابطة ومن الجيد ان اشعل شمعة رغم انه من وقت لاخر هناك اشخاص" يحاولون اطفاءها*

بيروت - بعد انقطاع عن الغناء فوق خشبة المسرح استمر زهاء عشر سنوات عاد المطرب والملحن اللبناني احمد قعبور المعروف بالاغاني الوطنية الى المسرح ليغني للانسان والحب والضفة الغربية وحق عودة اللاجئين الفلسطينيين.
قدم قعبور حفلة على خشبة مسرح اليونيسكو في بيروت الاسبوع الماضي استعاد فيها مجموعة من اغانيه القديمة منها اغنية "اناديكم" التي غناها عام 1975 مع بداية الحرب الاهلية في لبنان والتي استمرت 15 عاما وذاع صيتها ابان الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982 .
ويطمح قعبور في تجربته الجديدة ان يغني بلا اي وصاية او سلطة جماهيرية والتي حصرته في زاوية الاغنية الوطنية فقط ويحاول توسيع هذه الدائرة لتطال شرائح جديدة في المجتمع دون ان يقطع التواصل مع الجيل الذي عرفه واحبه وناداه للثورة.
لكن بدا واضحا من حفلة الاربعاء ان الاغنية الوطنية بقيت صامدة في اذهان الناس الذين ما ان سمعوا اغنية "اناديكم .. اشد على اياديكم" حتى وقف الجمهور الذي ضاقت به قاعة المسرح بطابقيها مرددا الاغنية معه.
كما قدم في الحفلة مجموعة من الاغاني القديمة التي اطلقت ابان الحرب منها اغنية للضفة الغربية "يا نبض الضفة.. لا تهدأ اعلنها ثورة " و "يا رايح صوب بلادي" و"اناديكم" و"بيروت يا بيروت".
ودعا الجمهور الى عدم مطالبته فقط بالاغاني الوطنية عبر اغنية "ناديني ولا تناديني" وقدم اغان جديدة منها "حق العودة" للاجئين الفلسطينيين وكل لاجيء في العالم حسب قوله والتي كتب كلماتها عبيدو باشا وجاء فيها "شمس المشرق بتدفي وشمس المغرب ولعاني.. وانا ما بعرف من الشمس الا شمس الاغاني".
كما قدم من كلماته اغنية "بدي غني للناس".
وعن فترة غيابه عن المسرح التي استمرت نحو عشر سنوات قال قعبور لرويترز "كان لا بد من التوقف للتأمل بالتجربة وتوسيع دائرة الجمهور... اضافة الى رغبتي بالخروج من التصنيف الجاهز ووضعي فقط ضمن مؤدين الاغاني الوطنية.. احسست برغبة بالغناء لاثبت اني لا زلت على قيد الحياة."
واضاف "هكذا اتيت الى المسرح حاملا حبي حينا واحباطي احيانا وهموم الناس في معظم الاحيان."
وناشد قعبور الجمهور بعدم حصره في زاوية الاغنية الوطنية قائر "في الفترة السابقة اكاد اكون الوكيل الحصري للاغنية الوطنية وبمعني انني اذا اديت اغنية لا تحتوي على الموضوع الوطني اصبح وكأنني اغني الخطيئة. بكل بساطة الحياة اوسع بكثير من دائرة التصنيف الضيق .الانسان يحب بلده ويحب حلمه ويحب المرأة والولد ويحب ان يضحك ويتسلى ويغضب فهو مجموعة مشاعر."
ويسعى قعبور الى التواصل مع الجيل الجديد دون القطع مع الجيل الذي سبقه ويقول "هي مهمتي واعرف ان هذا امر صعب جدا لكن علي ان ابدأ واعرف انني اغني بغابة من الاغاني الهابطة ومن الجيد ان اشعل شمعة رغم انه من وقت لاخر هناك اشخاص" يحاولون اطفاءها.
وقال "مع هذا الاحباط في العالم العربي نحن بحاجة الى الاغنية الوطنية والسياسية الملتزمة اكثر من اي لحظة ثانية لانها هي طريقة ووسيلة للتمسك بالهوية والذاكرة وصورة من صور مقارعة العولمة التي تريد تحويل كل الاغاني الى اغنية واحدة وكل المدن الى واحدة."
واضاف "جميل الاختلاف وهو قيمة برأيي. احاول ان اكرس واؤكد على هذا الاختلاف."
وقعبور (49 عاما) اضافة الى انه اشتهر في الاغنية الوطنية عمل اكثر من 15 عاما في مسرح الاطفال وفي العديد من الاعمال الاذاعية والتلفزيونية.


الأحد 18/7/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع