مسييه إبراهيم يفوز بالجائزة الأولى في مهرجان مسرحيد!


*قررت لجنة التحكيم في مهرجان "مسرحيد" الخامس في عكا، والمؤلفة من: د. حبيب بولس، سهام داود، محمود قدح، والبروفيسور دان أوريان، منح مسرحيدية "مسييه إبراهيم وزهور القرآن" الجائزة الأولى للمهرجان الذي جرى في مدينة عكا في الفترة ما بين 6 و8 من شهر تموز الجاري.. كما قررت لجنة التحكيم منح جائزة "الممثلة الواعدة" للممثلة ربى بلال عن دورها في مسرحيدية "أم ضيا".

وتروي مسرحيدية "مسييه إبراهيم وزهور القرآن" قصة رحلة شاب إلى سعادته. رحلة تبدأ من حب قاس ومرير يمنحه له أبوه بعد الهولوكوست (الكارثة النازية) نحو رهافة الإيمان الصوفي في قلب حي باريسي، لكن في صلب عالمه نعثر على السيد إبراهيم الذي يصبح والده الروحاني ويعلمه أنماط الحياة التي تغير عالمه الحسي كليًا. قصة شخصين، يهودي ومسلم، ينشأ بينهما تضامن غير مألوف.
وكـُتبت المسرحية عقب قصة حقيقية وهي من تمثيل سهيل حداد وتأليف عمانوئيل شميدت وترجمة عماد جبارين وإخراج كلاوديا ديلا سيتا.
وعبر الفنان سهيل حداد، الحائز على الجائزة الأولى عن شعوره الجميل بهذا الفوز، وتمنى أن يطور المهرجان في المستقبل آليات جديدة لا سيما وأنه يتطور من سنة لسنة، ويجب تشجيع الممثلين المحترفين على المشاركة في المهرجان لأنه يفجر الكثير من الطاقات الفنية الموجودة في الوسط العربي. مؤكداً ان لدينا المخرجين والممثلين والكتاب الذين يكملون بعضهم وينتجون أعمالا مسرحية قيّمة. كما أن المهرجان هو ملتقى لهؤلاء المبدعين.
وشاركت إضافة إلى مسرحيدية "مسييه إبراهيم وزهور القرآن" أربع مسرحيديات أخرى في إطار المسابقة الرسمية في المهرجان وهي: "أم الشرايط" من تأليف محمود صبح وإخراج خليفة ناطور وتمثيل سلوى نقارة، "أم ضيا" من تأليف وإخراج سامح حجازي وتمثيل ربى بلال، "الوهم" من تأليف وإخراج د. ضرغام جوعية وتمثيل نهد بشير، "الغيلان" من إعداد وإخراج عفيف شليوط عن رواية الكاتب أدمون شحادة وتمثيل إسراء دراوشة.
وشاركت مسرحيدية "لحظات خصوصية" في المهرجان في إطار "دفيئة المهرجان" وهي من إخراج إبراهيم ميعاري وتمثيل دينا بكري، وتروي قصة ساشا ملنيك، فتاة أوكرانية، ممثلة، متزوجة من شاب عربي انتقلت معه للعيش في البلاد. تواجه ساشا المجتمع في القرية العربية والصراع الذي تحياه بين حضارتين من أجل أن تصبح مقبولة في هذا المجتمع. وشيئـًا فشيئـًا تتعرض لتحول في تفكيرها حيال المجتمع وبانتقالها إلى المدينة تجد أن المسرح والإبداع يشكل متنفسها الوحيد.
افتتح المهرجان بحضور رئيس المهرجان ورئيس الإدارة وسعادة القاضي فارس فلاح ورئيس بلدية عكا، وتولى عرافة الأمسية الصحفي زهير بهلول، حيث تم تكريم الفنان العكي غازي أبو بكر. وتخللت الأمسية فقرات فنية قدمتها كل من فرقة "ولعت" وفرقة "ليوا" وفراس وليتو وسيلفيا سبيتي، فيما قدمت الفنانة أمل مرقس وفرقتها بقيادة الفنان نسيم دكور العرض المركزي في الأمسية.
وعلى هامش المهرجان، جرت أمسية خاصة في قاعة "كريبتا"- بستان الباشا عكا- عن الأديب أميل حبيبي، حيث تحدث المبدعون والأصدقاء عنه مبدعًا وإنسانًا وزميلا وتم تقديم مقاطع مسرحية من أعماله وعرض مقطع من فيلم داليا كاربيل عن إبداعه ومسيرته ومقطوعات موسيقية ومعرض صور خاص عن محطات حياته. وشارك في الأمسية الخاصة محمد بكري، وسام جبران، سالم جبران، أحمد زعبي (أبو اليرموك)، لنا زريق، سلوى نقارة/ حداد، محمد علي طه، سامي ميخائيل، سلمان مصالحة، يهوشوع سوبول، سيناي بيتر، كيرن تسور، عاموس كينان. وتولت عرافة الأمسية أيريت سيلع وأنطوان شلحت.
إلى ذلك، تم تنظيم معرض بعنوان "حديث" للفنانة العكية أنيسة أشقر، وهو عبارة عن مجموعة أعمال مستمدة من السيرة الذاتية للفنانة وخصوصًا في فترة طفولتها في الحي برؤية نقدية اجتماعية.
واستضاف مهرجان "مسرحيد" معرض الكتاب الذي نظمته "دار العلم والمعرفة" بإدارة ربيع خوري، وتم عرض أحدث وأهم الكتب المسرحية والأدبية في باحة "بستان الباشا" (مقر المهرجان)".

**الممثلات عددهن اكبر!
لقي مهرجان "مسرحيد" هذه السنة إقبالا جماهيريًا كبيرًا حيث غصّت قاعات العروض بالحضور الذي جاء من كل حدب وصوب للمشاركة في هذا الكرنفال الفني المهيب، وفي عروض كثيرة بقي عدد كبير من الجمهور خارج القاعات التي لم تتسع للمئات من المشاهدين، الذين تنقلوا بين عرض وآخر.
كما تميز المهرجان الثالث بمشاركة نسائية فعّالة لا سيما وأن ثلاث من بين المسرحيات التي شاركت في المهرجان في إطار المنافسة هي من تمثيل نساء.

**تاريخ
انطلق مهرجان "مسرحيد" عام 1992، في حيفا، بادارة مسرح "الكرمة"، وقد اطلق عليه هذا الاسم الفنان اسامة مصري، صاحب فكرة المهرجان، والاسم هو عبارة عن دمج لكلمتين: "مسرح" و "وحيد"، بحيث اخذ المسرحيون العرب من بعدها باستعمال، هذه الكلمة ليعبروا عن العمل المونودرامي، اي مسرحية الممثل الواحد، وتحولت كلمة "مونودراما" الى كلمة "مسرحيدية".
اعيد انتاج المهرجان عام 1993، في نفس المكان، ثم انقطع عن الظهور نحو (8) سنوات، وبمبادرة موني يوسف، مدير مركز المسرح في عكا، وبالتعاون مع طبّاخ المهرجان اسامة مصري، وبرعاية وزارة المعارف، تم اعادة المهرجان للحياة عام 2001، ومنذ ذلك الحين لم يتوقف.


الثلاثاء 13/7/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع