سخنين مدينة يوم الأرض الخالد تعاني من أزمة اراض خانقة


* المطلوب التحرك الاستراتيجي *

سخنين المدينة الجليلية، مدينة يوم الأرض الخالد وانتفاضة الأقصى، يبلغ تعداد سكانها اليوم 24500 نسمة، تعاني من أزمة أراض حقيقية تمس الأمن الفردي والجماعي لأهل البلد، كان عدد كان هذه المدينة سنة 1948 3000 نسمة وأعلن عنها مدينة في 21/3/1995، وهذا اللقب لم يساعدها في مواجهة قضاياها اليومية والاستراتيجية، لقب ومكانة معلقان على الحائط، مدينة مع ازمة اراض، محاصرة، مطوقة.
سخنين حاملة كأس الدولة بلا ملعب رياضي، غنى لها الشاعر المرحوم خازن عبود، ابن سخنين البار "وما مثل سخنين من بلده
      عشقت ثراها وسكانها"
"أحن الى كل شبر فيها
      وهل تنكر العين انسانها"
كما وغنى لها الشاعر منيب مخّول بعد يوم الارض الخالد
"سخنين ماذا فيك يا سخنين
      وعلام يجذبني اليك حنين"
سخنين تعاقبت عليها الهجرات من شبه الجزيرة العربية فحملت اليها العموريين والكنعانيين والآراميين، سخنين ذكرت كاحدى المدن الكنعانية التي احتلها تحتمس الثالث، الفرعون المصري عام 1479 ق.م،  كما وان بطليموس ابن كليوباترا أحد ملوك مصر احتلها سنة 102 قبل الميلاد.
رأيي ان القضية الهامة والملحة التي تواجه سخنين أسوة بباقي قرانا ومدننا العربية هي قضية الارض وتوسيع مناطق النفوذ، لذا يجب ان يكون الجهد الجماعي للأطر والمؤسسات والحركات السياسية والاجتماعية موجها لهذه القضية يجب توجيه العمل الشعبي والجماهيري من خلال الوعي والاخلاص والوحدة والتماسك لقضايا الارض والمحافظة على ما تبقى من النزر، ورؤية توسيع مناطق النفوذ الهدف الاستراتيجي – يجب أن نتعلم من تجربتنا مع قضايا الارض عبر الخمسين سنة الماضية وذلك لتعزيز مواقع القوة عندنا – تشخيص مواقع ومواطن الضعف والتأتأة والتلعثم، اعطاء الحلول، تشخيص شبابيك الفرص، كذلك تحديد عوامل التهديد لمجتمعنا مهم جدا ان تقوم الاطر المختلفة باجراء تعبئة ونقاش استراتيجي، حول القضايا المذكورة وان نخرج بخطة عمل منهجية، مثابرة، مخلصة، وليس التعامل مع القضايا بشكل هامشي وعبث، يجب ان نتذكر شهداءنا حتى يبقوا في ذاكرتنا الجماعية وروايتنا.
سخنين واقعها صعب، مدينة محاطة بالأسوار والجدران العسكرية والمستوطنات من ثلاث جهات يجعل منها جيتو او مدينة من باطون.

* سخنين وسهل البطوف *

مدينة سخنين أسوة بباقي مدننا العربية عاشت الخوف وظلم الحكم العسكري الذي استمر حتى سنة 1966، وبدأت سخنين تعاني من مصادرة الاراضي من خلال سن الحكومات لقوانين مجحفة، ظالمة هدفها تشليح جماهيرنا من الارض، ودفعت سخنين الثمن كباقي قرانا، مع هذا يجب التأكيد على الضربة التي أصابت سخنين وقرى البطوف من خلال شق مشروع المياه القطري الذي يوصل المياه للنقب والذي يبعد 300 كيلومتر عن سخنين، هذا المشروع شق قناة مفتوحة في سهل البطوف على طول 17 كيلومترًا قسم السهل، الى قسمين مع القناة التي عرضها من 150 مترًا، خرّبت قسمًا كبيرا من اراضي الفلاحين، اضافة الى بركتين غرب السهل تتسعان لمليون ونصف كوب من المياه ويُسأل السؤال لماذا في معظم المشروع قناة تحت الأرض اما في البطوف فهناك قناة مفتوحة؟؟
نشير ان العمل بدأ في المشروع سنة 1953 وأكمل في 10/6/1964، وكلّف 2 مليون ونصف يوم عمل ومن اهدافه الاولى 80% للزراعة، 20% للشرب وربما لأهداف لا يفصحون عنها.
قاوم أهلنا في سخنين المشروع في الستينيات، في ظل الحكم العسكري، عدم وجود سلطة محلية، ومهندس ومحام، خسرنا المعركة والبطوف اليوم:
"عطشان والكأس في يدي" او قصته:
"كالعيس في البيداء يقتله الظمأ
     والماء فوق ظهورها محمول"
ومن سنة 1964 يسمع الفلاحون عن خطط وبرامج لري البطوف وقصة ريه كقصة الذئب والراعي. وتوجد أزمة ثقة عند الفلاحين، ممن تبقى منهم، لما يسمعونه من خطط لامكانية الري، نشير ان هناك خططا تهدد البطوف ويجب الحذر منها ومواجهتها، في حالة ري البطوف ستكون فرصة ممتازة عند المواطنين على الصعيد الاقتصادي في ظل البطالة التي تعاني منها سخنين اذ تبلغ نسبتها 14%.

* مصادرة اراض عربية منذ سنة 1948 *

سخنين كانت تملك 93 ألف دونم قبل سنة 1948، لكن في سنة 1974 وبعد المصادرات 55 ألف دونم وفي سنة 1976 30 ألف دونم ، واليوم مساحة منطقة النفوذ 9300 دونم، هذا وتثبت القائمة التالية عملية المصادرة طبقًا لكتاب إيان لوستك – العرب في دولة اليهود
مصادرة أراض عربية منذ 1948
قرى مختارة
اسم القرية          مساحة الدونمات           ملك بعد المصادرة
                        في سنة 1974                 بالدونمات  
سخنين        55000                         30000
عرابة                   95000                         11350
دير حنا                 16000                     9500
مجد الكروم            20000                         7000 
يركا                     55000                     18000
دير الأسد
البعنة، نحف            16000                         7000
باقة الغربية             22000                         7000 
هذا والجدير بالذكر انه قبيل يوم الارض قامت السلطة بمصادرة اراضي سخنين وكانت سببًا ليوم الارض الخالد.

* مصنع "رفائيل ليشم" *

 في سنة 1980 أقيم مصنع رفائيل ليشم في المنطقة الجنوبية الغربية، قسم كبير منه على اراض لأهالي سخنين، منطقة (مرج ربّا/ هذا المصنع يخلق قلقًا وخوفًا عند الناس. نشير انه في 28/6/04، نشرت صحيفة "هآرتس" مقالا حول مصنوعاته العسكرية التي تقلق الأهالي والمنطقة، للحقيقة لم تتقدم سخنين بطلب التماس للمحكمة العليا وهذه نقطة ضعف في ادارة الصراع.

* منطقة "ترديون" الصناعية *

أقيمت منطقة ترديون الصناعية سنة 1990، غرب مدينة سخنين، مدخل البلد، وفي سنة 1993 تم البدء باسكان المنطقة وتشغيلها، هذه المنطقة قسم منها من اراضي سخنين، أطبقت على سخنين غربًا وتمنع من توسعها، المنطقة الصناعية بتعاون بين مجلس مسجاف المحلي، الوكالة اليهودية، ووزارة الصناعة، يوجد اليوم 60 مصنعا ومصلحة تشغل الفي عامل مساحة البناء 60 الف متر مربع وفي التخطيط النهائي 300 مصنع مع 150 الف متر مربع من البناء وتشغيل 6000 عامل. ويسأل السؤال كم عاملا عربيا يعمل هناك؟ الارنونا بملايين الشواقل تدفع لمجلس مسجاف المحلي.
وكيف تقام منطقة صناعية على صدر سخنين ونحن "زي الأطرش في الزفة"!! وللحقيقة لم تذهب سخنين لتقديم التماس لمحكمة العدل العليا!؟

* المخيم العسكري الجديد *

في شهر 4/1998 بدأ العمل باقامة مخيم عسكري جديد غرب سخنين لينضم مع اخيه رفائيل، جدران المخيم الجديد، تدخل صالونات بيوتنا الغربية ويطبق على المدرسة الاعدادية (الحلان) وعليه غربا نرى امتدادا، لرفائيل، المخيم العسكري الجديد، المنطقة الصناعية ترديون وهذا ادى بسجن سخنين لتكون مغلقة غربًا وجنوبًا، وللحقيقة لم تذهب سخنين وتقدم التماسًا الى المحكمة العليا!

* كيبوتس أشبال شمال سخنين *

كيبوتس أشبال شمال البلدة، مساحته 500 دونم، بجانب البيوت اذ يحد من توسع سخنين شمالا، وعليه تكون سخنين المدينة حاملة كأس الدولة لسنة 2004 مغلقة غربًا، جنوبًا وشمالاً، هذا الكيبوتس أقيم على "نوعر عوفيد فلوميد" ومن أهدافه التعايش وشر البلية...!!
اضافة لكل ما ذكر هناك تخطيط لشارع حاضن سخنين!! بل هو خانق لسجنين من غرب البلدة وشمالها، هذا الشارع يكون الضربة الاخيرة ان تم تنفيذه وان بقي في سخنين مواقع للضرب!
يجب الاشارة الى ان في شرق سخنين هناك جمعية حوض البطوف بركة مجار مساحتها 50 دونما، هذه البركة تحدّ من توسع سخنين شرقًا والمطلوب ايجاد الحل المناسب لها لفتح المنطقة امام اصحابها حيث تُشكّل بركة المجاري عائقًا جديًا امام توسع سخنين.
من هنا يجب التأكيد ان منطقة نفوذ سخنين قرابة 9700 دونم والخارطة الهيكلية 4600 دونم، ومعدل ما يملكه الفرد 180 مترًا مربعا وان اخذنا بالحسبان الاماكن العامة القليلة يبقى ملكًا للفرد في سخنين 100 متر مربع. سخنين تعاني من ازدحام واسعار الاراضي غالية، يصل سعر الدونم الواحد، الى مليون شاقل!
هذا وقام وزير الداخلية بتعيين لجنة فحص حدود مع مسجاف باشرت عملها، بلدية سخنين واللجنة الشعبية، اطرًا واشخاصًا قاموا باعداد الدراسات المهنية والكتابة للجنة، الوضع الحالي يتطلب الوحدة، والعمل الشعبي والجماهيري التماسك وبناء خطة عمل لمواجهة الوضع، عمل مهني، شعبي، مدروس، والا سنجد أنفسنا في سخنين بعد 56 سنة مثل "مصيّف الغور، اولادنا لهم اسماء، احلام وطموحات، 52% من سكان سخنين تحت جيل 18 سنة، المطلوب تعزيز الذهاب بالتماسات مدروسة لمحكمة العدل العليا من خلال تجنيد المحامين والمهندسين والقوى المخلصة والتعاون مع جمعيات عربية تهتم بقضايا الجماهير العربية وتجنيد العمل البرلماني من خلال النواب العرب واليهود ومن تهمه قضايا الجماهير العربية، علينا ان نأخذ مسؤولية جماعية لاهدافنا الجماعية والا سنجد انفسنا ظهرنا للحائط، المطلوب اعادة قضايا الارض بالاهتمام الشعبي وهذا دور المؤسسات، الحركة والاطر الاجتماعية والسياسية، لتحقيق الحلم بحاجة الى برمجة، تخطيط، عمل، اخلاص، تماسك ووحدة، الوحدة والاخلاص صمام الامان، قوتنا في وحدتنا.
نشير ان مجلس مسجاف المحلي في سياسته المقفلة من يوم اقامته سنة 1982، اهدافه خنق القرى العربية وفي استراتيجية عمله، خنق مدننا وقرانا، عدم معالجة قضايا اساسية للقرى العربية، استراتيجية تضييع الوقت وتمرير الوقت، كذلك الظهور كمن يهمه التعايش من خلال جمعيات مرتبطة معه. والمؤسف ان الكثير اشتروا هذا التعايش المزيف وهرولوا له، كل برامج التعايش الحقيقي يجب ان تأخذ قضايا الارض بالحسبان، هموم جماهيرنا وطموحاته ورواتبه وليس تعايشا مزيفا يضعنا في الهامش.


أعد التقرير: غزال أبو ريا
الأحد 11/7/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع