*وادي الصليب المهجّر والجدار الإحتلالي في صلب محاضرة عابدي عن "التأثيرات البيئية على الفنان"*

حيفا – خاص بـ"الإتحاد" – بدعوة من وزارة الثقافة الهنغارية، يسافر الفنان التشكيلي عبد عابدي، يوم غد الإثنين، الى هنغاريا للمشاركة في ورشة فنية للغرافيكا والنحت، وذلك في مدينة جيور الواقعة غرب البلاد على حدود النمسا.
يشارك في الورشة فنانون من عدة دول آسيوية وأوروبية، كألمانيا والتشيك والنمسا واليابان واستراليا ورومانيا، إضافة الى الدولة المضيفة. وسيكون الفنان الفلسطيني عابدي المشارك الوحيد من منطقة الشرق الأوسط.
     وقال عابدي أمس لـ"الإتحاد": "تتضمن الورشة إبداعات الفنانين في مجال التقنيات الغرافية، والحفر على الخشب، والنحت، و"الأسيمبلاج" (التركيبات النافرة). وستكون المناظر الريفية والمدنية إحدى مؤثرات الورشة، وفي نهايتها سيحصل أحد الفنانين على جائزة تقديرية، وسيحظى بمعرض منفرد. كما سيتم اكتناز جميع الأعمال الإبداعية في متحف مدينة جيور البلدي، التي ترعى بلديتها هذه الورشة، وأحد أهداف الورشة"، يتابع عابدي، "هو ضمان التواصل بين الحضارات، وتبادل الخبرات، الفنية والثقافية. حيث يتضمن البرنامج لقاءات مع فنانين ومبدعين ومثقفين من المنطقة".
     كما سيقدّم عابدي محاضرة موضوعها التأثيرات البيئية على الفنان، سيلقي فيها الضوء على الثقافة الفلسطينية وعن عمله في مدينة حيفا ذات المناخ الشرق أوسطي انعكاس الصراع السياسي في أعماله الإبداعية، وعلى مشروعه الفني الأخير "حوار بين المرئي والمستتر"، والذي يتناول فيه عابدي واقع نشأته وطفولته، من خلال أعمال تتمحور حول نوافذ وشبابيك في حيفا وعكا والناصرة، خاصة في حي "وادي الصليب" المهجّر شرق حيفا، تلوح فيها أيضًا تأثيرات حي "السيدة زينب" القاهري العريق، وبعض ذكريات طفولته في مدينة دمشق. هذا بالإضافة الى مشروع آخر يحاور فيه الفنان البريطاني ديفيد روبرت الذي رسم مواقع تاريخية ودينية في البلاد في أجواء القرن الثامن عشر، حيث يتطرق عابدي الى الواقع الآني لهذه المواقع مع بداية الألفية الثالثة، وفي صلبه قضية الجدار الإحتلالي.
جدير بالذكر أن عابدي يدرِّس الفنون الجميلة في الكلية العربية للتربية، كما انتخب مؤخرا رئيسا للهيئة الإدراية لمسرح "الميدان".