كلمة <<الاتحاد>>
من فرعنك يا فرعون؟

اكدنا مرارًا ودائمًا أن المستوطنات الكولونيالية تؤلف مستنقعًا آسنًا تنتعش وتترعرع في اوحاله جراثيم العنصرية الفاشية التي لا تهدّد فقط حياة ومعيشة الشعب الفلسطيني الذي تغتصب اجزاء من أرضه، بل تمتد سمومها القاتلة الى داخل اسرائيل مهددة باغتيال الدمقراطية وكل من يقف في طريقها من قوى وشخصيات، سياسية كانت أم عسكرية. ونؤكد هذا الامر اليوم على ضوء تصاعد العداء الفاشي العنصري والتحريض الهستيري الدموي من قبل أوباش الاستيطان والمستوطنين وعصابات اليمين المتطرف ومن قبل حاخاميين (ربانيم) يدينون بالولاء لارض اسرائيل الكبرى حتى لو كانت على بحر من الدماء وعورمات من الجثث. نؤكد هذا الامر في ظل ظروف من الهستيريا التحريضية اليمينية المتطرفة التي تعيد الى الأذهان هستيريا التحريض الدموي عشية اغتيال رئيس الحكومة السابق، يتسحاق رابين، والتي أدت الى قتله برصاص أحد مجرمي عصابات الفاشية العنصرية اليمينية. نؤكد هذا في ظل أوضاع قادت الى انه حتى جنرال المجازر والاستيطان، رئيس الحكومة اريئيل شارون أصبحت حياته في خطر وهو غير آمن ويتخوف ويخيفونه من احتمال لجوء اليمين المتطرف الى اغتياله. فاثر اعلان رئيس "الشاباك" قبل يومين امام لجنة الخارجية والأمن البرلمانية عن تصاعد تطرف اليمين المتطرف ونشاطه ضد خطة فك الارتباط الى درجة أصبحت فيه حياة رئيس الحكومة اريئيل شارون، اثر ذلك في خطر، وفي لقاء بين شارون وكتلة حركة "شينوي"، امس الاول، قال وكأنه يخاطب من زرعهم في مستنقع الرذيلة الاستيطانية "يؤسفني ان من دافع طيلة حياته عن اليهود في حروب اسرائيل، يحتاج الآن الى الدفاع عنه من اليهود، خوفًا من أن يمسوا به"!!
إن في التاريخ لعبرة يا اريئيل شارون، كم من شيطان تمرد على خالقه. زملاؤك وزملاء أسيادك الامريكيين بالامس القريب في "قاعدة" الجرائم الارهابية الذين اوجدتموهم وموّلتموهم ماديًا وعسكريًا لمحاربة السوفييت والشيوعية في افغانستان، انقلبوا ضد خالقهم الامبريالي وعملائه اليوم. ومن فرعن فرعون العصابات اليمينية الفاشية الاستيطانية المتطرفة غير نظامك الاحتلالي يا شارون. من دعم وموّل ووفر الغطاء العسكري لعصابات المستوطنين الداشرة باستباحة وهدر ارض ودم الشعب الفلسطيني وارتكاب أبشع الجرائم الهمجية بحق المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم، فإن أنيابهم المفترسة لا محالة ستصل، وقد وصلت، الى عقر دار رب نعمتهم. لا يكفي ما أمر به شارون وزير القضاء في حكومته، تومي لبيد، "بان يقلع التطرف اليميني من الجذور، كل الاجتماعات والتصريحات التحريضية، فهذا لا يمكن ان يكون"! "فهذا لا يمكن ان يكون" حقًا يا شارون، يكون فقط بقلع جذور الارضية التي يقف عليها غلاة اليمين والتطرف، بقلع جذور الوجود الاستيطاني من الاراضي العربية والفلسطينية المحتلة وبزوال الاحتلال الاستيطاني وبناء جسور السلام والتعايش مع دولة فلسطينية مستقلة بجانب اسرائيل.

("الاتحـــــــــــــاد")


الأربعاء 7/7/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع